14-أكتوبر-2022
أبو تريكة

"Getty" محمد أبو تريكة أحد أبرز النجوم العرب الذين فشلوا في بلوغ كأس العالم

لا يختلف اثنان على أن كأس العالم هو المسابقة الأقوى والأهم في كرة القدم، كما تعد المشاركة به هي الحلم الأكبر الذي يراود اللاعبين من حول العالم، وقد خرج الكثير من النجوم إلى العالمية من بوابة المونديال بدءًا  من بيليه الذي أبهر العالم في نسخة 1958 في السويد بسن الـ17، فيما توّج نجوم آخرون مسيرتهم المظفرة وخلّدوها في التاريخ من خلال تألقهم الاستثنائي في كأس العالم، مثل مارادونا، كرويف، دينو زوف، زين الدين زيدان ورونالدو داليما.

كأس العالم

في المقابل، فإن نجوم كبار حُرموا من خوض تجربة مونديالية، لأن منتخباتهم فشلت بالتأهل، أو لأنهم كانوا يواجهون مشاكل مع الاتحادات الكروية في بلادهم، بالرغم من مستوياتهم الكبيرة وتألقهم اللافت في أبرز الدوريات الأوروبية.

كأس العالم

سنختار في ما يلي لائحة من النجوم الكبار الذين لم تسنح لهم فرصة خوض مغامرة كأس العالم، من بينهم نجوم عرب قدموا مستويات كبيرة لفتت الأنظار، لكن الحظ خانهم ولم يوفّق الجيل الذي لعبوا له في تخطي مرحلة التصفيات.

لاعبون حققوا الكرة الذهبية دون أن يشاركوا بكأس العالم

من بين 38 لاعبًا فازوا بالكرة الذهبية، هناك ثلاثة لاعبون فقط لم يسبق لهم المشاركة بكأس العالم، أولهم هو ألفريدو دي ستيفانو، المتوّج بالجائزة عامي 1957 و1959. يعتبر دي ستيفانو أحد أهم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، وأسطورة خالدة في ريال مدريد حيث قادهم لتحقيق دوري الأبطال خمس مرات متتالية، وسجّل في جميع المباريات النهائية التي خاضها، لكنه واجه حظًا سيئًا مع المنتخبات، حيث بدأ مسيرته مع الأرجنتين التي لم تشارك في مونديال 1950.

دي استيفانو

في الفترة اللاحقة مثّل دي ستيفانو منتخبي الأرجنتين وكولومبيا في الوقت نفسه، وهو أمر كان مسموحًا في تلك الفترة في اتحاد أميركا الجنوبية، لكنه يحرمه من المشاركة في مونديال 1954 لأن لوائح الفيفا كانت ترفض مشاركة اللاعبين الذين يمثلون منتخبين المشاركة بالمونديال. حصل دي ستيفانو على الجنسية الإسبانية لاحقًا، لكن إسبانيا فشلت بالتأهل إلى مونديال 1958، وعندما تأهل الماتادور إلى مونديال 1962، كان دي ستيفانو مصابًا ولم يذهب مع البعثة المسافرة إلى التشيلي.

جورج ويا

اللاعب الآخر هو الليبيري جورج وياه، نجم آي سي ميلان وأفضل لاعب في العالم لعام 1995، والأفريقي الوحيد المتوج بالجائزة. جورج وياه هو من اللاعبين الذين ظلمتهم جنسياتهم، حيث كان مستوى ليبيريا على الدوام أقل بكثير من مستويات كبار القوم في القارة الصفراء، ولم تنجح على الإطلاق في الوصول إلى المونديال، فيما سلك وياه طريقًا آخر ووصل إلى سدّة الرئاسة في بلاده.

جينولا وكانتونا لم يمثّلوا فرنسا موندياليًا 

بدأ دافيد جينولا مسيرته الدولية في العام 1993، العام نفسه الذي خاض فيه الديوك ملحق التأهل إلى مونديال 1994 ضد بلغاريا. تمريرة خاطئة من اللاعب وصلت فيها الكرة لأكسندر قسطانطينوف في الدقيقة 95، ليسجل هدف الفوز وتقصى فرنسا من السباق. الصحافة الفرنسية صبت جام غضبها على اللاعب، واستبعده إيميه جاكيه لاحقًا من حساباته لتنتهي مسيرته الدولية مبكّرًا دون أية مشاركة مونديالية.

كانتونا

نجم فرنسي آخر من الجيل نفسه لم تكن له أي مشاركة مونديالية، وغاب عن بطولة 1998 الذي استضافتها فرنسا وحققت فيها لقبها الأول، هو إيريك كانتونا نجم مانشستر يونايتد وأحد أبرز لاعبي الوسط في العالم بفترة التسعينات.

اشتهر كانتونا بمزاجيته  وردود فعله العصبية، وقد افتعل شجارًا بعدما استبعده مدرب فرنسا هنري ميشيل من إحدى مباريات التصفيات مطلع التسعينيات، ليطرده الاتحاد الفرنسي من المنتخب، فيعلن اللاعب المتوج بدوري أبطال أوروبا 99 اعتزال اللعب الدولي، دون أية مشاركة دولية.

نجوم من ويلز وفنلندا يتجرّعون الكأس نفسه

نجم كبير آخر من الجيل الذهبي للشياطين الحمر فشل في خوض غمار المونديال، هو الويلزي راين غيغز أحد أبرز النجوم بتاريخ بلاد الغال. لعب غيغر 64 مباراة مع ويلز سجّل فيها 12 هدفًا، لكنهم فشلوا دائمًا في تخطي التصفيات، بالرغم من تواجد نجوم كبار إلى جانب غيغز من بينهم غاري سبيد وغريغ بيلامي.

غيغز

ولم يكن حال أيان راش نجم ليفربول في الثمانينيات والهداف التاريخي لمنتخب ويلز أفضل، حيث فشل هو الآخر بخوض أية منافسة كبرى على صعيد المنتخبات، من ضمنها كأس العالم.

ايان راش

المنتخب الفنلندي ضمّ هو الآخر نجومًا مميزين في التسعينات ومطلع الألفية، لم يوفّقوا في تذوق التجربة المونديالية، في مقدمهم سامي هيبيا قائد ليفربول السابق بطل أوروبا في العام 2005، وزميله في ليفربول ياري ليتمانن، الذي كان من المهاجمين المميزين الذين مثّلوا فرقًا كبيرة مثل برشلونة وأياكس، وقد توج مع الأخير بدوري الأبطال 1996، وحلّ ثالثًا في جائزة الكرة الذهبية لعام 1995.

نجوم عرب كبار غابوا عن المونديال

لدى الحديث عن المنتخب المصري، فإن المفارقة الأكبر تكمن في الحظ العاثر الذي يواجهه المنتخب في تصفيات كأس العالم، بالرغم من تألقه الكبير في بطولة كأس أفريقيا وتحقيق لقبها سبع مرات ( رقم قياسي)، وقد فشلت أجيال ذهبية للكرة المصرية في بلوغ المونديال، واكتفى الفراعنة بثلاث مشاركات، واحدة منها كانت ببطاقة دعوة، وبالتالي فإننا نجد عدد كبير من نجوم الكرة المصرية فشلوا في اللعب بكأس العالم، بالرغم من سيطرة المصريين على المسابقة القارية.

أبو تريكة

من أبرز هؤلاء النجوم، لدينا محمد أبو تريكة أحد أفضل اللاعبين العرب على الإطلاق، والذي قاد مصر لتحقيق ثلاث بطولات متتالية في كأس إفريقيا، ومع ذلك فقد فشل مع زملائه عماد متعب، حسني عبد ربه، محمد بركات، وائل جمعة والآخرين، في تخطي تصفيات كأس العالم في نسختي 2006 و2010.

حسن شحاتة

المدرب الذي قاد مصر للثلاثية التاريخية في كأس إفريقيا بين 2006 و2010، أي حسن شحاتة، فشل هو الآخر بالتواجد في كأس العالم عندما كان لاعبًا للمنتخب المصري. لعب شحاته مع الزمالك وانتقل لكاظمة الكويتي بعد حرب الـ 67، وحقق لقب أفضل لاعب بآسيا في العام 1970. حصل حسن شحاتة على لقب أفضل لاعب ببطولة إفريقيا 1974، وأحرز جائزة هدّاف الدوري المصري مرتين.

محمود الخطيب

أسطورة الكرة المصرية ورئيس النادي الأهلي حاليًا محمود الخطيب فشل بدوره باللعب في المونديال، رغم سمعته الرائعة كواحد من أفضل المواهب التي أنجبتها الكرة العربية والإفريقية، وقد حصل على جائزة أفضل لاعب إفريقي من مجلة فرانس فوتبول في العام 1983، وفاز بكأس الأمم الإفريقية في العام 1986 واعتزل اللعب الدولي. عندما تأهلت مصر لمونديال 1990، كان الخطيب يومها في سن الـ 36.

يونس محمود

شارك العراق مرة واحدة في كأس العالم أتت في نسخة 1986، حيث خرج أسود الرافدين من الدور الأول بعد خسارتهم لجميع مبارياتهم. في العقد الأول من القرن الحالي، قدّم العراق جيلًا كرويًا مميزًا، أبهر العالم عندما نجح بحصد لقب آسيا بالرغم من الظروف التي كانت تعيشها البلاد على إثر الحرب الأمريكية عليها.

يونس محمود

برز المهاجم يونس محمود بشكل كبير في كأس آسيا، حيث سجّل هدف الفوز في المباراة النهائية ضد السعودية في النهائي، كما حصد محمود جائزة هداف وأفضل لاعب بالبطولة. يونس محمود هو اللاعب العراقي الوحيد الذي دخل لائحة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، وقد حل في المركز الـ 29، وكان في ذلك العام اللاعب الوحيد من خارج الدوريات الأوروبية الذي يصل للّائحة. فشل يونس محمود في بلوغ كأس العالم مع العراق في كل المرات التي شارك فيها بالتصفيات، بالرغم من تواجد نجوم مميزين في هذا الجيل، من بينهم نشأت أكرم، وهوار ملا محمد.

علي الحبسي

لاعب عربي آخر كان يستحق التواجد في المونديال دون أن تُتاح الفرصة له، هو الحارس العماني علي الحبسي، الذي يعد واحدًا من أفضل الحراس العرب تاريخيًا، والحارس العربي الوحيد الذي لعب بالدوري الإنجليزي، كما حصل على لقب أفضل حارس في بطولات الخليج الأربع التي شارك بها، وعلى جائزة أفضل لاعب في نادي ويجان الإنجليزي للعام 2004، وأفضل حارس عربي في العام نفسه.