17-يناير-2020

البيت اليمني للموروث الشعبي، أو منزل نجلاء شمسان (الترا صوت)

لشغفها بالتراث اليمني القديم حوّلت بيتها الواقع بمدينة عدن، جنوب اليمن، إلى متحف تراثي يحوي أزياء شعبية وتحفًا أثرية وأسلحة قديمة. إنها السيدة اليمنية نجلاء شمسان. 

لشغفها بالتراث اليمني القديم حوّلت نجلاء شمسان بيتها الواقع بمدينة عدن إلى متحف يضم تحفًا أثرية وأزياء شعبية وأسلحة قديمة

سبق لنجلاء شمسان أن شاركت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، قبل أن توجه بوصلتها إلى التراث اليمني على تنوعه، لصلة شغفٍ تربطها بكل ما هو قديم على هذه الأرض.

اقرأ/ي أيضًا: مدينة جبلة اليمنية.. عاصمة أول ملكة في الإسلام

حوّلت بيتها إلى متحف مفتوح، واتخذت له اسم "البيت اليمني للموروث الشعبي"، جامعةً فيه تاريخ اليمن متمثلًا في قطعه النادرة ورموز ثقافته المعيشية من أزياء وزينة وفخار ونسيج، وغير ذلك مما له علاقة بالفلكلور الشعبي اليمني، ووزعته على أقسام متعددة داخل البيت.

وكان العون لها في ذلك، الجوّالة وكبار السن الشغوفين بالاحتفاظ بما ورثوه أبًا عند جد، فكانت تقدم إليهم وتشتري منهم ما جمعوه جوالةً أو حفظوه وراثةً.

البيت المتحف منذ 1992

تأسس متحف البيت اليمني للموروث الشعبي عام 1992، بعد أول مشاركة لنجلاء شمسان بجناح في سمسرة النحاس بباب اليمن في مدينة صنعاء القديمة عام 1989. وهناك قوبل عملها بالتشجيع من قبل الزوار المهتمين بالتراث، من اليمن وخارجه، عربًا وأجانب، ما دفعها لمواصلة عملها وتطوير فكرتها بافتتاح بيت الموروث الشعبي في عدن.

منزل نجلاء شمسان

قابل "الترا صوت" نجلاء شمسان، التي شرحت كيف بدأت مشروعها الرائد: "خصصتُ مكانًا في منزلي، حيث اجتزأت مساحة مناسبة ووضعت فيها ما جمعته من المقتنيات الخاصة بالموروث، وساعدني في ذلك أشخاص من ذوي الخبرة والمهتمين بجمع التراث من مختلف المحافظات اليمنية". بدأ الأمر مع نجلاء كهواية قبل أن يتطور إلى "عشق وهوية وعنوان"، كما تقول.

كل التراث

كل ما له علاقة بالتراث اليمني، تهتم نجلاء باقتنائه وعرضه في بيت الموروث الشعبي، من ملابس وأدوات منزلية ومشغولات فضية، وكل رمز للثقافة المعيشية والعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة.

منزل نجلاء شمسان

وفي بيت نجلاء أقسام متعددة، فهناك قسم خاص بالأزياء الشعبية وآخر بالأسلحة القديمة وآخر بالفلكلور، وقسم للأواني الفخارية، وقسم يرصد رموز العادات والتقاليد. 

مزار سياحي

تحول بيت نجلاء إلى مزار يقصده مئات الشغوفين بالتراث من زوار عاديين أو مثقفين وباحثين، إلى جانب مسؤولين ودبلوماسيين عرب وأجانب.

منزل نجلاء شمسان

 وتعمل نجلاء بنفسها مرشدة داخل بيتها، أو بالأحرى هي مرشدة للتراث اليمني الذي جُمع في بيتها. كما أنها أعدت كتابًا حول بيت الموروث الشعبي، واختارت فيه بعض الشخصيات التي سجلت انطباعاتها في سجلات التشريفات للبيت المتحف.

التمثيل في المعارض

شاركت نجلاء في عدد من المعارض الفنية المحلية والدولية، وحصلت على عدة شهادات وميداليات وجوائز، ما شجعها على الاستمرار في عملها، رغم ضغوطات المجتمع على المرأة، والظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

نجلاء شمسان

كل عملها كان بجهودها الخاصة، دون تلقي دعم مادي من أي جهة، "سوى بعض الدعم المعنوي من الحكومة وبعض الجهات الخاصة"، كما تقول.

ولدى نجلاء شمسان طموح كبير في استكمال باقي أجزاء المنزل، ليكون بحق متحفًا للتراث الشعبي اليمني، خاصة وأنه يقع في قلب مديرية التواهي السياحية في مدينة عدن.

تحول بيت نجلاء إلى مزار يقصده مئات الشغوفين بالتراث من زوار عاديين ومثقفين وباحثين وكذلك مسؤولين ودبلوماسيين عرب وأجانب

ما يعيق إنجاز طموحها أنها لا زالت تستعمل جزءًا من البيت للسكن هي وأسرتها، لذا فإنها تأمل بامتلاك منزل آخر للانتقال والعيش فيه، وجعل هذا البيت بأكمله هبة للتراث اليمني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شجرة الغريب في اليمن.. أسطورة حية منذ أكثر من 2000 سنة

مدينة دمت باليمن.. مشفى طبيعي في أحضان البراكين