13-مارس-2020

دخل بنجلون وأخنوش بثرائهم عالم الإعلام والسياسة (فيسبوك)

هم نجوم المجتمع المغربي ونخبته، تربعوا على عرش الغنى والترف، فأصبحت أسماؤهم أشهر من نار على علم ولا يُمكن الحديث عن عالم المال والأعمال دون ذكر اسميهما. صنفتهما مجلة "فوبس" من بين أثرياء العالم، يتحكمان في أكبر الشركات القابضة ويستثمران في ملايير الدولارات بالإضافة إلى دخولهم عالم السياسة والإعلام.

يُلقب أخنوش بصديق الملك، فالملك يزور بيته في مدينة الدار البيضاء لتناول وجبة الإفطار كل شهر رمضان، وهي العلاقة التي أكسبته حصانة اجتماعية وسياسية وأيضًا اقتصادية

عزيز أخنوش وعثمان بن جلون، أغنى رجلين مغربيين استطاعا الحفاظ على مكانهما المتقدم في تصنيف أغنياء البلد بعد الملك محمد السادس، فأصبحا يُنافسا أكبر الأثرياء الأفارقة والعرب وحتى في العالم.

اقرأ/ي أيضًا: تحركات الأحزاب في المغرب.. حملة انتخابية مبكرة أم أنشطة تأطيرية؟

أخنوش.. صديق الملك

هو عزيز أخنوش، رجل الأعمال وأحد أثرياء المملكة، كما أنه رئيس حزب سياسي ووزير يُمسك بأكبر قطاعات البلاد، وهي الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالإضافة إلى امتلاكه لأكبر المجموعات النفطية في البلاد.

وُلد عزيز أخنوش بمدينة تافراوت الأمازيغية المعلقة بجبال الأطلس الصغير، سنة 1961 حصل على شهادة التسيير الإداري من جامعة "شيبروك" الكندية قبل أن يعود إلى المغرب ليترأس مجموعة "أكوا" وهي شركة قابضة تُسيطر على عشرات الشركات المتخصصة في توزيع البنزين والاتصالات والخدمات.

جمعت المصالح وعلاقات المصاهرة بين أسرة أخنوش والعائلة الملكية، فعزيز هو ابن عمة مليكة، زوجة الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، وهو نجل أخت عبد الرحمن بن عبد العالي، أول وزير للأشغال العمومية في حكومة عبد الله إبراهيم  في نهاية الخمسينات، وفي نفس الوقت زوج عائشة الغزاوي، وهي أم مليكة زوجة الأمير هشام العلوي.

يُلقب أخنوش بصديق الملك، فالملك يزور بيته في مدينة الدار البيضاء لتناول وجبة الإفطار كل شهر رمضان، وهي العلاقة التي أكسبته حصانة اجتماعية وسياسية وأيضًا اقتصادية.

القرب من الملك ليس وحده من وضع أخنوش على هرم المجتمع المغربي فالرجل راكم ثورة كبيرة من خلال عمله في مجال البترو-كيماويات، رغم تعرضه لعدد من الهزات آخرها حملة المقاطعة التي شنتها شريحة مهمة من المجتمع على منتوجات شركته.

تُعتبر عائلة أخنوش من العائلات البعيدة عن السياسة فكان شعارها الدائم ما قاله الامبراطور الفرنسي نابوليون بونابارت خلال القرن التاسع عشر، "ثلاث لا سواها: المال ثم المال ثم المال"، هذه المقولة التي عمل بها أخنوش منذ عودته إلى البلاد بعد إنهاء دراسته. غير أن السياسة كانت في قلب وصوله إلى الثروة الهائلة التي يمتلكها.

وصل أخنوش إلى أعلى الهرم السياسي بيسر لم يحتج منه جهدًا، فالرجل "وُضع" على رأس أكبر حزب إداري في المغرب، التجمع الوطني للأحرار، فأصبح "الأخ الأكبر" يُسير مهرجانات خطابية ضخمة رغم ضعف لغته السياسية وعدم توفره على الثقة في المشهد الحزبي.

يُحاول أخنوش أن يقود الحكومة المقبلة وذلك عبر دخوله غمار الاستعدادات للانتخابات قبل حلول موعدها بسنتين، من خلال تحضيره لأسطول إعلامي يُرافق حملته الانتخابية، بالإضافة إلى تحضيره لعدد كبير من اللقاءات في جميع مدن المملكة.

مجلة "فوربس" وفي تقريرها السنوي الأخير صنفت عزيز أخنوش في المرتبة الخامسة لأغنى رجال الأعمال في شمال إفريقيا كما أنه احتل المرتبة الأول على الصعيد المغربي، بثروة تقدر بـ2 مليار دولار، مباشرة بعد الملك محمد السادس، رغم فقدانه لأزيد من 200 مليون دولار عن العام الماضي.

إمبراطور التأمينات

إذا كان أخنوش رجلًا بسيطًا قادمًا من وسط الجبال السوسية فإن الملياردير عثمان بنجلون ترعرع وسط ترف عائلة فاسية غنية اكتسبت نفوذًا قويًا منذ بداية القرن السابع عشر، ولم تتخل عن مكانتها في المجتمع المغربي بعد مرور ثلاثة قرون.

يُعتبر الملياردير عثمان بنجلون أول مغربي يدخل تصنيف مجلة فوربيس إلى أن بدأ رجل الأعمال عزيز أخنوش، يزاحمه على هذا المركز، فهو المُدير العام لبنك المغرب للتجارة الخارجية ويحتل الرتبة 1281 عالميًا بإجمالي 1.8 مليار دولار، حيث عرفت ثروته ارتفاعًا بـ100 مليون دولار سنة 2019.

ينحدر بنجلون من عائلة غنية من مدينة فاس التي ضمت أثرى العائلات في المملكة، فجده هو الخليع بن الطالب بن جلون، الرجل المقرب من السلطان في القرن الـ 17، وهو أكبر تجار فاس، وأبرز مستوردي الشاي من الصين إلى المغرب كما أن والده كان يملك أكبر معامل النسيج في المملكة.

قرر بن جلون تحقيق رغبته بأن يصبح مهندسًا معماريًا، بعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة من "المدرسة الثانوية ليوطي" - مدرسة للبعثة الفرنسية في مدينة الدار البيضاء تحمل اسم المقيم العام الفرنسي السابق في المغرب- ليسافر إلى لوزان بسويسرا ويُحقق حلمه، ثم عاد إلى أرض الوطن.

عاد الشاب إلى المغرب وبدأ يكون ثروته من نشاطه في مجال البنوك والتأمينات، وفي عام 1989، اشترى بن جلون حصص الورثة في الشركة الملكية للتأمين، ورغم أنها لم تكن إحدى شركات التأمين الكبيرة إلا أنها تمتلك أهمية رمزية وتاريخية بالنسبة للقطاع المالي في المغرب، حيث تم تأسيسها في عام 1949.

تزوج عثمان من الدكتورة ليلى أمزيان، نجلة المارشال محمد أمزيان، الذي تعتبره الروايات من القيادات العسكرية الإسبانية التي كان لها دور في قمع انتفاضة الريف، وكان بنجلون مقربًا من الملك الراحل الحسن الثاني فتم تعيينه مستشارًا ماليًا خاصًا به.

يعتبر الملياردير من أهم رجال الأعمال في المغرب، إذ يرأس المجموعة الاقتصادية "فينانس" التي تراقب نحو 25% من سوق التأمين بالمغرب عبر "الشركة الوطنية للتأمين"، و"الشركة الملكية للتأمين" المندمجتين فيما بعد تحت اسم "الملكية الوطنية للتأمين"، بالإضافة إلى كونه يرأس "المجموعة المهنية لبنوك المغرب" منذ عام 1995.

ينحدر بنجلون من عائلة غنية من مدينة فاس التي ضمت أثرى العائلات في المملكة، فجده هو الخليع بن الطالب بن جلون، الرجل المقرب من السلطان في القرن الـ 17

زادت ثروة بن جلون في عام 1999 عندما ضم إلى إمبراطوريته "الشركة الوطنية للتأمين"، و"شركة الرابطة الإفريقية للتأمين"، المملوكتين لمجموعة "التأمين الوطنية الفرنسية"، ومُولت الصفقة بقرض دولي قيمته 160 مليون دولار شاركت في تمويله حوالي 25 مؤسسة مصرفية أوروبية ودولية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب.. حرب الكأس والعمامة

النمو والاستثمار.. وعود أحزاب المغرب الاقتصادية