20-فبراير-2024
ملصقات تدعو إلى مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال في أزمير بتركيا

(Getty) ملصقات تدعو إلى مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال في أزمير بتركيا

نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، قبل أيام، تقريرًا استعرضت فيه تأثير حملة مقاطعة الشركات والعلامات التجارية الغربية، والأمريكية على وجه التحديد، الداعمة لـ"إسرائيل" في حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وقالت الصحيفة إن أرباح العديد من هذه الشركات، مثل ستاربكس وماكدونالدز وبرجر كنج وكوكا كولا وغيرها، قد تأثرت نتيجة المقاطعة لا في العالم العربي فقط، وإنما في الشرق الأوسط عمومًا والدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة.

وبينما لفتت إلى انتشار العديد من المبادرات المحلية، وأخرى أوسع نطاقًا، التي تسلط الضوء على الشركات الداعمة لـ"إسرائيل" وبدائلها المحلية؛ أوضحت الصحيفة أن حملة المقاطعة أدت إلى تغيّر عادات المستهلكين في الشرق الأوسط وعدة دول أخرى.

لم تقدّم هذه الشركات سوى القليل من العلومات عن تأثير المقاطعة، بل إنها اكتفت في بعض الأحيان باللجوء إلى العبارات الملطّفة لتجنّب تحديد حجم الخسائر

وأشارت إلى ارتفاع مبيعات المنتجات والعلامات التجارية المحلية، مثل سلسلة مقاهي "اسطرلاب" في الأردن التي أصبحت بديلًا محليًا لـ"ستاربكس"، وشركة المشروبات الغارية المصرية "سبيرو سباتس" كبديل لـ"بيبسي" و"كوكا كولا".

الشركات تتجنّب تحديد حجم خسائرها

وبحسب الصحيفة، فإن الشركات "المتضررة" لم تقدّم سوى القليل من العلومات عن تأثير المقاطعة، بل إنها اكتفت في بعض الأحيان باللجوء إلى العموميات أو العبارات الملطّفة لتجنّب تحديد حجم الخسائر.

ومن بين هذه الشركات "ماكدونالدز" التي قدّم فرعها في "إسرائيل" وجبات مجانية لجنود جيش الاحتلال، وأعلنت عن خصومات تصل إلى 50 بالمئة لهم. وتُعتبر من أولى الشركات التي دعمت دولة الاحتلال وارتفعت الدعوات لمقاطعتها في العالم العربي ودول أخرى عدة.

ورغم عدم إفصاحها عن حجم خسائرها، لكن الرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبكزينسكي، قال إنها تضررت في الشرق الأوسط، بينما أعلنت الشركة نفسها أنه اعتبارًا من الربع الرابع من عام 2023، تأثرت مبيعاتها وإيراداتها بشكل سلبي بسبب الحرب على قطاع غزة.

وتتوقع الشركة أن يستمر هذا التراجع مع استمرار الحرب في غزة. ورغم غياب أي تفاصيل حول حجم الخسائر، إلا أن العديد من المسؤولين الإداريين في الشركة أكدوا أن تأثير المقاطعة على المبيعات والإيرادات كان كبيرًا.

سلسلة مقاهي "ستاربكس" تعرضت كذلك لخسائر كبيرة نتيجة المقاطعة بسبب رفعها دعوى قضائية ضد نقابة العاملين فيها التي تحمل اسم "اتحاد عمّال ستاربكس"، بعد نشر إحدى الحسابات التابعة لها منشورًا تضامنيًا مع الفلسطينيين في غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأثير المقاطعة لم يقتصر على الشرق الأوسط فقط، بل شمل أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جرى تنظيم العديد من التظاهرات الاحتجاجية أمام فروع السلسلة بسبب موقفها.

واعترف الرئيس التنفيذي لـ"ستاربكس"، لاكسمان ناراسيمهان، بأن الدعوات لمقاطعة سلسلة المقاهي كان لها "تأثير سلبي" على أدائها في الشرق الأوسط، والذي كان له بدوره "تأثير في الولايات المتحدة"، بحسب قوله.

وأوضحت الصحيفة أن التأثير الأكبر للمقاطعة كان في مصر وعُمان والأردن، ويتبع هذه الدول كل من لبنان والكويت وقطر والبحرين والمغرب، بينما كان الأمر أقل وضوحًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق وكازاخستان.

أما بالنسبة للأرقام، فقد انخفضت نسبة مبيعات "كنتاكي فرايد تشيكن" و"هارديز" بنسبة 22.6 بالمئة، و"بيتزا هت" بنسبة 22.4 بالمئة، و"كريسبي كريم" بنسبة 21.7 بالمئة. وكان الرئيس التنفيذي لشركة "Restaurant Brands International" المالكة لمطاعم "برجر كنج"، قد أعلن أن الحرب على غزة أثرت على مبيعات السلسلة في أكثر من 12 دولة.

ولم تكن "كوكا كولا" و"بيبسي" بعيدة عما سبق. ورغم تجنّب مدراء الشركتين الحديث عن حجم خسائرهما بشكل مفصل، إلا أن مبيعاتهما تراجعت في الشرق الأوسط بشكل كبير بسبب دعوات المقاطعة.