بعد عام من الصمت والسجن، يظهر الروائي المصري أحمد ناجي من جديد، لأول مرة، في ندوة مفتوحة حول اللغة بين الشارع والانترنت والأدب، وقلة الأدب. يناقش أحمد ناجي ويوقع في "معهد غوته" بالقاهرة، اليوم، الإثنين، في السابعة مساء، مجموعته القصصية الجديدة "لغز المهرجان المشطور"، التي صدرت بعد خروجه من السجن بأيام، بعد عدّة محاولات فاشلة لإصدارها خلال فترة احتجازه.
بعد عام من الصمت والسجن، يظهر الروائي المصري أحمد ناجي من جديد
يتطرَّق أحمد ناجي، خلال الندوة، إلى اللغة المشطورة، واللغة الخادشة للحياء، وكيف يمكن للكلام أن يذهب بصاحبه إلى المحكمة، والمزيد من الأسئلة حول قلة الأدب في الأدب من واقع تجربته الشخصية بعدما أثارت لغة روايته "استخدام الحياة" غضبًا في الأوساط المصرية حول اعتبار ما ورد فيها من ألفاظ جنسية صريحة، ودارجة في الشارع، ومشاهد تفصيلية أدبًا أم بذاءة.
اقرأ/ي أيضًا: مصر.. الدولة ضد الدولة
لأول مرة، سيكشف أحمد ناجي وجهة نظره اليوم، مقدّمًا مجموعته الجديدة، التي تدور حول الوعي الجنسي والحياة الفكرية للمصريين، ربما بقدر مماثل من البذاءة، إن شئت، أو الجرأة – وفق آراء أخرى – بدا على الغلاف، الذي حمل رسمة لرجل وامرأة معًا، وأخرى لامرأة "فاتحة رجليها"، مستعينًا بشخصيات قديمة مثل الفنان استيفان روستي وتوفيق الدقن.
بينما يصرّ الروائي المصري أحمد ناجي على الصمت انتظارًا لتحديد مصيره، الذي لا يزال معلقًا بما سيحدث في نيسان/أبريل الجاري، تقطع ندوة "لغز المهرجان المشطور" عزلته ليتحدث لأول مرة. وربما يؤثر تعليق موقفه القانوني إلى أواخر نيسان/أبريل الجاري على كلامه، فلا يتحدث بحرية، خاصة إنه لا يزال في انتظار آخر جولة بقضيته.
وعن "لغز المهرجان المشطور"، الصادرة حديثًا عن دار "ميريت" للنشر والتوزيع، يقول أحمد ناجي: "انتهيت من النسخة الأولى لتلك المجموعة قبل أيام قليلة من دخولي السجن في 20 شباط/فبراير 2016 ثم كان ما كان. وطوال شهور السجن كان الأمل معلقا بحلمين، الخروج من سجن عنبر الزراعة بأي طريقة، ونشر تلك المجموعة".
حاول أحمد ناجي أن يحقق أحدهما: "طلبت مسودة المجموعة وأنا داخل السجن لمراجعتها وتجهيزها للنشر لكن إدارة السجن رفضت إدخالها، وتم إبلاغي أيضًا أن أي كتب أو مطبوعات تذكر اسمي أو تخصني ممنوعة من دخول السجن، وكنت ممنوعًا من نشر أي شيء طوال فترة احتجازي".
هل تخدش "لغز المهرجان المشطور" لأحمد ناجي الحياء العام مرة أخرى؟
عشر سنوات هي عمر مجموعة القصص المنتقاة في المجموعة الجديدة التي سيصدرها أحمد ناجي: "لم يكن هناك من أستطيع ائتمانه على تحريرها ومراجعتها غير اثنين من أفضل كتاب جيلي، وأقرب أصدقائي وزملائي في رحلة الكتابة الصحفية والأدبية، هما نائل الطوخي وأحمد وائل".
اقرأ/ي أيضًا: مصر.. فرحة سلفية وبرلمانية بحبس الروائي أحمد ناجي
خلال سجن أحمد ناجي في عنبر الزراعة بطرة، بدأ الطوخي ووائل المهمة الصعبة: "تولى الاثنان مراجعة قصص المجموعة وتحريرها، وتمكنا عبر شهور من الخطابات السرية من مناقشة التفاصيل التحريرية المختلفة للنصوص حتى وصل الكتاب إلى شكله الحالي".
بالنسبة إلى أحمد ناجي، فالمجموعة القصصية التي يناقشها اليوم، لا تمثل سجل مغامراته في عالم الكتابة فقط، إنما – وفق قوله في تصريحات صحفية - "تجسيد للصداقة وحب الأدب والكتابة الذي جمعني بنائل ووائل".
بعيدًا عن رواية أحمد ناجي، المتهم بخدش الحياء العام، لكواليس تحرير وإصدار المجموعة.. هناك سؤال أهم.. هل تخدش "لغز المهرجان المشطور" الحياء العام مرة أخرى؟ التفتيش وراء إجابة السؤال يكشف محاولة فاشلة من أحمد سعيد، مالك دار الربيع العربي، لنشر المجموعة خلال تواجد أحمد ناجي بالسجن. في ذلك الوقت، ألقى تصريحًا عابرًا يجيب فيه على السؤال: "نعم.. المجموعة القصصية تحمل ألفاظًا تخدش الحياء أكثر من استخدام الحياة".
اقرأ/ي أيضًا: