12-سبتمبر-2018

انسحب فريق الجوية العراقي من البطولة العربية بسبب هتافات باسم صدام حسين (مواقع التواصل الاجتماعي)

ألترا صوت - فريق التحرير

انسحب نادي القوة الجوية العراقي لكرة القدم، من مباراة الإياب مع نادي اتحاد العاصمة الجزائري، التي أقيمت قبل نحو يومين في التاسع من أيلول/سبتمبر، على ملعب عمر حمادي بالجزائر العاصمة، ضمن دور الـ32 من البطولة العربية لكرة القدم.

انسحب فريق عراقي من مباراة في البطولة العربية لكرة القدم بالجزائر، بسبب هتافات الجماهير الجزائرية باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين

وكانت نتائج المباراة حتى لحظة انسحاب الفريق العراقي، تشير إلى تقدم اتحاد العاصمة، بعد تسجيله هدفين دون رد في شباك الجوية العراقي، لمّا قرر لاعبو الجوية العراقي الخروج من الملعب قبل نهاية المباراة بأكثر من 20 دقيقة.

اقرأ/ي أيضًا: كرة القدم.. دين ثانٍ في الشرق الأوسط

وخرج لاعبو القوة الجوية العراقي من أرض الملعب؛ بسبب هتافات من الجماهير الجزائرية، التي رددت: "الله أكبر.. صدام حسين"، قبل أن ينهي الحكم الإماراتي محمد عبد الله، المباراة بعد انقضاء المهلة القانونية المحددة بـ15 دقيقة، وتأكده من انسحاب القوة الجوية، معلنًا فوز النادي الجزائري وتأهله إلى الدور المقبل.

وصرح نائب رئيس الهيئة الإدارية لنادي القوة الجوية، وليد الزيدي للصحافة، بأن سبب انسحاب فريقه من المباراة جاء بعد ترديد الجمهور الجزائري ما اعتبره "هتافات طائفية"، مشيرًا إلى أن "النادي سيقدم شكوى رسمية للاتحاد العربي ضد فريق اتحاد العاصمة الجزائري". وقال الزيدي، إنه تمت محاصرة فريقه في ملعب عمر حمادي بالجزائر العاصمة بعد انسحابه من المباراة.

من جانبها أعلنت الخارجية العراقية، استدعاء السفير الجزائري لديها، لإبلاغه رفض واستياء العراق من "سلوك" بعض المتواجدين ضمن الجماهير الرياضية الجزائرية خلال المباراة، و"تذكره بمسؤولية حماية المواطنين العراقيين المتواجدين في الجزائر، والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الشعب العراقي بتلميع الوجه القبيح للنظام الدكتاتوري الصدامي البائد"، فيما طالبت بتوضيح من الجهات ذات العلاقة بشأن ما جرى.

أما رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود، فقد هدد بالاستقالة من منصبه كنائب لرئيس الاتحاد العربي؛ في حال لم يتخذ الاتحاد العربي قرارًا يردّ الاعتبار للكرة العراقية. وعدّ مسعود في بيان له، ما جرى "إساءات من الجمهور الجزائري اتجاه العراق وشعبه".

وكانت مباراة الذهاب التي أقيمت بين الفريقين في كربلاء العراقية، في الثامن من الشهر الماضي آب/أغسطس، انتهت بفوز الفريق الجزائري بهدف نظيف.

من جانب آخر انقسمت آراء الناشطين والعراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما جرى، ففي حين عبر عدد كبير منهم عن استيائهم من "سوء" التعامل مع الفريق العراقي في الجزائر على الرغم من حسن الضيافة التي حظي بها الفريق الجزائري في العراق، فإن آخرين دعوا إلى عدم تعميم الإساءة على الشعب الجزائري بسبب ما بدر من جماهير رياضية متحمسة لفريقها.

في حين تباينت ردود أفعال الجزائريين على فيسبوك، بين من اعتبر سلوك الجماهير الجزائرية عاديًا، ومن اعتبره إهانة للفريق الضيف. وكتب الناشط عاشور فنّي: "القطيع يزداد ضراوة. الصّلاة الجماعية في الشّارع ضدّ الثّقافة للحصول على الكهرباء والماء والغاز. الدّفاع عن الوسخ في المدن بمناسبة العيد باعتباره من صميم الأصالة. الحروب المذهبية في الملاعب. شتم النّخبة ونهش المثقّفين جماعيًا". ويسأل عاشور فنّي: "هل يمكنكم تنظيم حفلة صلاة جماعية أمام ملعب كرة القدم احتجاجًا على ما وقع ضدّ الفريق العراقي؟".

 

وقالت الكاتبة فايزة مصطفى من الجزائر، إنّ "ما حدث مع فريق القوات الجوّية العراقي، خلال مباراته في الجزائر هو نتيجة حتمية لسنوات من خطاب الكراهية ضدّ الشّيعة والتّضييق على أتباع هذا المذهب، وهو ما يعارض، بحسبها، الدّستور الذي يحمي حرية المعتقد"، مضيفةً: "ما حدث هو نتيجة حتمية للإعلام الذي حوّل صدام حسين إلى بطل رغم ما ارتكبه ضدّ شعبه وشعوب المنطقة".

من جهة أخرى، قال النّاشط الجزائري عادل صيّاد، إنّه "أصبح معروفًا عن أنصار فريق اتّحاد العاصمة كونه جمهورًا منضبطًا وعلى مستوى فنّي وإبداعي عالٍ، "يعبّرون عن مواقفهم السّياسية بأغانٍ وإيقاعات جميلة، وليس عيبًا على الإطلاق أن يهتفوا بحياة صدام حسين للتّعبير عن شعور بالمناسبة". ويختم عادل صيّاد: "هذا الجمهور ليس عنيفًا وليست له سوابق في المجال. إنّه جدير بالاهتمام والدّراسة".

تباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر والعراق، فيما صعدت الحكومة العراقية باستدعائها السفير الجزائري في بغداد

وعلى إثر التصعيد العراقي، قدمت اللجنة الأولمبية الجزائرية، اعتذارًا إلى نظيرتها العراقية، عما بدر من المشجعين في المباراة المذكورة، كما أنّ وزير الشباب والرياضة الجزائري، محمد حطّاب، قال في تصريح صحفي، إن هتافات المشجعين الجزائريين "حادثة معزولة، ولا يمكن أن تؤثر على العلاقة بين البلدين".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بطولة كلّ العرب.. قطر تتسلّم رسميًّا شارة استضافة مونديال 2022

لاعبون محترفون بجوازات مزوّرة.. انتهاز جديد للمأساة السورية!