23-فبراير-2024
لا توجد خطة لإجلاء النازحين من رفح (بلومبيرغ)

لا توجد خطة لإجلاء النازحين من رفح (بلومبيرغ)

تعتزم "إسرائيل" الذهاب قدمًا في عملية إجلاء أكثر من مليون نازح برفح، قبل هجومها المتوقع على المدينة، على الرغم من اعتراف المسؤولين الإسرائيليين سرًا بغياب استراتيجية واضحة للقيام بذلك، أو المدة التي سيستغرقها الأمر أو الوجهة التي سيذهب إليها النازحون، بحسب ما كشفت عنه وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية.

فيما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مقابلة هاتفية مع الوكالة، يوم الأربعاء، بأنه أمر الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لإجلاء المدنيين، وينتظر عرض هذه الخطة عليه.

وتقول الوكالة: "لجأ الغزيون اليائسون إلى رفح، ويعيش الكثير منهم الآن في الخيام وفي الشوارع، ويواجهون ضراوة الجوع والمرض".

وبحسب التقديرات، فإنّ إجبار النازحين في رفح على العودة إلى مناطقهم المدمرة سيزيد من عدد الضحايا، الذين تجاوز عددهم 29 ألف ضحية.

ورغم ذلك، يرى القادة الإسرائيليون أنّ اجتياح رفح نقطة انعطاف مهمة في مسار ما بعد الحرب، ويعتقدون أنهم يقتربون من تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس، والعثور على باقي المحتجزين المئة. وبحسبهم لا يمكنهم بلوغ هذه الأهداف إلا باجتياح رفح. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ المدينة يتواجد فيها ما بين 5 إلى 8 آلاف من مقاتلي حماس وقادتها، وهم يحتمون داخل الأنفاق مع المحتجزين الإسرائيليين، وفق ما تقول "بلومبيرغ".

يشعر حلفاء "إسرائيل" بالقلق من إطالة أمد الحرب، وهذا من المحتمل أن يفقدها أي دعم كانت تحصل عليه، كما يزداد قلق المسؤولين الغربيين من الوضع الإنساني المتدهور في غزة

وتحدثت مصادر مطلعة للوكالة عن إنّ المسؤولين الإسرائيليين عازمون على تنفيذ العملية العسكرية في رفح مهما حدث.

وهذا ما عبر عنه نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، السبت الماضي"، إذ قال: "أولئك الذين يريدون منعنا من العمل في رفح يخبروننا بشكل أساسي: اخسروا الحرب"، وأضاف: "لن أسمح بحدوث ذلك. لن نستسلم لأي ضغط".

وتظهر استطلاعات الرأي أنّ الغالبية من الإسرائيليين يؤيدون قرار نتنياهو بالذهاب لشنّ عملية عسكرية في رفح.

من جهتهم، يشعر حلفاء "إسرائيل" بالقلق من إطالة أمد الحرب، وهذا من المحتمل أن يفقدها أي دعم كانت تحصل عليه. كما يزداد قلق المسؤولين الغربيين من الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

وفي هذا الإطار، تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على "إسرائيل" للحصول على تفاصيل حول الخطة التي وضعتها لنقل النازحين إلى الشمال. في حين يعتقد مسؤولون أنّ "إسرائيل" ستقوم بعمليتها العسكرية في رفح بغض النظر عن أي شيء، بحسب الوكالة الأمريكية.

ووفقًا لأشخاص مطلعين على الموضوع، هناك قلق بشأن موعد العملية الذي يصادف شهر رمضان. فيما قال عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، خلال مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء: إذا "لم تكن هناك صفقة رهائن، فسنعمل أيضًا خلال شهر رمضان".

ويزعم الجيش الإسرائيلي بأنّ لدى حماس خمسة ألوية مقاتلة في غزة. قضى على لوائين في محافظتي غزة والشمال، ولواء ثالث في المناطق المحيطة بمدينة خانيونس، وأنّ اللواء الرابع والخامس قد تجمعا معظم ما تبقى منهم مع الكتائب المتواجدة برفح.

من جهته، يذهب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يعقوب عميدرور، إلى الاعتقاد بوصول عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة إلى "نهاية البداية".

وبحسبه، ستستكمل العمليات في خانيونس نهاية الأسبوع المقبل، وسينتقل الجيش للقتال في رفح الشهر المقبل، وتستمر عملياته إلى نهاية نيسان/أبريل. وبعدها يمكن الانتقال إلى تشكيل قوات صغيرة كما هو الحال في الشمال، متوقعًا استمرار القتال بوتيرة "منخفضة" لنهاية العام.