23-فبراير-2024
مشهد جوي للدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

خلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دمارًا هائلًا (صفحة الأونروا في فيسبوك)

لليوم الـ140، عاش أهالي قطاع غزة ليلة أخرى تحت نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كثّف قصفه على القطاع مستكملًا حرب الإبادة الجماعية العلنية التي يشنها عليه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت. 

وارتكبت قوات الاحتلال، ليلة الخميس - الجمعة، عدة مجازر مروّعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث استُشهد ما لا يقل عن 8 فلسطينيين في قصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو مرزوق" في مخيم يبنا وسط مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وآخر لعائلة "أبو معمر" بمنطقة زلاطة شرق المدينة. 

وتعرّضت مدينتي رفح وخانيونس والمناطق المحيطة بهما لقصف مدفعي وجوي عنيف أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين نُقل بعضهم إلى مستشفيي الكويت وأبو يوسف النجار، في رفح، بحسب وسائل إعلام محلية. 

وشهدت المناطق الوسطى سلسلة غارات عنيفة وقصف مدفعي مكثّف استهدف مدينة دير البلح، حيث استُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين إثر استهداف مخيمات النازحين غرب ملعب الدرة في المدينة.

قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الاستجابة الإنسانية في غزة اليوم أصبحت وَهمًا، فيما تتقلص كميات الدواء والغذاء والمياه يوميًا

وطال القصف أيضًا مخيمًا للنازحين في منطقة الزوايدة، ومبنى مركز شرطة أبو عريبان في النصيرات الذي يؤوي نازحين، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى. 

وليلة أمس، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروّعة في المحافظة الوسطى، بقصفه أربعة منازل، راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدًا وما يزيد عن 100 جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى  29.514 شهيدًا و69.616 مصابًا، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الجمعة. 

وأفادت الوزارة باستشهاد 104 فلسطينيين وإصابة 160 آخرين، في 10 مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين في القطاع المحاصر، فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. 

المجاعة على الأبواب

في غضون ذلك، تستمر الأوضاع الإنسانية في القطاع بالتدهور بصورة مخيفة على مرأى العالم الذي لا يرغب في إنهاء هذه الأزمة التي تُهدِّد حياة أكثر من مليوني شخص يحاصرهم الموت والجوع والمرض.

وقال رئيس منظمة "أطباء بلا حدود"، كريستوفر لوكيير، أمس الخميس، إن: "الاستجابة الإنسانية في غزة اليوم أصبحت وَهمًا، فيما تتقلص كميات الدواء والغذاء والمياه يوميًا". 

وأضاف لوكيير في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: "نعيش في خوف من غزو بري" لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتابع: "ينما أتحدث الآن، هناك أكثر من 1.5 مليون شخص محاصرين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما يتحمل الذين أُجبروا بالعنف على النزوح إلى جنوبي غزة وطأة الحملة العسكرية الإسرائيلية". 

وفي سياق حديثه عن الوضع الإنساني في القطاع، قال: "هاجمت القوات الإسرائيلية قوافلنا، واحتجزت موظفينا، وجرفت مركباتنا، وقصفت المستشفيات ودهمتها"، مضيفًا: "زملاؤنا في غزة يخشون، نتيجة حديثي إليكم اليوم، أن يعاقبوا غدًا، كل يوم نشهد رعبًا لا يمكن تصوره". 

وبينما سلط الضوء على إجراء عمليات جراحية دون تخدير في مستشفيات غزة، بما في ذلك بتر أعضاء الأطفال، أكد رئيس المنظمة الدولية أن "إسرائيل" نفّذت، على مدار 138 يومًا، تدميرًا ممنهجًا للمنظومة الصحية في غزة. 

من جهته، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من وصول الوكالة إلى حافة الانهيار نتيجة استمرار الدول المانحة في تعليق تمويلها لها.

وقال لازاريني، في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، أمس الخميس، إن: "الوكالة وصلت إلى حافة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيك الأونروا وتجميد التمويل من قبل المانحين في الوقت الذي تشتد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق في غزة".

وأشار إلى أن آخر المستشفيات العاملة في غزة تنهار، حيث يقوم الأطباء ببتر أطراف الأطفال دون تخدير. وحذّر أيضًا من أن المجاعة في غزة باتت على الأبواب. 

جولة جديدة من المفاوضات

أما على الصعيد السياسي والدولي، وفيما يتعلق بمفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار، أجرى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريك ماكغورك، الخميس، محادثات في "إسرائيل" شملت وزير الأمن يوآف غالانت، وذلك بعد زيارته للعاصمة المصرية القاهرة. 

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن محادثات ماكغورك بشأن إطلاق سراح المحتجزين ووقف الأعمال العدائية في غزة "تسير بشكل جيد". 

إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بانعقاد اجتماع رفيع المستوى في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الجمعة، بهدف التوصل إلى صفقة بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". 

وبحسب الهيئة، فإنه من المقرر أن يشارك في الاجتماع كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

آليات وجنود الاحتلال في مرمى نيران المقاومة 

وبينما تواصل "إسرائيل" ارتكاب المجازر بحق أهالي قطاع غزة، تستمر فصائل المقاومة الفلسطينية بالتصدي لقواتها المتوغلة في القطاع واستهداف جنودها وآلياتها وقصف تجمعاتها. 

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في عدة بيانات مقتضبة عبر "تلغرام" أمس الخميس، استهدافها قوة صهيونية خاصة متمركزة داخل أحد المنازل، بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، شمال منطقة حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. 

وقالت الكتائب إن مقاتليها اشتبكوا مع أفراد القوة بالأسلحة الرشاشة وأوقعوا العديد منهم بين قتيل وجريح. كما دمّرت ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" بمنطقة الشيخ ناصر بالمدينة، واستهدفت دبابة من نوع "ميركافاه" بقذيفة "الياسين 105" في حي الزيتون بمدينة غزة. 

وذكرت الكتائب أنها دكّت، بالاشتراك مع "كتائب المجاهدين"، تجمعًا لقوات الاحتلال، جنوب الحي نفسه، بقذائف الهاون. وقالت إنها نفذّت 57 مهمة قنص، بينها 34 مهمة تمت باستخدام بندقية الغول، منذ بدء عملية "طوفان الأقصى". 

من جهتها، قالت "كتائب شهداء الأقصى" إنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة في محاور التقدم جنوب حي الزيتون شرق مدينة غزة، وقصفت تجمعًا لقوات الاحتلال بقذائف الهاون عيار 60 ملم في المحور نفسه. 

كما أعلنت خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال في محاور القتال بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. بينما قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قنصت جنديًا في حي الأمل غرب المدينة.

وقصفت السرايا كذلك مفلسيم ونيرعام في غلاف غزة برشقة صاروخية، واستهدفت تجمعًا لجنود الاحتلال في محيط معصرة عاشور، وسط حي الزيتون بمدينة غزة، بقذائف الهاون وصواريخ "107".