15-يناير-2022

العدد 33 من مجلة "بدايات" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

افتتحت مجلة "بدايات" في عددها الـ 32 الصادر في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، ملفًا خاصًا للتعريف بـ "مجتمع الاستهلاك"، بوصفه مكونًا أساسيًا من مكونات ظاهرة "النيوليبرالية"، التي سبق أن خصصت لها المجلة ملفًا تناولها وعرّف بها باعتبارها: "الظاهرة التي تحكم معيشتنا وحياتنا منذ أكثر من أربعة عقودٍ من الزمن تقريبًا دون اسم"، وفق مقدمة الملف.

تواصل "بدايات" في هذا العدد ما بدأته في عددها السابق من نقاشات ودراسات ومتابعات تسعى إلى الإضاءة على سمات مجتمع الاستهلاك وصفاته

في عددها الـ 33 الصادر حديثًا في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي افتُتح بتحية للكاتبة والرسامة اللبنانية الراحلة إيتيل عدنان، تواصل مجلة "بدايات" ما بدأته في عددها السابق من نقاشات ودراسات ومتابعات تسعى إلى الإضاءة على سمات مجتمع الاستهلاك ودراسة آثاره، حيث تضمن العدد ملفًا آخر حوله بعنوان "مجتمع الاستهلاك 2".

اقرأ/ي أيضًا: "بدايات" في عددها الـ 32.. دراسات حول مجتمع الاستهلاك

يضم الملف 7 مقالات تتناول "مجتمع الاستهلاك" من زوايا ووجهات نظر مختلفة. في المقالة الأولى "المجمعات السكنية المُسوّرة في لبنان: جيوب من الرفاهية"، قدّم جورج غلاسزي قراءة شاملة حول المجمعات السكنية المسورة في لبنان باعتبارها ظاهرة من ظواهر الحرب الأهلية اللبنانية، ومساحة توفر لسكانها، الأغنياء، قدرًا من الحماية الأمنية والخدمات التي لا تتوفر لغيرهم من اللبنانيين، الأمر الذي يكرّس انعدام المساواة الاجتماعية، ويساهم أيضًا في عزل الأغنياء عن الطبقات الأخرى.

ويناقش مات ناش في مقالته "أسوار الحرب وأسوار ما بعد الحرب"، عددًا من القضايا المتعلقة بظاهرة المجمعات السكنية المسورة، لا سيما دورها في جذب استثمارات المغتربين والعاملين في الخارج، وذلك إلى جانب رصده لأهم المشاريع السكنية اللبنانية التي تقدّم نفسها من خلال أسوارها، وبواباتها المحصنة.

ويستعرض المقال الثالث "هجرة الميسورين من فوضى القاهرة إلى المدنية الفاضلة"، واقع وأحوال ودور المساكن المسورة في العاصمة المصرية القاهرة، باعتبارها جزء من "المدينة الفاضلة" التي تحقق للطبقة المتوسطة أحلامها بالارتقاء الاجتماعي، وتوفر للأغنياء الأمن والحماية ووسائل الترفيه، ناهيك عن فرصة الانعزال عن بقية البلاد.

وتحت عنوان "ثقافة الاتكال على السيارات الخاصة في بيروت"، يتناول مارك بيري موضوع تبني المجتمع اللبناني عمومًا، والبيروتي خصوصًا، للنموذج الأمريكي الذي يفضل السيارات الخاصة على إنشاء أنظمة النقل العام، الذي تخلى عنه لبنان بشكل تدريجي بعد انتهاء الحرب الأهلية، وانطلاق مشاريع إعادة إعمار بيروت.

اشتمل الملف أيضًا على مقالتين لعالمة الاجتماع المصرية الراحلة منى أباظة، التي استعرضت في الأولى "تاريخ الإعلانات في مصر الستينيات"، تطور الدعاية في مصر خلال ستينيات القرن الفائت من خلال دراستها للإعلانات التي تعيد ظهورها وتطورها إلى عاملين مترابطين هما: مشاريع التحديث التي نُفذت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصعود طبقة وسطى جديدة.

وتتبعت في الثانية "تحول مشهدية الموضة في مصر المعاصرة"، مختلف الاتجاهات التي ظهرت في صناعة الموضة في مصر، والتي ترى أنها مرتبطة بتغيّر أنماط الحياة في البلاد بعد تطبيق سياسة الباب المفتوح في عهد الرئيس الراحل أنور السادات خلال سبعينيات القرن الفائت. وتركز أباظة في مقالتها هذه على ثلاثة أنواع من الموضة المحلية، وهي: الأزياء الإسلامية الراقية، والأزياء الغربية الراقية، وما يُعرف بـ "الأزياء الإثنية".

وتستقصي أستاذة الأنثروبولوجيا في "جامعة نيويورك" كريستا سالاماندرا في مقالتها "رأسمال العفّة: التراتب الاجتماعي والتميز في دمشق"، الاستهلاك والاستعراض والتميز الاجتماعي بين النساء اللواتي ترى أنهن بيرزن في هذا السياق كلاعبات أساسيات في التنافس على الموقع والتميز. وتستند سالاماندرا في مقالتها هذه إلى بحثٍ ميداني إثنوغرافي أجرته في أوساط النخب الدمشقية بين عامي 1992 و1994.

خارج الملف، تضمن العدد 33 من "بدايات"، في باب "خبز وملح"، قاموسًا نقديًا لمصطلحات النيوبيرالية من إعداد وحدة الدراسات في المجلة، التي تناولت في هذا العدد مفردتي "العدالة الانتقالية"، "الأبرتهايد". وذلك بالإضافة إلى المداخلات التي قدّمها كلٌ من فواز طرابلسي، محمد زبيب، ووائل جمال في الندوة التي نظمها "منتدى البدائل العربي للدراسات"، في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، حول ما إذا كانت الاقتصادات العربية ريعية أم لا، خاصةً في مصر ولبنان.

وضم العدد في باب "ذاكرة"، الجزء الثاني من دراسة "تاريخ الهجرة اللبنانية" التي أعدها "مركز مويز خير الله لدراسات الانتشار اللبناني"، ونُشر الجزء الأول منها في العدد 32. ويتناول الجزء الثاني من الدراسة إضراب "الخبز والورود" في مدينة لورنس الأمريكية في عام 1912، ودور العمال اللبنانيين فيه، وتأثير تداعياته عليهم.

تضمن العدد 33 من "بدايات" ملفًا خاصًا ضم 7 مقالات تتناول "مجتمع الاستهلاك" من زوايا ووجهات نظر مختلفة

أما باب "كتاب"، فقد تضمن مراجعة قدّمها المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس لكتاب آدم راز "نهب الممتلكات العربية في حرب الاستقلال (الاحتلال)"، الذي يسلط فيه الضوء على حجم نهب العصابات الصهيونية للممتلكات العربية في عام 1948. بينما ضم باب "فيها نظر"، بحث للمفكرة الأمريكية نانسي فريزر بعنوان "نحو تعريف موسع للرأسمالية يعترف بشروط وجودها غير الاقتصادية".

اقرأ/ي أيضًا: العدد 31 من "بدايات".. هبّة فلسطين المستقبل

واشتمل العدد أيضًا في باب "يا عين" على دراسة قدّمتها جنى طرابلسي تحت عنوان "تصميم الاستهلاك/ استهلاك التصميم". فيما ضم باب "نون والقلم" 3 مقالات/ نصوص لكلٍ من جون برجر "أخبار سيئة"، وعدنية شبلي "هل يمكن الاكتفاء بأقل من هذا؟"، وبلال فضل "صديقي الذي قَتَل". بينما تضمن باب "نهوند" مقالة أعدها فريق "بدايات" بعنوان "ميكيس ثيودوراكيس صوت للموسيقى وصوت للحرية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"بدايات" في عددها الـ 30.. نقاشات حول النيوليبرالية

"مجلة بدايات".. سيرة ولادة لبنان الكبير في مئويته الأولى