21-أكتوبر-2021

العدد 32 من مجلة "بدايات" (ألترا صوت)

ألترا صوت - فريق التحرير

في عددها الـ 30 الصادر في نيسان/ أبريل الفائت، خصصت مجلة "بدايات" البيروتية ملفها للتعريف بـ "النيوليبرالية" بصفتها: "الظاهرة التي تحكم معيشتنا وحياتنا منذ أكثر من أربعة عقودٍ من الزمن تقريبًا دون اسم"، بحسب ما جاء في مقدمة العدد التي وضعها الكاتب والمفكر اللبناني فواز طرابلسي، رئيس تحرير المجلة، الذي أشار أيضًا إلى أن الدافع الرئيس ﻹعداد الملف، هو: "شحة اﻷدبيات، النقدية خصوصًا، حول هذا الموضوع في بلادنا، في مقابل طوفان ما تضخه المؤسسات المالية التنموية من نظريات ومفاهيم ذات مرجع مشترك هو النيوليبرالية". 

يدرس العدد الجديد من مجلة "بدايات" الاستهلاك بصفته منظومة من اﻷشكال الغريزية والعادات اﻷليفة أكثر منها أفعالًا واعية

استكمالًا لما جاء في ذلك العدد من نقاشات ودراسات ومتابعات غايتها سبر مختلف المواضيع المتعلقة بـ "النيوليبرالية"، تفرد مجلة "بدايات" في عددها الـ 32 الصادر حديثًا في العاصمة اللبنانية بيروت، ملفًا خاصًا للحديث عن "مجتمع الاستهلاك"، باعتباره مكون أساسي من مكونات النيوليبرالية. 

اقرأ/ي أيضًا:  "بدايات" في عددها الـ 30.. نقاشات حول النيوليبرالية

يقول رئيس تحرير المجلة، فواز طرابلسي، في تقديمه للملف إن: "ما يقال عن النيوليبرالية يقال عن مجتمع اﻹستهلاك: إننا نعيش في تطبيقات هذا النوع من المجتمعات مع أن حضوره يكاد لا يلاحظ في الوعي والبحث والنقد". ويضيف: "الاستهلاك - بمعنى الاستهلاك الشعبي الذي ندرسه في هذا العدد - منظومة من اﻷشكال الغريزية والعادات اﻷليفة أكثر منها أفعالًا واعية، وهذا سر قوته على كل حال. نجده يمارس تأثيره عن طريق الكلام والصورة من خلال اﻹعلان واﻹعلام ووسائل الاتصال الاجتماعية، أكثر من أي شيء آخر".

يضم الملف ست دراسات، قدّم الباحث البريطاني ستيورات براي في الدراسة اﻷولى "النزعة الاستهلاكية من منظار بودريار"، قراءة للنزعة الاستهلاكية كما رآها عالم الاجتماع الفرنسي جان بودريار، الذي لا يتحدث، في تحليله للاستهلاك، وبحسب براي، عن: "القوة بل عن المعنى، إذ غالبًا ما تفترض النظريات الاقتصادية التقليدية أن جميع البشر عقلانيون ومدفوعون ذاتيًا ومولعون بالاكتساب، وأن بوسعك أن تبني نظامًا يوجّه هذا الدوافع ويستغلها كي يشجعنا على العمل من أجل الصالح العام". 

ويناقش اﻷكاديمي اللبناني رواد شاكر في دراسته "بيروت أو دبي 2: تطبيق استراتيجية الصدمة"، مآلات مشاريع إعادة إعمار العاصمة اللبنانية بيروت بعد نهاية الحرب اﻷهلية اللبنانية، والتفتيت التدريجي لهوية المدينة بسبب سياسات وممارسات شركة "سوليدير"، التي أعدمت: "أحياء سكنية تاريخية"، واستبدلتها: "ببنايات سكنية فخمة، ومبانٍ تملكها مؤسسات أقامت فيها مكاتبها ومتاجرها، وهؤلاء جمهور أكثر إدرارًا للربح من السكان الذين كانوا يعيشون فيها".

وتحت عنوان "استهلاك دمشق: الثقافة العامة وبناء الهوية الاجتماعية"، تناولت كريستا سالاماندرا، أستاذة اﻷنثروبولوجيا في "جامعة نيويورك CUNY"، ثقافة الاستهلاك في العاصمة السورية دمشق، بشقيها القديم والحديث، في ضوء المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية التي طرأت على المدينة. وأضاءت، في الوقت نفسه، على مصير الجزء القديم الذي يتقلص لصالح آخر اسمنتي يتمدد مثل السرطان. 

أما دراسة اﻷكاديمية المصرية منى أباظة "المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء العام في مصر"، فتبحث في أثر مراكز التسوق في المجتمع المصري بصفتها: "مساحات للشباب للاختلاط والاندماج ضمن مجموعات"، أكثر منها: "مساحات تسوق". إلى جانب استعراضها لتاريخ المتاجر الكبرى في مصر التي ترى أنها: "وجدت بفعل تغيرات في نظام الإنتاج، إلا أن ولادتها مرتبطة بازدهار الرأسمالية اليهودية المصرية". باﻹضافة إلى رصد محاولات أثرياء مدينة القاهرة إقصاء الفقراء غير المرغوبين أبعد ما يمكن عنهم. 

وفي دراستهما "صعود الاستهلاك المقدس في لبنان بعد الحرب"، تسلط اﻷكاديمية اللبنانية منى خنيصر، ومواطنتها الباحثة في التاريخ والعلوم الاجتماعية سارة محيو، الضوء على اللامساواة الاجتماعية في لبنان، منذ نهاية الحرب اﻷهلية، عبر دراسة مجموعة من القضايا والظواهر المرتبطة بهذه المسألة، مثل طفرة الاستهلاك والتملّك والاستعراض، ودور "المولات" في منح الفئات المهمشة فرصة الظهور بين أصحاب القوة الشرائية من خلال التسكع فيها، وذلك إلى جانب دراسة طبيعة وشكل التحالف القائم في لبنان بين رأس المال والسلطة السياسية. 

ويبحث أستاذ الفلسفة الغربية والفكر اﻹسلامي في "جامعة الحسن الثاني" في المغرب، عبد اﻹله بلقزيز، في دراسته "مجتمع الاستهلاك أو رسملة القيم"، في مجموعة من المسائل المتعلقة بالنظام الرأسمالي، وإشباع الحاجات المادية للناس، ونزعة الاستهلاك واقتصاده ومؤسساته، واقتصاد الاستهلاك المعولم، وتنمية المنزع الاستهلاكي عند الناس، واقتصاد الحاجات الكمالية، والاقتصاديات الرمزية، وغيرها. 

ضم العدد 32 من "بدايات" أيضًا، في باب "خبز وملح"، قاموسًا نقديًا لمصطلحات النيوليبرالية من إعداد وحدة الدراسات في المجلة. بينما تضمن باب "ذاكرة"، فصلًا من دراسة أعدها "مركز مويز خير الله لدراسات الانتشار اللبناني"، في "جامعة نورث كارولاينا"، بعنوان "من تاريخ الهجرة اللبنانية: عمال وعاملات في معامل النسيج اﻷميركية". أما باب "كتاب"، فقد تضمن مراجعة أحمد ناجي لرواية الكاتب المصري بلال فضل "أم ميمي". 

خصصت مجلة "بدايات" البيروتية ملف عددها الـ 32 للحديث عن "المجتمع الاستهلاكي" باعتباره مكون أساسي من مكونات النيوليبرالية

واشتمل العدد في باب "فيها نظر" على ثلاث مقالات، هي: "هل شيوعية الصين هي الاسم اﻵخر للرأسمالية السلطوية؟" للفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك، و"الاعتراف بالاختلاف أم الحق في المساواة وبإعادة التوزيع الاجتماعي؟" للفيلسوفة والناقدة النسوية اﻷمريكية نانسي فريزر، و"حق العودة ومنزلقات البحث العلمي المعاكس" ﻷستاذة مادة اﻷنثروبولوجيا في "كلية كينغز كولدج" ميسون سكرية

اقرأ/ي أيضًا: العدد 168 من "مجلة الدوحة".. ألف أزمة وأزمة

أما باب "نون والقلم"، فقد ضم نصًا للشاعر البحريني قاسم حداد بعنوان "الشعر في السجن: فتحت الشعر كي يطل اﻷطفال". بينما تضمن باب "نهوند" مقالة مطولة ﻷستاذ المسرح العربي في "جامعة حلوانسيد علي إسماعيل، بعنوان "الغرامافون واسطوانات الغناء في فلسطين قبل النكبة". 

 

اقرأ/ي أيضًا:

العدد الثالث من مجلة "ماكو".. عن الفن النسوي وتحولاته

العدد 37 من دورية "تبيُّن".. قراءات عربية في فلسفة فتغنشتاين