24-يناير-2024
عناصر من لواء القدس

(منصة إكس) عناصر من لواء القدس

حكمت محكمة مقاطعة لاهاي الجزئية بالسجن 12 عامًا على مقاتل سوري مؤيد لنظام بشار الأسد بعد إدانته، أمس الإثنين، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب اشتراكه في أعمال تعذيب واحتجاز غير قانوني في سوريا.

وذكرت المحكمة أن المحكوم عليه يدعى مصطفى أ، وشارك في احتجاز رجل في سوريا عام 2012 قبل أن يسلمه فيما بعد إلى مسؤولي المخابرات في القوات الجوية السورية الذين كانوا يديرون سجنًا تعرّض فيه للتعذيب.

وقالت المحكمة إن مصطفى (35 عامًا) كان قياديًّا في لواء القدس، وهو تنظيم من المسلحين يتألف من لاجئين فلسطينيين يعيشون في سوريا، وتأسس خلال السنوات الأولى من الحرب السورية المستمرة منذ 12 عامًا.

وهذه هي المرة الأولى التي تدين فيها محكمة هولندية شخصًا بجرائم ارتكبت خلال القتال في صف نظام بشار الأسد خلال الحرب في سوريا. لكن سبق للقضاء الهولندي أن حكم على طالب لجوء سوري بالسجن لمدة 20 عامًا في 2021، إثر مشاركته في إعدام أسير 2012، كما حكم في العام نفسه على شقيقين سوريين بالسجن لمدة 15 و11 عامًا، بسبب دورهما في "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حاليًا). 

وبحسب "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، فإن المتهم "شارك باقتحام منازل المدنيين واعتقالهم برفقة دوريات مشتركة من الأمن العسكري والمخابرات الجوية، واقتيادهم إلى سجن مطار النيرب والأكاديمية العسكرية، حيث تعرضّوا للتعذيب الشديد هناك"، بالإضافة إلى تورطه في عمليتي اعتقال عنيفتين على الأقل لمدنيين.

في هذا السياق، قال المحامي مازن درويش، مدير المركز: "إن تحقيق المحاسبة عن طريق محاكمة الأفراد المسؤولين عن جرائم خطيرة هي خطوة حاسمة نحو بناء سلام مستدام في سوريا. ومن خلال تعزيز قنوات التعاون بين منظمات حقوق الإنسان السورية والسلطات المحلية، يمكننا المساهمة في أمان وسلامة السوريين والمجتمعات المضيفة في أنحاء العالم".

وسبق أن أصدرت ألمانيا عددًا من الإدانات المماثلة. وألمانيا أكثر الدول الأوروبية ملاحقة لمجرمي نظام الأسد، وذلك بفضل ما يُعرف بـ"الولاية القضائية العالمية"، وهي أداة تضمن منع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني، والتحقيق فيها ومحاكمة مرتكبيها، بغض النظر عن المكان الذي وقعت فيه أو جنسية الضالعين بها.