15-يونيو-2023
 (GETTY) اجتماع الألية الرباعية في أنقرة

(GETTY) اجتماع الآلية الرباعية في أنقرة

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موقفه من مسألة انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي في القمة المقرر انعقادها الشهر المقبل، قائلًا: "يتعين على السويد ألا تتوقع أن نغير موقفنا، ما لم توقف الاحتجاجات المعادية لتركيا في العاصمة السويدية".

جددت تركيا موقفها الرافض لمسألة انضمام السويد لحلف الناتو، ما لم تتوقف المظاهرات المعادية لها في العاصمة ستوكهولم

وخلال حديث الرئيس التركي مع صحفيين على متن طائرة عائدة من أذربيجان، أكد أن بلاده لا يمكن أن ترد بالإيجاب على طلب السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي في الوقت الذي يتظاهر فيه "إرهابيون" في ستوكهولم.

الوفد السويدي

وتعليقًا على التغييرات القانونية الأخيرة في السويد، قال أردوغان، إنها "ليست مسألة تعديل قانون أو تغيير دستوري فحسب، ما دور الشرطة هناك؟ لديها حقوق قانونية ودستورية وعليها ممارسة حقوقها، يجب أن تمنع الشرطة هذه الاحتجاجات".

وأشار الرئيس التركي إلى أن احتجاجًا مماثلًا نظم في ستوكهولم بينما كان يجري محادثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأضاف أنه أخبر ستولتنبرغ بـ"ضرورة أن تمنع السويد مثل هذه الإجراءات كي تضمن موافقة تركيا على انضمامها لحلف شمال الأطلسي".

وأدلى أردوغان بهذه التصريحات، بعد اللقاء مع مستويات مسؤولة من تركيا والسويد وفنلندا وحلف شمال الأطلسي في أنقرة، لإجراء محادثات في محاولة لتقريب الهوة، وإيحاد إجابات للاعتراضات التركية التي تعرقل محاولة السويد الانضمام إلى الحلف.

الموقف السويدي

وفي هذا الجانب، قال كبير المفاوضين السويديين أوسكار ستينستروم، إن بلاده ليست ملاذًا آمنا لحزب العمال الكردستاني. وجاء ذلك في رده على أسئلة الصحفيين، أمس الأربعاء، بالعاصمة أنقرة، عقب الاجتماع الرابع "للآلية المشتركة الدائمة" المشكّلة بموجب المذكرة المبرمة بين تركيا والسويد وفنلندا.

وأشار ستينستروم إلى أن الانتساب لأي "تنظيم إرهابي يعتبر غير قانوني بموجب قانون العقوبات السويدي الجديد الخاص بمكافحة الإرهاب، والذي دخل حيز التنفيذ في 1 حزيران/يونيو الجاري"، وأشار إلى أن بلاده تعمل مع الوحدات الأمنية المشتركة في كل من السويد وتركيا لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية بشأن هذه المسألة.

وأوضح ستينستروم، بأن السويد فعلت ما يكفي لإقناع تركيا، قائلًا: "أعتقد أننا فعلنا ذلك، لكن أنقرة ليست مستعدة لاتخاذ قرار بعد وتعتقد أنها بحاجة إلى مزيد من الإجابات على أسئلتها".

وتقول السويد إنها استوفت ما يخصها في الاتفاق الذي أبرمته مع تركيا في مدريد بهدف معالجة مخاوف أنقرة الأمنية، بما يشمل إصدار قانون جديد هذا الشهر لمكافحة الإرهاب، مؤكدةً التزامها بالقانون الوطني والدولي في "تسليم المجرمين". لكن، التوتر اشتد الشهر الماضي بين تركيا والسويد بسبب احتجاج مناهض لتركيا وحلف شمال الأطلسي وقع في ستوكهولم الشهر الماضي عندما رُفع علم حزب العمال الكردستاني  على مبنى البرلمان.

خطوات ملموسة

من جهتها، قالت الرئاسة التركية في بيان إن الاجتماع ناقش مستوى التقدم الذي أحرزته السويد بموجب اتفاق ثلاثي أبرم في مدريد العام الماضي، وجاء في البيان أن الأطراف اتفقت على مواصلة العمل على "الخطوات الملموسة المحتملة" لانضمام السويد إلى حلف الأطلسي.

الوفد التركي

العمل على انضمام السويد

هذا، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الاجتماع الذي جرى في أنقرة بين تركيا والسويد وفنلندا كان "إيجابيًا مع إحراز بعض التقدم".

وأضاف ستولتنبرغ في تصريح صحفي: "سنواصل العمل للحصول على موافقة انضمام السويد"، ولفت ستولتنبرغ إلى أن "السويد أوفت بالتزاماتها وغيرت الدستور وشددت على مكافحة الإرهاب، ورفعت القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى تركيا".

وذكر أن السويد سلمت تركيا خلال الأسبوع الجاري شخصًا مرتبطًا بحزب العمال الكردستاني، مشيرًا إلى أن "هذا التوجه مفيد بمكافحة الإرهاب، وجهود السويد بمكافحة الجريمة المنظمة".

ضغوطات غربية

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلس على أن الحلف سيواصل العمل على قبول السويد كعضو فيه في أقرب وقت.

وتمهيدًا لانضمامها  إلى الحلف، قالت السويد، إنها ستسمح للناتو بنشر قواته على أراضيها، حتى قبل الانضمام الرسمي إلى الحلف.

وضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لإقناعه بالموافقة على انضمام السويد خلال اتصال هاتفي أجراه معه بعد فوز الرئيس التركي بولاية جديدة الشهر الماضي.

لفت ستولتنبرغ إلى أن السويد أوفت بالتزاماتها وغيرت الدستور وشددت على مكافحة الإرهاب، ورفعت القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى تركيا

وكانت تركيا قد وافقت في آذار/مارس الماضي على طلب انضمام فنلندا إلى الحلف، لكنها لا تزال تعارض إلى جانب المجر، على انضمام السويد إليه.