30-يناير-2021

تصميم للشبكة الأوروبية للمعلومات الصحافية

أشعل المقطع المصور الذي نشرته الشابة الأردنية ليان، 20 سنة، عبر حسابها في انستغرام، والذي تؤكّد فيه أنها مهددة بالقتل بشكل جّدي، موجة من التعليقات والتضامن عبر منصات التواصل الاجتماعي  في الأردن والعالم العربي. كما انطلق وسم #ساعدوا_ليان في تويتر.

انتشر وسم #ساعدوا_ليان في تويتر على خلفية نشر فتاة أردنية قصة تهديدها بالقتل من عائلتها وفرارها إلى تركيا

في مقطع الفيديو  الذي صورته، تقول ليان إنها هربت من الأردن إلى تركيا بسبب تهديدات القتل الكثيرة التي تعرضّت لها من قبل أفراد أسرتها. وتشير ليان إلى أن التهديدات لم تتوقف حتى بعد وصولها إلى تركيا قبل 3 أشهر تقريبًا. وبالنتيجة، فإنها أرادت أن تنشر الفيديو قبل موتها، لأنها لا تريد أن تُقتل بصمت، كما حصل مع حالات كثيرة في بلادها. 

وانقسمت الآراء التي تفاعلت مع المقطع المصور، إذ بينما عبّر كثيرون عن تعاطفهم مع ليان، وعن تخوفهم من أن تلقى حتفها بسبب الفيديو وبسبب التهديدات التي تحدّثت عنها، كان قسم آخر يشكك بمصداقيتها، ويرى أنها تقوم بما تقوم به بهدف الشهرة. بينما ظهر رأي ثالث أكثر تشدّدًا، شجب قيام ليان بتصوير فيديو وشرح مشكلتها، ورأى أنها بالفعل تستحق القتل. 

إحدى الناشطات طلبت عبر تغريدة من الفتيات والنساء الوقوف إلى جانب ليان، وقالت بأن ليان ليست الأولى التي تتعرض لموقف مشابه، ولن تكون الأخيرة. 

فيما قال حساب تحت اسم خالد إن ليان هربت من المنزل لأن أخويها تحرّشا بها، ولأنها تعرضت للضرب، أمور ذكرتها ليان في الفيديو، وإن قوات الأمن الأردنية لم تحرك ساكنًا ولم تحاول مساعدتها. من جهتها، انتقدت المغردة ناتالي بشدة المشكّكين برواية ليان. وقالت أن ليان خاطرت بحياتها من خلال الفرار إلى تركيا، وهي ليست بحاجة لتقديم إثباتات بأنها تقول الحقيقة.

وفي نفس السياق، وردًّا على المشكّكين بصدق الرواية، دعت ناشطة أخرى إلى مساعدة ليان ودعمها حتى إثبات العكس. فيما طالبت تيّا جرار بإقرار قوانين جديدة في الأردن لحماية النساء. 

كما تساءلت إحدى الناشطات "هل علينا أن ننتظر لتموت ليان لكي نصدقها؟ أنا أفضل أن أتعرّض للخداع وأن يكون مضمون الفيديو غير صحيح، على أن أشعر بالندم في حال كان يمكننا بالفعل مساعدة الفتاة ولم نقم نذلك". 

واستخدمت المغردة آلاء شعار Women Lives Matter  أي أن حياة النساء مهمة في محاكاة للشعار الذي أطلقه الناشطون في الولايات المتحدة الأمريكية على إثر مقتل جورج فلويد Black Lives Matter . 

في سياق متصل أكّدت المغردة سندس أن المطلوب دعم الناجيات سواء صدّقتم الرواية أم لم تصدّقوها، فالشكّ هنا  يعرّض حياتها للخطر. 

على الجهة المقابلة، رأى البعض أن ليان افتعلت القصة لكي تحصل على الشهرة. فيما قال البعض أن ميولها الجنسية كانت هي السبب وراء تركها للمنزل، وأنها اختلقت قصة تحرّش أخوتها بها، وتعرضّها للضرب من قبل أفراد أسرتها لكي تحصل على التعاطف. 

الجدل المثار حول قضية الشابة ليان، وانقسام الآراء بين مؤيد وداعم لها، وبين مشكّك بمصداقية روايتها، وبين من يرى أنه لا توجد معطيات كافية للحكم على الموضوع، لا يخفي حقيقة الواقع المرّ الذي تعيشه الكثير من النساء في البلدان العربية.  

 

اقرأ/ي أيضًا:

بنغلاديش تستمر في ترحيل لاجئي الروهينغا إلى جزيرة معزولة

كيف أنهى جيش جنوب أفريقيا قرار حظر الحجاب على المسلمات في صفوفه؟