30-يناير-2021

استعراض عسكري في جنوب أفريقيا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

بعد حملة دامت أكثر من 3 سنوات، قادتها الرائد في جيش جنوب أفريقيا فاطمة إسحاق، للدفاع عن حقها في ارتداء الحجاب أثناء خدمتها العسكرية في الجيش،أعلن جيش جنوب أفريقيا تعديل سياساته في ما يتعلق باللباس، وأقرّ قانونًا جديدًا يسمح للمسلمات المنتسبات للجيش الجنوب الأفريقي، بارتداء الحجاب خلال تأديتهن لعملهن في حال أردن ذلك. 

أعلن جيش جنوب أفريقيا تعديل سياساته في ما يتعلق باللباس، وأقرّ قانونًا جديدًا يسمح بارتداء الحجاب للمسلمات خلال تأديتهن لعملهن في حال أردن ذلك

وفي حديث لصحيفة كايب تايمز، قالت فاطمة إسحاق إن الانتصار الذي تحقق هو ليس لها فقط، بل لجميع الأشخاص الذين وقعوا ضحايا عدم السماح لهم بممارسة معتقداتهم الدينية. وأضافت " نحن نعيش في دولة ديمقراطية، وبالتالي فإنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تمييز في ما يتعلّق بالمعتقدات الدينية". 

اقرأ/ي أيضًا: أوكسفام: الفقراء يدفعون ثمن التغير المناخي وجائحة كوفيد -19 فاقمت عدم المساواة

في البداية واجهت فاطمة إسحاق تهمة جنائية في حزيران/ يونيو 2018، تتعلّق بالتحدّي المتعمد للسلطات وبالإخفاق في إطاعة الأوامر، بعد رفضها لطلب رئيسها بخلع الحجاب عن رأسها، عندما كانت تلبس زيها العسكري، خلال تأدية عملها كطبيبة شرعية في مستشفى عسكري في كايب تاون المدينة الثانية في البلاد بعد جوهانسبورغ.

وفي مطلع الشهر الحالي، وافقت محكمة عسكرية جنوب أفريقية في كايب تاون على إسقاط كل التهم الموجّهة إلى فاطمة إسحاق، والسماح لها بارتداء وشاح أسود ضيق على رأسها بشرط أن لا يغطّي أذنيها. وقد رفضت فاطمة إسحاق هذا القرار واعتبرت  أنه غير كاف. فالهدف من تحركها كان إقرار قانون يسمح بممارسة المعتقدات الدينية، وليس منحها استثناء خاصًا.

بعد قرار المحكمة العسكرية عادت فاطمة إسحاق وتقدّمت بدعوى أمام محكمة المساواة في جنوب أفريقيا، ضد الجيش الجنوب الأفريقي، مطالبة إياه بتعديل قانون سياسة اللباس، والسماح للنساء المسلمات في الجيش الجنوب أفريقي بارتداء الحجاب خلال خدمتهن العسكرية بدون أية قيود. لتوافق أخيرًا قوات الدفاع الجنوب أفريقية SANDF على مطالب فاطمة إسحاق خلال الأسبوع الحالي، وتقرّ قانونًا جديدًا يسمح لكل النساء المسلمات في الجيش بتغطية رؤوسهن خلال الخدمة في حال أردن ذلك.

تعقيبًا على قرار جيش جنوب أفريقيا قال الناشط الحقوقي وعضو المؤتمر الوطني الأفريقي أثناء فترة التمييز العنصري أجمل يونس في حديثه لألترا صوت "عندما قاومنا نظام التمييز العنصري لسنوات طويلة لم نعتقد أن مسألة الحجاب أو حرية ممارسة الشعائر ستكون من القضايا المؤجلة بعد إنهاء الأبرتهايد". وأضاف "ما وصلت إليه تحركات فاطمة إسحاق يعد خطوة هامة على طريق الحرية والمساواة الكاملة وليس مجرد تفصيل هامشي يتعلق باللباس". في المقابل رأى الباحث في قضايا المساواة الاقتصادية أنتوني ميتوتي، وهو عضو سابق أيضًا في قوات المؤتمر الوطني الأفريقي، "عندما تم اغتيال القائد كريس هاني لم يكن ذلك لأنه شيوعي أو من دين بعينه، بل لأنه عمل من أجل المساواة، كذلك الحال عندما بذل آلاف الشباب من مختلف الأديان والعرقيات حياتهم في الحرب ضد العنصرية، لذلك لا يفترض ببلدنا بعد قرابة 3 عقود على إنهاء نظام الأبرتهايد أن تكون أمام هكذا استحقاقات معلقة حتى اليوم".  

اقرأ/ي أيضًا: الرابطة الكندية للصحفيين تدين تشويه سمعة العمل الصحفي في قضايا المناخ

كما رحب مركز الموارد القانونية في جنوب أفريقيا، الجهة التي مثّلت فاطمة إسحاق خلال المحكمة، بالقانون الجديد، وبالتالي أعلن سحب الدعوى السابقة من أمام محكمة المساواة. كذلك رحب مجلس القضاء الإسلامي في جنوب أفريقيا بالقرار، مع العلم أن المجلس كان من أول المناصرين لقضية فاطمة إسحاق، وقدّم لها الدعم خلال الفترة كلها. وقال المجلس في بيانه أنه كان له اتصالات عديدة وعلى أعلى المستويات مع قوات الدفاع الجنوب الأفريقية، لمتابعة تفاصيل القضية، وأنهم يشعرون بالرضى عن القرار الذي تمّ التوصّل إليه بطريقة ودية. 

استرعت قضية فاطمة إسحاقاهتمام الناشطين والمتابعين منذ بدايتها، وعبّر الكثير منهم عن الغضب من القوانين التي ترغمها على خلع حجابها خلال العمل، الأمر الذي يتناقض مع مبدأ حرية المعتقد الذي تقول الحكومة أنها تحترمه في البلاد التي اشتهرت بخوضها مسيرة كفاح طويلة ضد التمييز العنصري، ونجحت في تطبيق قانون المساواة في العام 1994.

ترك إحقاق مطلب فاطمة إسحاق في القضية ارتياحًا لدى الجمعيات والمنظمات الإنسانية والحقوقية، التي  تؤكد على ضرورة احترام المعتقدات الدينية. وقد دعت بعض الصفحات المدافعة عن الحق في ارتداء الحجاب، لإطلاق حملات في السوشيال ميديا للمدافعة عن هذا الحق، ورفض منطق الحجابفوبيا أو رهاب الحجاب. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مراسلون بلا حدود: تصعيد جديد في بيلاروسيا ضد الصحفيين عبر تلفيق التهم الجنائية

اقتباسات وتقييمات فيلم "النمر الأبيض" تنتشر في تويتر