كم من أرضٍ في هذا العالم
نفترشها
نبثُّ فيها خيانة الأصدقاء
وقسوة الذين أحببناهم وتركونا للغياب
كم من غريقٍ
أخطأه دعاء الأمهات
فأكله البحر؟
*
متخمون بالجراح
بصرخات النساء
تحت نعال الجنود الذين يدوسون أفخادهنَّ
وأرواحهنَّ
برؤوس الأطفال التي أكلتها
أفواه الكلاب الضالّة
*
من الذي خنق الهواء في صدورنا
وقتل البحر في أعيننا؟
*
كل شيء يحمل الدموع إلى عينيَّ
حينما تطعنني البلاد
في خاصرة الأغاني التي طالما
أثارت حنيني إليها.
*
كل الذين راحوا في الغياب
ذهبوا وحدهم
تاركين لنا وجوههم
حلموا بالهواء
مخلّفين لنا الريح
تصفر في يباب قلوبنا
لفرط ما اقتاتت وجوهم
على قمح أصابعنا.
*
يمتلئ فمي بالجثث
بصرخات المصلوبين على حافة الرواية
وكأيِّ امرأةٍ وحيدة
أموتُ يابسةً
لا ماء في قلبي
لفرط ما راهنتُ
على الذين أحببتهم
وخذلوني.
اقرأ/ي أيضًا: