12-يناير-2024
نازحون في أحد المخيمات المؤقتة

ارتفع عدد ضحايا العدوان إلى 23.469 شهيدًا (Getty)

لا يختلف اليوم الـ98 من العدوان عما سبقه، إذ واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، أو ما تبقى منها، الذي يواجه سكانه أزمة إنسانية كارثية تزداد سوءًا يومًا بعد آخر، خاصةً في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية وغياب الرعاية الصحية.

ونفّذت مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية، منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الجمعة، قصفًا عنيفًا استهدف مناطق متفرقة جنوب ووسط القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.

تشكّل الأمراض التنفسية والجلدية، وغيرها من الأمراض المعدية، خطرًا مميتًا على حياة أكثر من 1.9 مليون نازح

واستُشهد 5 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا في حي المشاعلة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وذكر "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله من مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وصول عدد من الإصابات بحالة خطرة إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن من بين الشهداء أطفال وعائلات نزحت من منطقة الزنّة، شرق خان يونس، إلى مدينة دير البلح التي ادعى الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة.

 كما طال القصف أيضًا مخيمي المغازي والبريج، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة وسط القطاع.

112 شهيدًا خلال 24 ساعة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 23.469 شهيدًا و59.604 مصابين، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 10 مجازر ضد عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدًا و194 مصابًا، لافتًا إلى أن هذا هو العدد الذي وصل إلى المستشفيات فقط، فيما لا يزال: "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

فلسطيني مصاب مع طفله بمدينة دير البلح

وأشار القدرة إلى أن الوضع في مستشفيات جنوب قطاع غزة "كارثي ولا يوصف"، نتيجة اكتظاظها بالجرحى والنازحين، مضيفًا أن أعداد الجرحى تزيد عن 4 أضعاف قدرة المستشفيات السريرية، وأنهم يفترشون الأرض والممرات، ناهيك عن: "عشرات الحالات المكدسة في جناح الإفاقة بعد إجراء العمليات بسبب عدم وجود أسرة للمصابين في الأقسام".

ولفت القدرة خلال مؤتمره إلى وجود نصف مليون إصابة بالأمراض المعدية منذ بداية العدوان، مؤكدًا على أن الكارثة تزداد مع دخول فصل الشتاء واشتداد البرد.

وشدّد القدرة على أن: "تكدس النازحين في مراكز الإيواء في ظل هذه الأجواء الباردة، زاد من انتشار الأمراض التنفسية والجلدية وأمراض معدية أخرى"، ما يشكّل: "خطرًا مميتًا لأكثر من 1.9 مليون نازح". كما طالب القدرة: "كافة المؤسسات الدولية بإجراءات عاجلة ومركزة لمنع الكارثة المحدقة بهم".

تدمير 380 مسجدًا و3 كنائس

ووثّق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تدمير جيش الاحتلال 380 مسجدًا و3 كنائس يعود بناء بعضها إلى أكثر من ألف عام، خلال عدوانه على القطاع.

وقال المكتب الحكومي، في بيان أمس الخميس، إن جيش الاحتلال دمّر خلال عدوانه المتواصل على القطاع 140 مسجدًا بشكل كلي، و240 مسجدًا بشكل جزئي، إضافةً إلى استهداف وتدمير 3 كنائس.

وأضاف أن الاحتلال ألقى على بعض المساجد: "صواريخ وقنابل وزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل". ولفت إلى وجود مساجد وكنائس أثرية من بين تلك التي دمّرها، واعتبر ذلك: "محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني، ومحاولة لدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في قطاع غزة، على غرار تدمير المساجد".

المسجد العمري بعد تدميره

وأكد المكتب، في بيان آخر، أن الاحتلال ارتكب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وإعدام ميداني لعشرات المدنيين الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الجماعية، حيث: "أطلق الرصاص بشكل مباشر على العشرات قبل أن يقوم بدفنهم بالجرافات في مقابر جماعية كما حدث شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة".

خسائر متواصلة للاحتلال في غزة

هذا وتتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف محاور القتال وسط وجنوب قطاع غزة، حيث تكبدت قوات الاحتلال مزيدًا من الخسائر.

ونفّذت "كتائب القسام"، يوم أمس الخميس، العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، حيث دمّرت دبابتين من نوع "ميركافاه" بقذائف "الياسين 105" شمال شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفي محيط الجامعة الإسلامية جنوب شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.

واستهدفت 3 آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105"، بمحيط منطقة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس. كما دمّرت آلية بعبوتين مضادتين للدروع شرق المدينة، حيث استهدف مقاتلو الكتائب قوة إسرائيلية خاصة متحصنة في مبنى بقذيفة "الياسين 105"، واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة.

بدورها، قصفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تجمعًا لجنود الاحتلال بقذائف الهاون بمحيط بني سهيلا. كما استهدف مقاتلوها دبابة ميركافاه بقذيفة "التاندوم" بمنطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.

أمريكا وبريطانيا تضربان مواقع للحوثيين  

إلى ذلك، نفّذت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر اليوم الجمعة، ضربات جوية ضد أهداف تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، في العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات أخرى.

استهدفت الضربات التي نُفّذت عبر طائرات وسفن وغواصات، ومن خلال صواريخ "توماهوك"، موقع رادار ومنصات مسيّرات وصواريخ ومواقع رصد ساحلية.  

وقال كلٌ من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن هذه الضربات تأتي ردًا على هجمات الحوثيين ضد السفن الدولية بالبحر الأحمر.

وفي المقابل، صرّح عدد من القيادين والمسؤولين في جماعة الحوثي وحكومة صنعاء، بأن الجماعة سترّد على القصف. وكان عضو المكتب السياسي للجماعة، علي القحوم، قد أعلن استهداف بوارج أمريكية وبريطانية بالبحر الأحمر ردًّا على الهجمات.