04-يناير-2024
جانب من الدمار الذي لحق بمخيم المغازي وسط قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي

قصف جيش الاحتلال قطاع غزة بأكثر من 65 ألف طن من المتفجرات (Getty)

في اليوم الـ90 من عدوانه الوحشي الهمجي على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه للمدنيين وارتكاب المجازر بحقهم، وتدميره لما تبقى من بنية تحتية في القطاع المنكوب الذي يسعى جيش الاحتلال إلى جعله غير صالح للحياة بهدف تهجير سكانه.

ومنذ مساء يوم أمس الأربعاء وحتى صباح اليوم الخميس، كثّف جيش الاحتلال من قصفه للمحافظة الوسطى والجنوبية في قطاع غزة مخلّفًا عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين.  

قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال قصف قطاع غزة بأكثر من 65 ألف طن من المتفجرات منذ بداية عدوانه

وتعرّض مخيم المغازي لقصف مدفعي وجوي عنيف استمر لعدة ساعات وأدى إلى اشتعال النيران فيه، وطال منازل المواطنين وبعض الأراضي الزراعية ومحيط شارع صلاح الدين، وأسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، كما تزامن مع اشتباكاتٍ ضارية دارت على أطراف المخيم.

واستُشهد ما يزيد عن 20 فلسطينيًا، وأُصيب آخرون، إثر قصف عنيف ومكثّف استمر لساعات، واستهدف مدينة دير البلح، ومنطقة الزوايدة، ومخيمي النصيرات والبريج، حيث أفادت وسائل إعلام محلية بارتقاء 10 شهداء جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة حمودة غرب دير البلح.

وشهدت خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليلة دموية جراء القصف المدفعي والجوي العنيف والمكثّف الذي تواصل لساعات، وأسفر عن استشهاد 14 فلسطينيًا في قصف استهدف منزلًا لعائلة "صلاح" يأوي نازحين بالقرب من محطة العطار في منطقة المواصي غرب خان يونس.

كما استُشهد 6 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر قصف طال أرضًا زراعية يتواجد فيها عدد من النازحين، و7 شهداء إثر قصف طال خان يونس المدينة، ناهيك عن عدد من الشهداء والمصابين والمفقودين جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة "كلاب" غرب خان يونس.

ومساء أمس الأربعاء، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروّعة بمخيم جباليا راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، بقصفها منزلًا مأهولًا يعود لعائلة "خليل" في معسكر جباليا.  

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 22.313 شهيدًا، و57.296 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.  

كما قالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب 10 مجازر مروّعة بحق عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 128 شهيدًا و261 مصابًا، خلال الساعات الـ24 الماضية.

الاحتلال يتعمّد قصف المربعات السكنية

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الأربعاء، إن جيش الاحتلال قصف القطاع بأكثر من 45 ألف صاروخ وقنبلة زاد وزنها عن 65 ألف طن من المتفجرات.


مخيم المغازي وسط قطاع غزة

وأضاف المكتب في بيان عبر منصة "تلغرام" أن طائرات الاحتلال: "أسقطت على قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية الشاملة أكثر من 45 ألف صاروخ وقنبلة عملاقة يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، وتعمّد قصفها على مربعات سكنية بالكامل، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء مئات الشهداء".

وتابع المكتب الحكومي: "زاد وزن المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال من طائراته على قطاع غزة أكثر من 65.000 طن من المتفجرات، وهو ما يزيد عن وزن وقوة ثلاث قنابل كالتي تم إلقاؤها على مدينة هيروشيما".

وأكد المكتب أن: "قرابة ثلثي القنابل والصواريخ التي ألقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محافظات غزة هي قنابل غير موجهة وغير دقيقة، أو ما يُطلق عليها اسم (القنابل الغبية)، مما يشير إلى تعمد الاحتلال القتل العشوائي وغير المبرر، وهو مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي وللاتفاقيات الدولية".

ومن بين هذه القنابل التي يستخدمها الاحتلال، ذكر المكتب: القنابل الخارقة للحصون من نوعي BLU-113، وBLU-109، إضافةً إلى قنابل SDBS، والقنابل الأمريكية من نوع GBU-28، وصواريخ من نوع "هالبر"، وقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليًا، وغيرها.

1600 جندي إسرائيلي يعانون نفسيًا

إلى ذلك، خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة في عدة محاور في المحافظة الوسطى في قطاع غزة. وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت مساء أمس الأربعاء أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في مجموعة من جنود جيش الاحتلال في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

وقالت الكتائب كذلك إنها استهدفت دبابتين من نوع ميركافا بقذائف "الياسين 105" في مدينة خان يونس التي تشهد منذ عدة أيام اشتباكات عنيفة وضارية وسط محاولات الاحتلال التقدّم إلى وسطها.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن 1600 جندي من جيش الاحتلال عانوا من صدمات الحرب منذ بداية العدوان على قطاع غزة. ناهيك عن تسريح 90 جنديًا من الخدمة بسبب مشاكل واضطرابات نفسية، وتواصل نحو 3 آلاف جندي مع خط المساعدة المعني بالصحة النفسية.