18-مارس-2024
مبنى طالته نيران وقذائف جيش الاحتلال في مدينة حمد بخانيونس

(EPA) يهدِّد اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء حياة آلاف النازحين والجرحى

يدخل العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة يومًا جديدًا شهد تعرض مناطق متفرقة من القطاع لقصف عنيف، واقتحام قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، بشكل مفاجئ، بعد اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيف في محيط المجمع الذي يؤوي آلاف النازحين.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الإثنين، أن قوات مشتركة من الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" تنفذ عملية عسكرية مركزة في محيط مجمع الشفاء بدعوى ملاحقة مسؤولين كبار من حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأفادت وكالة "الأناضول" بأن دبابات وآليات جيش الاحتلال توغلت بشكل مفاجئ، وتحت غطاء ناري كثيف، في مناطق غرب مدينة غزة وحاصرت مجمع الشفاء الذي استهدفت أجزاءً منه بالقذائف المدفعية والطائرات المسيّرة قبل أن تقتحمه بعد أن تمكّن عدد من النازحين من مغادرته.

يهدّد اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي حياة أكثر من 30 ألف نازح إضافةً إلى أكثر من 5 آلاف جريح

وأسفر استهداف المستشفى واقتحامه وإطلاق النار بداخله، وفق الوكالة، عن مقتل وإصابة عدد من النازحين، فيما لا تزال جثث القتلى في باحات المستشفى والطرقات المحيطة بها.

 وقال "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مصادر من داخل مجمع الشفاء، إن الوضع داخل المجمع صعب جدًا في ظل إطلاق نار كثيف في محيطه، إضافةً إلى وجود كثيف لقوات الاحتلال داخله، وكذلك وجود عدد كبير من الشهداء.

وأشار التلفزيون إلى وجود أكثر من 30 ألف نازح داخل المجمع باتت حياتهم الآن في خطر، إضافةً إلى أكثر من 5 آلاف جريح جراء القصف وانقطاع التيار الكهربائي. كما ذكر أن جيش الاحتلال نفذ أكثر من 40 غارة استهدفت المجمع، ولا تزال قواته تواصل عمليات التجريف داخله.

وقال مراسل "التلفزيون العربي" إن جيش الاحتلال أعلن سيطرته على المجمع بشكل كامل، مشيرًا إلى إنه جرى اعتقال نحو 80 شخصًا داخله. فيما ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن جيش الاحتلال لم يعثر على أسرى إسرائيليين محتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة داخل مجمع الشفاء.

جريمة حرب جديدة بحق المستشفيات

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فجر اليوم الإثنين، نشوب حريق في بوابة مجمع الشفاء ووجود حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين في المستشفى الذي قُطعت الاتصالات عنه.

وأضافت، في بيان، أن: "النازحون محاصرون داخل مبنى الجراحات التخصصية وفي استقبال الطوارئ في مبنى 8"، مشيرةً إلى سقوط: "عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يتقرب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية".

وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الأممية لإيقاف هذه المجزرة فورًا ضد المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية داخل المستشفى.

من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فجر اليوم، إن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي وإطلاق النار بداخله: "جريمة حرب تؤكد النية المبيتة للاحتلال بالقضاء على القطاع الصحي وتدمير المستشفيات".

وأكمل، في بيان، أن اقتحام المجمع يهدد حياة الآلاف من المتواجدين داخله: "في جريمة حرب تضاف إلى السجل الأسود لجيش الاحتلال الذي ما زال يرتكب الجرائم والمجازر المختلفة، وما زال يبيّت النية بالقضاء على القطاع الصحي وتدمير المستشفيات".

وحمّل المكتب الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى والنازحين داخل المجمع، الذي تقتحمه قوات الاحتلال للمرة الثانية.

واعتبرت حركة "حماس" أن: "جرائم الاحتلال وحرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا وكل مكونات الحياة في غزة، لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي أي صورة انتصار، وهي تعبير عن حالة التخبط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري غير استهداف المدنيين العزل".

وقالت، في بيان، إن: "فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا، والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع".

شهداء وجرحى في غزة والنصيرات

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة لليوم الـ164، مخلفًا مزيدًا من الدمار والشهداء والجرحى والمفقودين.

وتركز القصف الإسرائيلي خلال الساعات القليلة الماضية على مدينة غزة، حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت أحياء النصر والرمال وتل الهوا والميناء في المدينة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بارتقاء عدة شهداء في قصف استهدف منزلًا لعائلة "فلفل" في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. فيما استُشهد 9 مواطنين، وأُصيب آخرون، بقصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو حجير" في منقطة الحسانية بمخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي جنوب القطاع، نفذت طائرات الاحتلال حزامًا ناريًا في بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، التي تعرضت بدورها لقصف مدفعي عنيف.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد جدد أمس الأحد تأكيده على أن تل أبيب ستواصل حربها على قطاع غزة المستمرة منذ 164 يومًا رغم الضغوط الدولية، التي قال إنها لن تحول دون استمرار الحرب.

وفي كلمة ألقاها قُبيل الاجتماع الأسبوعي لحكومة الاحتلال، قال نتنياهو: "نقاتل على جبهتين: العسكرية والسياسية، وعلى الصعيد السياسي تتزايد الضغوط علينا".

وأضاف أن هناك: "من يحاول وقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها من خلال توجيه الاتهامات الباطلة إلى الجيش الإسرائيلي والحكومة ورئيس الوزراء، ومن خلال محاولة إجراء انتخابات الآن، في خضم الحرب"، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.