17-مارس-2024
نتنياهو وبايدن

(Epa) نتنياهو وبايدن

قالت صحيفة "إل باييس" الإسبانية إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة توسّع الانقسام بين رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن.

وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر اليوم الأحد، أن إشادة بايدن بخطاب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي دعا إلى إجراء انتخابات جديدة في "إسرائيل" ووصف نتنياهو بأنه "عقبة أمام السلام"؛ هي أحدث علامة على التدهور السريع في علاقة بايدن بنتنياهو.

وأشار التقرير إلى أن علاقتهما، بعد أكثر من 5 أشهر على عناقهما في تل أبيب، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، تبدو الآن على وشك الانهيار التام. ورغم تأكيد بايدن على أنه لن يتوقف عن دعم "إسرائيل"، لكن إدارته لم تعد تخفي رغبتها في "الطلاق" مع نتنياهو، بحسب الصحيفة.

اتسعت المسافة بين بايدن ونتنياهو نتيجة تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومعارضة القواعد الديمقراطية لموقف إدارة بايدن من الحرب على القطاع

ولفتت الصحيفة الإسبانية إلى أن المسافة اتسعت بين بايدن ونتنياهو نتيجة تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتفشي المجاعة التي تعرض حياة 2.3 مليون شخص للخطر. وذلك بالإضافة إلى أن القواعد الديمقراطية أكثر معارضةً لموقف إدارة بايدن من الحرب على غزة.

وبحسب استطلاع أجرته وكالة "أسوشييتد برس"، في كانون الثاني/يناير الفائت، يعتقد 62 بالمئة الناخبين الديمقراطيين أن الهجوم الإسرائيلي على غزة قد ذهب إلى أبعد من اللازم، كما انتقد أكثر من نصفهم بقليل تعامل إدارة مع الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفي الأسبوعين الماضيين، عبّر عدد من المسؤولين الأمريكيين عن "إحباطهم" من الحكومة التي يرأسها نتنياهو، وهو ما ظهر، بحسب الصحيفة، في استقبال نائبة بايدن، كاملا هاريس، للوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، الذي يُعتبر المنافس السياسي الأول لنتنياهو. بالإضافة إلى قول بايدن، قبل ذلك، إن نتنياهو: "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها".

واعتبرت الصحيفة أن خطاب شومر فتح الباب أمام ديمقراطيين آخرين لانتقاد نتنياهو وحكومته علانية، ذلك أن شومر يُعد من أبرز مؤيدي "إسرائيل"، ولا يمكن لأي أحد أن يتهمه بـ"معاداة السامية".

وتعليقًا على خطاب شومر، قال "حزب الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، إن: "إسرائيل ليست جمهورية موز". كما واصل المسؤولون الإسرائيليون، بما فيهم نتنياهو، تأكيدهم على مواصلة الحرب على غزة، وعدم السماح للسلطة الفلسطينية بحكمها بعد انتهاء الحرب، ورفض حل الدولتين.

رغم ذلك، فإن العلاقة الفاترة بين بايدن ونتنياهو لن تؤثر على دعم واشنطن لتل أبيب في حربها على غزة. فعلى عكس شومر، لم يدعو بايدن لإجراء انتخابات جديدة في "إسرائيل"، كما استبعد تعليق المساعدات العسكرية لها رغم مطالبة العديد من النواب الديمقراطيين بتجميدها أو إرسالها مقابل شروط.

لكن ذلك: "من شأنه أن يسبب مشاكل لبايدن، بحسب "إل باييس"، التي قالت إن إدارته، والحزب الديمقراطي بأكمله، لا ترغب في خلق أي فرص يمكن للحزب الجمهوري استغلالها لتقديم نفسه على أنه الصديق الكبير غير المشروط للدولة اليهودية.

في المقابل، يرى كثيرون، بما في ذلك الجالية العربية في الولايات المتحدة، أن خطاب شومر وموقف بايدن لا يزال مجرد كلام دون أي أفعال. وقد قال عبد الله حمود، عمدة مدينة ديربورن بولاية ميشيغان - المدينة التي تضم أكبر نسبة من العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة – إن: "الكلمات ليست كافية، ما نريد رؤيته هو تغيير فعلي في السياسة".