17-مارس-2024
طفل فلسطيني وسط الركام

(EPA) يواجه أطفال غزة مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية

لليوم الـ163، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يواجه سكانه أوضاعًا إنسانية صعبة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وتهدِّد حياتهم وحياة أطفالهم الذين يعانون من مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية والجفاف أودت بحياة ما يزيد عن 25 طفلًا.

وتعرّضت مناطق متفرقة من قطاع غزة، خلال الساعات القليلة الماضية، لقصف بري وجوي عنيف خلّف مزيدًا من الدمار والشهداء والجرحى، الذين لم تعد المستشفيات القليلة المتبقية في القطاع قادرة على علاجهم بسبب نقص الإمدادات الطبية والإمكانيات البشرية وازدحامها بالمرضى والجرحى.

واستُشهد ما لا يقل عن 12 فلسطينيًا، وأُصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "ثابت" في حي بشارة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مخيمي البريج والنصيرات.

منظمة الصحة العالمية: سكان غزة منكسرون وجائعون ومرضى لدرجة أنهم لا يستطيعون النزوح لمكان آخر مرة أخرى

وفي جنوب قطاع غزة، نفّذت طائرات الاحتلال عدة غارات طالت حي البرازيل شرق مدينة رفح، والمناطق الجنوبية من مدينة خانيونس. فيما تعرضت عدة مناطق شمال قطاع غزة لقصف مدفعي عنيف.

وأفادت وسائل إعلام محلية باستهداف جيش الاحتلال منازل لعوائل "جودة" في مخيم الشاطئ، و"الحلو" في حي الشيخ رضوان، و"النونو" و"عوض" في شارع النصر، غرب مدينة غزة، خلال الساعات القليلة الماضية.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 31.645 شهيدًا و73.676 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

إنسانيًا، يواجه أهالي قطاع غزة، سيما في الشمال، أوضاعًا متردية وبائسة نتيجة شح المواد الغذائية وعدم كفاية ما يدخل من مساعدات إلى القطاع الذي لا تزال المساعدات التي دخلت إليه تشكّل نقطة في بحر احتياجاته.

طفل واحد من بين كل ثلاثة يعاني من سوء التغذية

وأفادت وكالة "الأناضول" بوصول 6 شاحنات محملة بالمساعدات إلى محافظة شمال قطاع غزة، مساء أمس السبت، لأول مرة منذ نحو أربعة أشهر، وذلك من خلال شارع صلاح الدين الواصل بين جنوب وشمال القطاع المحاصر والمنكوب.

وقالت الوكالة إن المساعدات الإنسانية دخلت، لأول مرة منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بشكل محدد إلى بلدات شمال القطاع، وهي بيت لاهيا، وبيت حانون، وجباليا.

وأشارت إلى شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق وصلت إلى هذه البلدات عبر شارع صلاح الدين، وبتأمين من أجهزة أمن في حكومة غزة، بالتعاون مع عشائر فلسطينية.

ولفتت الوكالة إلى أن الشاحنات وصلت إلى مخيم جباليا حيث تم وضعها في مخازن تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من دون أي تفاصيل عن كيفية وصول المساعدات إلى المواطنين والجهة التي ستقوم بتوزيعها.

ويأتي وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة وسط اشتداد المجاعة، التي أودت بحياة عدد من الأطفال، بينهم رضّع، والمسنين نتيجة سوء التغذية والجفاف، وفي ظل تصاعد التحذيرات المحلية والدولية والأممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وكانت "الأونروا" قد حذّرت، أمس السبت، من أن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرةً إلى أن طفل واحد من بين كل ثلاثة دون سن العامين يعاني في شمال غزة من سوء التغذية الحاد.

وقالت الوكالة الأممية إن: "المجاعة تلوح في الأفق، ولا وقت لتضييعه". وفي وقت سابق، الجمعة الفائت، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" تضاعف سوء التغذية الحاد بين الأطفال خلال شهر واحد في شمال قطاع غزة.

وأوضحت المنظمة الأممية أنه: "يعاني 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية، في شمال قطاع غزة سوء التغذية الحاد، وهو ارتفاع مهول مقارنة بـ15.6 بالمئة في كانون الثاني/يناير" الفائت.

بدوره، وفي ظل الأنباء التي تتحدث عن نية "إسرائيل" شن عملية بريح في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه يشعر: "بقلق بالغ من التقارير التي تفيد بتخطيط إسرائيل لشن هجوم بري على رفح".

وحذّر من أن الهجوم على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح، قد يؤدي إلى زيادة أعداد الضحايا وتفاقم المعاناة الإنسانية، لا سيما أن هناك 1.2 مليون شخص ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وأكد غيبريسوس أن سكان غزة: "منكسرون وجائعون ومرضى لدرجة أنهم لا يستطيعون النزوح لمكان آخر مرة أخرى"، مشددًا على عدم وجود أي مركز طبي آمن يعامل بكامل طاقته في القطاع.