08-مارس-2024
نساء غزة

(epa) تواجه نساء غزة الموت والتشرد والجوع

لليوم الـ154، تستمر "إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة وتجويعها لسكانه الذين تمنع عنهم الغذاء، ويواجهون مستويات مرعبة من المجاعة التي أودت بحياة 18 فلسطينيًا معظمهم من الأطفال الرضع الذين فقدوا حياتهم نتيجة الجفاف وسوء التغذية. 

وفي الوقت الذي يرتفع فيه عدد ضحايا المجاعة، فإن عدد ضحايا القصف يرتفع بدوره، إذ استُشهد 5 فلسطينيين إثر استهداف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "أبو سليمة" بالقرب من منطقة العزبة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. 

وارتقى 9 شهداء جراء قصف طال منزلًا لعائلة "العطار" في منطقة الحكر جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. فيما تحدّثت وسائل إعلام محلية عن سلسلة غارات استهدفت مخيم جباليا، والشيخ زايد، وتلة قليبو شمال قطاع غزة. 

تعاني 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة من سوء والتغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة

واستهدف جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات عند دواري النابلسي والكويت غربي مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة العشرات. 

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على مدينتي رفح وخانيونس جنوبي القطاع. وقد تعرضت الأخيرة لقصف مدفعي عنيف طال مناطق متفرقة منها. 

ويقترب عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، من 31 ألف شهيد، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 30.800 شهيد، و72.298 مصابًا. 

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 9 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، راح ضحيتها 83 شهيدًا و142 مصابًا، فيما لا يزال العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم. 

المرأة الفلسطينية في مواجهة القتل والجوع والتشرد

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، إن المجتمع الدولي تنكّر لحقوق المرأة الفلسطينية، وصمت عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقها. 

وأضاف القدرة، في بيان عبر "تلغرام"، أن صمت المجتمع الدولي ساهم في الإبادة الجماعية التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات وأطفالهن وعائلاتهن يوميًا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي المدعومة أمريكيًا وأوروبيًا. 

ولفت إلى أن النساء يشكلن 49 بالمئة من سكان قطاع غزة، معظمهن في سن الإنجاب، مما يفاقم أوضاعهن الصحية والنفسية نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأكد أن المرأة الفلسطينية، سيما في غزة، تتعرض لأسوأ كارثة إنسانية وتواجه القتل والتشريد والاعتقال والإجهاض والأوبئة والموت جوعًا، لافتًا إلى أن الاحتلال قتل نحو 9 آلاف سيدة فلسطينية بينهن آلاف الأمهات والسيدات الحوامل والكوادر الصحية. 

وأوضح أن 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجفاف وانعدم الرعاية الصحية المناسبة، وهناك 5 آلاف سيدة حامل: "يلدن شهريًا في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتشريد". 

بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الاحتلال قتل خلال حرب الإبادة الجماعية، المتواصلة منذ 5 أشهر، 8.900 امرأة فلسطينية وأصاب أكثر من 23 ألف أخريات، فيما بلغ عدد المفقودات 2.100، مقابل أكثر من نصف مليون نازحة.

وأضاف المكتب، في بيان عبر "تلغرام"، أن الحرب جعلت 60 ألف امرأة حامل تعيش: "حياة قاسية وبالغة الصعوبة، تفتقد خلالها لأبسط متطلبات الرعاية الصحية والطبية، ومنهن المئات اللواتي فقدن أبنائهن أو مواليدهن أو أجنتهن في أحشائهن نتيجة القصف والخوف". 

وأشار إلى أن اليوم العالمي للمرأة يأتي في ظل وجود: "أكثر من نصف مليون امرأة فلسطينية نازحة في قطاع غزة تعيش حياة بالغة الصعوبة، لا تتمكن خلالها من الحصول على أدنى حقوقها".

كما أنها: "لا تستطيع الحصول على الغذاء فتعيش المجاعة في جميع محافظات قطاع غزة، وفي محافظتي الشمال وغزة تحديدًا، كما أنها تبحث عن الغذاء والدواء والإيواء فلا تستطيع توفير كل ذلك في ظل هذه الحرب الوحشية". 

ونبّه إلى وجود عشرات النساء الفلسطينيات اللواتي يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة والإهانة في السجون الإسرائيلية، وسط: "صمت دولي فظيع". 

"إسرائيل" تواصل تجويع أهالي غزة

في الأثناء، تستمر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بالتدهور وسط استمرار "إسرائيل" منع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع رغم اشتداد المجاعة ووصول سوء التغذية إلى مستويات مخيفة، تهدد حياة الأطفال والأهالي عمومًا. 

وفي السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن السلطات الإسرائيلية سهّلت مرور النصف من مجمل 224 مهمة كان مخططًا إرسالها إلى المناطق التي تتطلب تنسيقًا مع "إسرائيل". 

وأكد، في مؤتمر صحفي، أن عمال الإغاثة يواجهون مخاطر كبيرة بسبب الأعمال العدائية المستمرة، حيث تمت إعاقة العمليات الإنسانية بسبب القتال المستمر والقصف والتحديات الأخرى.

ويتواصل الحديث عن إنشاء ممر مائي لإيصال المساعدات إلى القطاع، سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن تستعد لبناء ميناء عسكري على ساحل قطاع غزة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إليه بحرًا.

رغم ذلك، أكدت سيخريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، أن توصيل المساعدات عبر الجو أو البحر ليس بديلًا عن إيصال المساعدات برًا، مؤكدةً أن ذلك يعد السبيل الوحيد للوفاء بالحجم الهائل للاحتياجات لسكان غزة.  

المقاومة مستمرة في التصدي لقوات الاحتلال

أما على صعيد الوضع الميداني، فلا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية مستمرة في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف محاور القتال في القطاع المحاصر والمنكوب.

وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الخميس، إنها أوقعت قبل يوم أمس الأربعاء قوة من جيش الاحتلال مكونة من أكثر من 20 جنديًا في كمين محكم وفجرت بها عددًا من العبوات الناسفة المضادة للأفراد في شقة بمدينة حمد، موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح. 

بدورها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت تجمعًا لجنود الاحتلال في شارع 10 جنوب حي الزيتون بمدينة غزة، حيث نفذت أيضًا كمينًا هندسيًا برتل من الآليات العسكرية المتوغلة جنوب شرق الحي نفسه. 

وفجّرت الكتائب، بحسب ما أعلنت، حفل ألغام بآليات جيش الاحتلال، واستهدفت 3 آليات عسكرية بقذائف "تاندوم" و"RPG"، إضافةً إلى تفجير مبنى تم تفخيخه مسبقًا بعد أن تحصنت به قوة إسرائيلية، في مدينة حمد بخانيونس. كما قامت أيضًا بقصف مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.