كشف تحقيق لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن نشاطات استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، حيث قان مستوطنون إسرائيليون ببناء طرق وبؤر استيطانية بسرعة على مدار الأشهر الأخيرة، وذلك في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وقد أشارت الصحيفة إلى أن هذه الأعمال الاستيطانية تتم أحيانًا تحت حراسة مسلحة من جيش الاحتلال، كما وتحظى بتمويل جزئي من قبل الحكومة الإسرائيلية.
من بين المناطق التي تضررت من هذه الأعمال، تأتي بلدة فرخة في محافظة سلفيت، شمالي الضفة الغربية، حيث ظهرت صور لطريق تم إنشاؤه بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى.
ووفقًا للتقرير، فإن هذا الطريق ليس الوحيد، بل هو واحد من 15 طريقًا آخر تم إنشاؤها مؤخرًا في خمس مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية.
ويتم بناء هذه الطرق بشكل سريع، حيث تم إنشاء العديد منها خلال بضعة أيام فقط، بتمويل جزئي من الحكومة الإسرائيلية، مما يثير قلقًا بشأن زيادة التوسع الاستيطاني وتصاعد التوترات في المنطقة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن مقاطع فيديو جرى التحقق منها وشهادات سكان محليين أظهرت أن آليات لا تحتوي على أية علامات، وغالبًا ما تكون تحت حماية مسلحة، هي من تقوم بهذه الأعمال.
أظهرت أدلة جديدة نشاطات استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مما يعزز التوسع الاستيطاني في ظل الانشغال بالعدوان على غزة
وبينت أن العديد من المستوطنين أشاروا إلى أن إنشاء هذه الطرق يهدف إلى تجنب المواجهات مع الفلسطينيين، فيما تشير الحكومة الإسرائيلية إلى أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في حال كان هناك عمليات بناء غير قانونية، لكنها رفضت في الوقت مراجعة النتائج التي توصل إليها التحقيق.
ووفقًا لتقرير "السلام الآن"، المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية، فقد شهدت الضفة الغربية ارتفاعًا حادًا في أعمال العنف وأنشطة المستوطنين منذ بداية الحرب في غزة.
وتشير المنظمة إلى زيادة "غير مسبوقة" في عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب.
وأوضحت المنظمة أن تسع بؤر استيطانية قد أُقيمت في الضفة الغربية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتحذر المنظمة من تصاعد أعمال العنف والتهميش ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال هذه الفترة المضطربة.
ومن المعروف أن نحو ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، التي يسكنها، بشكل غير شرعي، 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعترف بها "إسرائيل"، لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وإضافة إلى هذا العدد "القياسي" من المستوطنات العشوائية الجديدة على مدى ثلاثة أشهر، سجلت "السلام الآن" أيضًا "رقمًا قياسيًا" يتمثل بـ"18 طريقًا جديدًا تم تعبيدها أو السماح بها من جانب مستوطنين".
وقالت المنظمة إن الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر في غزة "يستغلها مستوطنون لتثبيت حالة أمر واقع على الأرض وبالتالي السيطرة على مساحات أكبر من المنطقة (ج)"، وهي جزء من الضفة الغربية تتركز فيها المستوطنات.
ويشغل عدد من المؤيدين للاستيطان حاليًا مناصب وزارية في حكومة نتنياهو، وهو ما يسهم أيضًا في إيجاد "بيئة سياسية" مواتية لتطوير مشاريع بعض المستوطنين، حسب "السلام الآن".
وقالت منظمة "يش دين"، غير الحكومية، إن أعمال العنف التي ارتكبها مستوطنون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية سجلت رقمًا قياسيًا عام 2023.
كما سجلت الأمم المتحدة 1225 هجومًا شنها مستوطنون ضد فلسطينيين خلال العام ذاته.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات في أوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي على عشرات المستوطنين الذين باتوا ممنوعين من دخول الأراضي الأمريكية.
