29-فبراير-2024
فلسطينيون وسط ركام المباني المدمرة في غزة

ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق فلسطينيين ينتظرون المساعدات (رويترز)

يقترب العدوان على قطاع غزة من دخول شهره السادس وسط اشتداد القصف والمجاعة التي تهدد حياة أهالي القطاع الذين يعاني معظمهم من مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية، سيما في شمال غزة حيث يفقد الأطفال حياتهم نتيجة الجفاف وسوء التغذية.

ورغم الحديث المتزايد عن اقتراب إتمام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، والدعوات الدولية المتزايدة لوقف الحرب وإنهاء الأزمة الإنسانية في القطاع، يواصل جيش الاحتلال قصفه واستهدافه للمدنيين في بيوتهم وفي مراكز الإيواء والمخيمات.

وطال القصف الإسرائيلي منطقة المعسكر والمنطقة الغربية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وبلدة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

تجاوزت حصيلة الشهداء في غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عتبة الـ30 ألف شهيد

واستشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء إطلاق دبابات جيش الاحتلال النار تجاههم أثناء انتظارهم وصول المساعدات الإنسانية في شارع الرشيد غرب مدينة غزة.

وذكرت وسائل إعلام محلية وصول أكثر من 25 شهيدًا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بعد انتشالهم من تحت ركام منازلهم في مخيمي البريج والنصيرات.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، صباح اليوم الخميس، تجاوز حصيلة الشهداء في القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عتبة الـ30 ألفًا بعد وصول 79 شهيدًا إلى مستشفيات القطاع، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ليلة الأربعاء – الخميس.

المجاعة تحصد أرواح أطفال غزة

وفي وقت سابق، الأربعاء، قالت الوزارة إن سكان شمال قطاع غزة باتوا بلا أي خدمات صحية بعد توقف مولد مستشفى "كمال عدوان" عن العمل نتيجة نفاد الوقود وخروجها عن الخدمة.

ويعتبر "كمال عدوان" آخر مستشفى في شمال غزة، وبخروجه عن الخدمة: "سيفقد السكان خدمات غسيل الكلى، والعناية المركزة، والحضانة، والباطنة، والقلب، والجراحة العامة، والمبيت، وطوارئ الأطفال"، بحسب بيان الوزارة.

وأعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، ارتفاع حصيلة "شهداء المجاعة" إلى 6 أطفال بعد وفاة طفلين في "مجمع الشفاء الطبي" بمدينة غزة، نتيجة الجفاف وسوء التغذية.

وطالب القدرة المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري: "لمنع الكارثة الإنسانية" في شمال قطاع غزة الذي تفرض عليه قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا، وتمنع عنه الغذاء والدواء.

وأضاف: "المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة".

وكان مدير "مستشفى كمال عدوان"، حسام أبو صفية، قد أعلن قبل ذلك بساعات وفاة 4 أطفال خلال الأيام الماضية في المستشفى للأسباب ذاتها.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان، إن: "استشهاد العديد من المرضى بسبب نقص الرعاية الطبية والدواء، إضافة لاستشهاد أربعة أطفال في المستشفى (كمال عدوان) بسبب الجفاف وسوء التغذية، يعد إخفاقًا دوليًا في حماية الإنسانية من إجرام الكيان الصهيوني الذي يفرض حصارًا مطبقًا على شمال القطاع".

وطالبت: "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمُّل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية في اتخاذ كافة الإجراءات التي توقف هذا الكيان النازي عن جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة"، سيما محافظتي غزة والشمال حيث يموت الأطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية.

وللمرة الأولى منذ بدء العدوان، أفادت وكالة "الأناضول" بإلقاء عدة طائرات، يوم أمس الأربعاء، مساعدات غذائية محدودة شمال قطاع غزة.

وقال مراسل الوكالة، نقلًا عن شهود عيان ومصادر محلية، إن: "طائرات غير معلوم جنسيتها حلقت في أجواء قطاع غزة وألقت لأول مرة منذ بداية الحرب، عشرات من صناديق المساعدات الغذائية على محيط المستشفى الإندونيسي ببلدة جباليا شمال القطاع المحاصر".

وألقت الطائرات دفعة ثانية من المساعدات في منطقة حديقة "الجندي المجهول" في حي الرمال غرب مدينة غزة. وقالت الوكالة، نقلًا عن مصادر محلية، المساعدات التي نزلت عبر المظلات كانت محدودة للغاية.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن جميع الخيارات مطروحة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك إسقاط المساعدات عبر الجو.

وأكد دوجاريك، في مؤتمر صحفي عُقد أمس الأربعاء، أن إسقاط المساعدات عبر الجو له صعوبات عديدة، وليس الخيار الأول المطروح، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تفضّل تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عن طريق البر، وهو غير متاح حاليًا.

تطورات مفاوضات صفقة التبادل والهدنة

أما بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، أن مسألة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة لا تزال من القضايا العالقة.

وقالت قناة "كان"، التابعة للهيئة، إن الوفد الإسرائيلي المكون من ممثلين عن جهازي الموساد والأمن العام "الشاباك" والجيش، سيعود من العاصمة القطرية الدوحة اليوم الخميس، على أن يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي مساءً لبحث التطورات التي سيطرحها أمامه وفد التفاوض.

وفي السياق، دعا البرلمان الأوروبي، للمرة الأولى منذ بدء العدوان على قطاع غزة، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، حيث تمت إضافة عبارة "الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة" إلى المادة 62 من تقرير عام 2023 في الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي حول "وضع حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم وسياسة الاتحاد الأوروبي تجاهه"، وذلك بعد موافقة 265 عضوًا مقابل معارضة 253، وامتناع 10 أعضاء عن التصويت.

وتمت إضافة هذه العبارة إلى التقرير بناءً على طلب المجموعة اليسارية في البرلمان. وجاء فيه: "إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه والمجتمع الدولي مدعوون، على وجه الخصوص، إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، لضمان الوصول دون انقطاع إلى الغذاء والماء للجميع".