25-فبراير-2024
طفل وسط الركام

صعّد جيش الاحتلال من قصفه على مدينة غزة (صفحة الأونروا في فيسبوك)

لليوم الـ142، تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وراح ضحيتها حتى مساء أمس السبت 29.606 شهداء و69.737 مصابًا، عدا عن آلاف المفقودين. 

ومنذ الدقائق الأولى من دخول العدوان يومه الـ142 وحتى الآن، لم يتوقف القصف الإسرائيلي الهمجي على القطاع المحاصر والمنكوب الذي يتعرّض لواحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين، ويهدِّد الجوع والمرض حياة سكانه. 

وطال القصف الإسرائيلي، جنوب قطاع غزة، مخيم خانيونس والمناطق الشرقية والغربية من المدينة، بالإضافة إلى مدينة رفح. كما تعرّضت مدينة غزة لقصف مدفعي وجوي عنيف استهدف الأحياء الشرقية من المدينة، حيث ارتقى شهيد وأُصيب آخرون جراء غارة استهدفت منزلًا في منطقة الشعف. 

جدّد نتنياهو تهديداته باجتياح رفح في وقت تحدّثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن تقدّم "كبير" في مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة

واستُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة "كالي" في حي الصبرة بمدينة غزة. وقصفت مدفعية الاحتلال محيط منطقة شعفوط ومسجد حسن البنا في حي الزيتون، جنوب المدينة، الذي يشهد اشتباكات ضارية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية. 

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على بلدة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة. بينما استهدفت مدفعيته المنطقة الغربية من مخيم النصيرات وسط القطاع. 

تقدّم في المفاوضات ونتنياهو يتوعد رفح

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال استعداداته لاجتياح مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، التي تؤوي أكثر من مليون نازح يعيشون ظروفًا صعبة في ظل شح الغذاء وندرة المواد الأساسية وهشاشة المأوى. 

ومساء أمس السبت، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه على وشك إقرار خطة عملياتية بشأن العملية العسكرية البرية المرتقبة في مدينة رفح. 

وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي: "سأجتمع بداية الأسبوع مع مجلس الحرب لإقرار خطط عملياتية في رفح، بما في ذلك إجلاء السكان المدنيين منها".

وأضاف: "نعمل على الحصول على مخطط آخر للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة، وكذلك استكمال القضاء على قوات حماس في رفح"، وتابع قائلًا: "لهذا السبب أرسلت وفدًا إلى باريس والليلة سنناقش الخطوات التالية في المفاوضات". 

وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن تحقيق تقدّم "كبير" في جولة المفاوضات التي دارت في العاصمة الفرنسية باريس بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". 

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مسؤولين مطلعين لم تسمهم، بأن المفاوضات كانت: "جيدة، بل واستمرت لفترة أطول من المخطط لها"، ولكن: "لا يزال هناك طريق يجب قطعه" بحسب قولهم. 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن: "محادثات باريس تمحورت حول أربعة مطالب لحماس تعارضها إسرائيل ومنها عودة جميع سكان شمال القطاع وإجلاء جميع قوات الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة". 

وأضافت أن هناك: "ثلاث قضايا أخرى محل خلاف وهي زيادة المساعدات الإنسانية ومدة وقف إطلاق النار وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم". 

في المقابل، تحدّثت مصادر في "حركة حماس" إلى "التلفزيون العربي" عن وقائع تشير إلى تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن التزاماته في لقاء باريس السابق.

المقاومة تواصل ضرب قوات الاحتلال

إلى ذلك، تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال وجنوب قطاع غزة. وكانت قد نفّذت، أمس السبت، عدة عمليات استهدفت جنودها وآلياتها في مختلف محاور القتال في في مدينتي غزة وخانيونس. 

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بمقتل جندي وإصابة ضابط وجنديين بجراح خطيرة خلال المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة جنوب قطاع غزة. 

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، استهدافها دبابة "ميركافاه" بقذيفة "تاندوم" جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.

وقالت إنها تمكنت كذلك من قنص ضابط صهيوني ببندقية "الغول" القسامية ودمّرت ناقلة جند لقوات الاحتلال، في الحي نفسه، بعبوة "شواظ" موقعةً طاقهما بين قتيل وجريح.

واستهدفت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تجمعات جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم بمدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، بقذائف الهاون. كما أعلنت استهدافها جرافة صهيونية بعبوة صدامية من نوع "برق"، ودبابة "ميركافاه" بقذيفة "تاندوم"، ثم التقدّم باتجاه الدبابة واقتحامها والإجهاز على أفرادها من مسافة صفر، في منطقة عبسان الكبيرة بخانيونس. 

وذكرت السرايا أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال شرق منطقة عبسان الكبيرة. وقالت كذلك إنها استهدفت تجمعات جنود وآليات جيش الاحتلال في محاور التقدم جنوب مدينة غزة، وخاصةً في حي الزيتون، بقذائف الهاون وعدة رشقات صاروخية. كما دمّرت، في الحي نفسه، آليتين عسكريتين لجيش الاحتلال بقذائف الـRBG. 

بدورها، قالت "كتائب شهداء الأقصى" إنها استهدفت تجمعات جنود وآليات الاحتلال بقذائف الهاون في محاور القتال بمدينة خانيونس، كما استهدفت جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "RBG" في حي الزيتون بمدينة غزة.

وأعلنت الكتائب كذلك أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة صهيونية: "تحصنت في أحد المنازل جنوب حي الزيتون، وقد أوقعوا القتلى والجرحى في صفوفهم وتم اغتنام جزء من المعدات العسكرية للجنود ومقتنياتهم الشخصية". 

من جهتها، نفّذت "كتائب المجاهدين"، بالاشتراك مع "سرايا القدس"، عملية قنص في محيط أبراج طيبة جنوب الحي الياباني غرب خانيونس، أسفرت عن مقتل 6 من جنود الاحتلال. 

وقال الناطق العسكري باسم الكتائب، أبو بلال، إن مقاتليها نفذوا في آخر 96 ساعة 17 عملية عسكرية سقط خلالها ما يزيد عن 20 جنديًا إسرائيليًا بين قتيل وجريح، وتنوعت هذه العمليات بين القنص والقصف بالصواريخ والهاون واستهداف قوات الاحتلال المتحصنة في الآليات والمباني.