17-فبراير-2024
الاحتلال يهاجم مستشفيات جنوب قطاع غزة

(Getty) الاحتلال اعتقل 100 فلسطيني من داخل مجمع ناصر الطبي ويمنع وصول قافلة مساعدات ضرورية له

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم 134 على التوالي، إذ يستمر جيش الاحتلال في قصف مناطق عدة في القطاع، بالإضافة إلى الاستمرار في العملية البرية المكثفة في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، حيث استهدف مجمع ناصر الطبي، على مدار الأيام الماضية.

ومع تواصل التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح، أكدت محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة أن على إسرائيل، احترام الإجراءات التي سبق أن أعلنتها، فيما يتعلق بقطاع غزة.

أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 5 مرضى في مجمع ناصر الطبي، الذي حوله جيش الاحتلال إلى ثكنة عسكرية

وقالت محكمة العدل الدولية في بيان لها، إن "هذا الوضع المقلق (في الإشارة إلى نية الاحتلال الهجوم على مدينة رفح)، يتطلب التنفيذ الفوري والفعلي للإجراءات التي صدرت عن المحكمة في قرارها المؤرخ في 26 كانون الثاني/يناير 2024، والتي يشمل تنفيذها كل أنحاء قطاع غزة بما فيها رفح، بحيث لا يستدعي هذا الأمر إعلان إجراءات إضافية".

من جانبها، قالت حركة حماس: "نرحّب بقرار محكمة العدل الدولية الذي أصدرته استجابةً للطلب المستعجل من جمهورية جنوب أفريقيا بشأن الوضع في مدينة رفح، والتي أكّدت فيه ضرورة التنفيذ الفوري للتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة، ومسؤولية كيان الاحتلال الكاملة عن سلامة وأمن الفلسطينيين في قطاع غزة، وندعو المحكمة إلى تطوير قرارها إلى أمرٍ مباشرٍ وواضحٍ بوقفِ هذا العدوان الوحشي المُفضي إلى الإبادة، ضد المدنيين العزَّل في قطاع غزة".

وأضافت: "على مجلس الأمن الدولي تحمُّل مسؤولياته تجاه ما يجري من جرائم في قطاع غزة، وأن يترجم حكم محكمة العدل الدولية فورًا إلى قرارات فاعلة تُلزِم كيان الاحتلال الإرهابي بوقف حرب الإبادة التي يشنّها ضد المدنيين في قطاع غزة، وتمنع توسّع الكارثة الإنسانية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين".

حرب المستشفيات

وعلى صعيد مجمع ناصر الطبي، فقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اعتقال 100 فلسطيني من داخله، مع تحويل قسم منه إلى ثكنة عسكرية.

وفي آخر تحديث وصل صباح اليوم من وزارة الصحة، أكدت قيام الاحتلال باعتقال مجموعةكبيرة من الطواقم الطبية، من داخل مجمع ناصر الطبي.

وقالت وزارة الصحة: "قوات الاحتلال الإسرائيلي لا زالت تحتجز مجموعة كبيرة من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين في مبنى الولادة وتخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية وغير إنسانية".

وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تبقي 5 كوادر طبية مع 120 مريضًا في مبنى ناصر القديم، وتتركهم بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا أوكسجين"، مضيفةً: "لا زالت الكهرباء مقطوعة عن مجمع ناصر الطبي، نتيجة توقف المولدات مما ينذر باستشهاد الحالات التي تحتاج إلى أوكسجين".

وأكدت وزارة الصحة على أن "الاحتلال الإسرائيلي، يمنع إخلاء الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي إلى مستشفيات أخرى، من أجل إنقاذ حياتها". كما أكدت مصادر محلية ووزارة الصحة، على احتجاز جيش الاحتلال، قافلة مساعدات، كانت في طريقها إلى مجمع ناصر الطبي، تحمل الوقود، الضروري لتشغيل الأجهزة الأساسية في المجمع.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 5 مرضى في مجمع ناصر الطبي، الذي حوله جيش الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، نتيجة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطة الأوكسجين.

من جانبه، قال الهلال الأحمر في غزة للتلفزيون العربي: "طواقمنا في مستشفى الأمل تعرضت للتنكيل وقوات الاحتلال صادرت الأموال وخربت الأقسام فيه"، مؤكدًا على أن "الكوادر الصحية في مستشفى الأمل تواصل جهود إغاثة الجرحى والمرضى رغم استمرار الحصار".

وأضاف الهلال الأحمر: "قوات الاحتلال لا تزال تمنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى مستشفى الأمل".

قصف متواصل

على الصعيد الميداني، قالت مصادر طبية إن عددًا من الفلسطينيين، استشهدوا جراء قصف لطائرات الاحتلال استهدف منزلًا بحي الجنينة وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

كما واصلت قوات الاحتلال قصفها المدفعي المكثف على حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال غارة على بلدة القرارة شمالي خانيونس، وأخرى على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال حي الشيخ رضوان من المدينة. بالإضافة قصف بيت حانون شمالًا، ودير البلح في المحافظات الوسطى.

وقال مراسل "الترا فلسطين"، إن قصف الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بركة الشيخ رضوان، خلف 10 شهداء.

كما نفذت قوات الاحتلال غارات في شارع السكة بمخيم جباليا، أدت إلى تدمير مربع سكني يعود إلى عائلة عفانة والصباح، مما أدى إلى استشهاد سيدة وجنينها.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة العدوان على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 28775 شهيدًا، و68552 إصابة، إضافة إلى آلاف الضحايا، الذين ما زالوا  تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.

أبو عبيدة.. كلمة بعد شهر

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في كلمة هي الأولى منذ شهر: "مجاهدونا يوقعون في جيش العدو خسائر فادحة، لم يسبق لها مثيل في تاريخ ثورة شعبنا". مضيفًا: "كلما ظن العدو أنه بات آمنًا في منطقة محروقة من الأرض خرج له، مجاهدونا من حيث لا يحتسب في عمليات نوعية".

وأضاف أبو عبيدة: "بالتوازي فإن المعارك مع مقاتلي أمتنا وقوى المقاومة تتواصل على كافة الجبهات بل وتتسع وتتعاظم أمام عنجهية العدو وغطرسته وعدوانه النازي الهمجي".

وعلق أبو عبيدة على حديث الاحتلال عن تفكيك كتائب حماس، بالقول: "يدعي الاحتلال تحقيق إنجازات مزعومة في الميدان، ويواصل إعلانه عن إبادة متخيلة لكتائب عسكرية، فهذا العدو المتفكك المتنازع المأزوم لا يثق به أقرب أصدقائه ولا يصدقه حتى حلفائه ولا يستطيع أن يقنع جمهوره، رغم كل أكاذيبه بأنه انتصر أو ينتصر أو يحقق أهدافه".

أمّا بما يخص الأسرى في قطاع غزة، قال الناطق باسم القسام: "الخسائر في صفوف أسرى العدو باتت كبيرة جدًا، ولم نكن نود أن يصل الحال إلى هذه المرحلة من الخسائر ومعاناة الأسرى، فقد حاولنا حماية ورعاية هؤلاء الأسرى، منذ شهور وصولًا إلى هدف إنساني سام ونبيل وهو تحرير أسرانا المظلومين المقهورين وتحقيق حقوق شعبنا المشروعة والإنسانية".

وتابع في السياق نفسه، بالقول: "لا نزال نسعى للحفاظ على أسرى العدو بكل السبل، وكنا قد حذرنا عشرات المرات من المخاطر التي يتعرض لها أسرى العدو لدى المقاومة والخسائر في صفوفهم منذ بداية الحرب لكن قيادة الاحتلال تجاهلت مصير أسراها وتعمد الجيش النازي الصهيوني قتل أسراه وإصابتهم".

وأضاف أبو عبيدة: "في هذه الأثناء يعيش أسرى العدو المصابين والمرضى أوضاعًا صعبة للغاية، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة وهذا ليس مستغربًا، فكل ما يعانيه شعبنا من جوع وعطش وانعدام للمستلزمات الطبية وغيرها يعانيه أيضًا أسرى العدو. وقيادة العدو وجيشه الهمجي هم وحدهم من يتحمل هذه المسؤولية كاملة فالوقت ينفذ بشكل متسارع جدًا وقد أعذر من أنذر". 

عمليات متواصلة

قالت سرايا القدس: "قصفنا عصر يوم الجمعة مدينة عسقلان ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية ردا على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا".

في سياق آخر، نفذ الفلسطيني فادي جمجوم من مخيم شعفاط، عملية إطلاق نار شرق أسدود جنوبي فلسطين المحتلة، مما أدى إلى مقتل مستوطنين، واستشهاد المنفذ، على يد مستوطن مسلح.

قال مراسل "الترا فلسطين"، إن قصف الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بركة الشيخ رضوان، خلف 10 شهداء

من جانبه، أعلن حزب الله اللبناني، عن تنفيذ 5 عمليات إطلاق صواريخ واستهداف، تجاه المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية على الحدود الشمالية.

بدوره، قال المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين: "استهدفنا سفينة نفطية بريطانية في البحر الأحمر بعدد كبير من الصواريخ وحققنا إصابات مباشرة".