13-فبراير-2024
فلسطينيون بين الركام

(Getty) أسفر القصف الإسرائيلي عن ارتقاء عدد من الشهداء برفح ومخيم النصيرات

لليوم الـ130، تتواصل المذبحة الإسرائيلية في قطاع غزة، بينما تستمر التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة في القطاع، وحمام دم برفح في حال اجتياحها، ولكن دون أي خطوات جدية تُجبر "إسرائيل" على وقف عدوانها، أو على الأقل تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية، سواء لناحية حماية المدنيين أو إدخال المساعدات الإنسانية.

وكما يحدث منذ أربعة أشهر، تعرّض القطاع الليلة الماضية وصباح اليوم الثلاثاء، لقصف عنيف طال مناطق متفرقة وأدى إلى استشهاد وإصابة العشرات في وقت لم تعد فيه المستشفيات المتبقية قادرة على التعامل مع الجرحى والمرضى.

شهداء في رفح ومخيم النصيرات

واستُشهد 5 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "قدوحة" في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، الذي تعرّض لقصف مكثّف طال كذلك منزلًا لعائلة "درويش" بمخيم 2، وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

حذّرت "منظمة العفو الدولية" من خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك تواجهه مدينة رفح في حال تنفيذ جيش الاحتلال لعمليته العسكرية المرتقبة في المدينة المكتظة بالنازحين

واستُشهدت طفلة، وأُصيب 4 مواطنين على الأقل، جراء قصف قوات الاحتلال حي البرازيل بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. فيما أدى انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، المحاصر من قِبل قوات الاحتلال منذ عدة أيام، إلى استشهاد طفلة مصابة.

وشنّت طائرات الاحتلال أكثر من 10 غارات شرق مدينة رفح. واستهدفت طائرة مسيّرة من نوع "كواد كابتر" منزلًا يعود لعائلة "عابد" بشارع عوني ضهير برفح، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتعرّضت المناطق الغربية والشرقية من مدينة خانيونس لقصف مدفعي استمر عدة ساعات بعد منتصف الليلة الماضية. وشنّت طائرات الاحتلال غارة على محافظة شمال غزة، وأخرى على مخيم البريج وسط القطاع.

ومع استمرار العدوان، ارتفع عدد الضحايا، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس الإثنين، إلى 28.340 شهيدًا و67.984 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وأفادت الوزارة بارتكاب قوات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، 19 مجزرة راح ضحيتها 164 شهيدًا و200 مصاب. ولفتت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

رفح في مواجهة خطر الإبادة الجماعية

في غضون ذلك، لم تتوقف التصريحات الإسرائيلية عن العملية البرية المرتقبة بمدينة رفح، والتي تُقابل بتحذيرات دولية مستمرة من التداعيات الكارثية للهجوم على أكثر من 1.5 مليون شخص، بينهم أكثر من مليون نازح، ليس لديهم أي مكان يمكنهم اللجوء إليه في حال بدء تنفيذ العملية.

وأكدت "منظمة العفو الدولية" أن هناك: "خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك" في مدينة رفح التي قالت، في منشور على منصة "إكس"، إن عدد سكانها: "تضاعف خمس مرات منذ بدء الهجوم الإسرائيلي" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما لفتت في منشور آخر، إلى أن: "معظم النازحين في رفح فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة بعد أن أمرتهم السلطات الإسرائيلية بـ(الإخلاء)".

واعتبر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس الإثنين، أن احتمال أي توغل عسكري كامل في رفح سيكون مرعبًا، نظرًا لإمكانية تعرض عدد كبير للغاية من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، للقتل والإصابة.

وقال تورك في بيان صحفي إن هناك 1.5 مليون فلسطيني مكتظون في رفح بلا مكان آخر يفرون إليه. وأضاف: "منذ وقت ليس ببعيد، أشرت إلى المعاناة التي تفوق التصور التي يواجهها الفلسطينيون في غزة. واليوم، وللأسف، ونظرًا لعمليات القتل والدمار التي وقعت حتى الآن في غزة، فمن الممكن أن نتصور تمامًا ما ينتظرنا في رفح".

وأكد أن هذا التوغل يعني أيضًا نهاية المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل وتوزع. وحذّر من أن هذا الأمر ستترتب عليه آثار جسيمة على قطاع غزة بأكمله، بما في ذلك مئات الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر الجوع الشديد والمجاعة في الشمال.  

الأوضاع الإنسانية مستمرة في التدهور

إنسانيًا، تستمر المعاناة التي تتفاقم يومًا بعد آخر في ظل شح المواد الغذائية، ومنع "إسرائيل" إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، وانتشار الأمراض المعدية وتفشي الأوبئة، بالإضافة إلى البرد والأمطار التي تعصف بخيام النازحين المتداعية.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن أنشطة الإغاثة في رفح تزداد صعوبة بسبب العملية العسكرية الجارية، والضغوط على المدينة.

وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولين أوروبيين، إلى الانعدام الحاد للأمن الغذائي في قطاع غزة، سيما بمحافظة شمال غزة التي تواجه خطر المجاعة، إذ يوجد فيها نحو 300 ألف شخص قال إن "الأونروا" لا تستطيع الوصول إليهم بقوافل المساعدات منذ 23 كانون الثاني/يناير الفائت.

ولفت إلى أنه لدى الوكالة مساعدات غذائية تكفي مليون شخص لمدة شهر عند ميناء أسدود، ولكن التعليمات صدرت: "للمتعاقد بعدم التعامل مع هذه الشحنة أو نقلها لأنها متجهة لوكالة الأونروا".

وتطرّق لازاريني إلى أعداد ضحايا العدوان المتواصل على غزة، حيث قال إن 5% من سكان القطاع، أي أكثر من 100 ألف شخص، قد قُتلوا أو أُصيبوا أو فُقد أثرهم خلال 4 أشهر فقط. وذكر أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل بالقطاع، 1% من إجمالي عدد النازحين، غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

مقتل 3 عسكريين إسرائيليين بغزة

أما على الصعيد الميداني، فتشهد محاور القتال في قطاع غزة معارك مستمرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي تتكبّد خسائر فادحة، يوميًا، في القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، مقتل 3 عسكريين وإصابة اثنين آخرين خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة. فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنهم: "سقطوا جنوب قطاع غزة نتيجة انفجار عبوة ناسفة داخل مبنى".  

ويوم أمس الإثنين، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اشتباك عناصرها مع مجموعة من جنود الاحتلال والإجهاز على 10 منهم من نقطة صفر في منطقة عبسان الكبيرة، شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

وتمكّن مقاتلو الكتائب أيضًا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة، وأوقعوها بين قتيل وجريح في المنطقة نفسها. فيما أعلن الناطق العسكري باسم الكتائب، أبو عبيدة، مقتل ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين الثمانية الذين أعلن، في وقت سابق، عن إصابتهم بجروح خطيرة إثر الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.