19-يونيو-2023
;k

لأوغندا تاريخٌ مع الحركات المسلحة والحرب الأهلية. (GETTY)

نفّذت "القوات الديمقراطية المتحالفة" المرتبطة بتنظيم الدولة الذي يطلق عليه اختصارًا اسم "داعش"، هجومًا دمويًا في غربي أوغندا استهدف مدرسة "لوبييريها" الثانوية الواقعة بمدينة مبوندوي، وأوقع الهجوم ما لا يقل عن عن 42 قتيلًا، وهو رقم مرشّح للزيادة بسبب اختطاف المتمردين لعدد من طلاب المدرسة معظمهم من الفتيات، وفي ظل وجود ثمانية أشخاص في حالة حرجة.

وتطارد قوات الأمن والجيش الأوغندي المتمردين الذين فرّوا نحو إحدى أكبر الغابات الواقعة في الكونغو الديمقراطية وهي حديقة "فيرونغا". ويأتي الهجوم الجديد على إثر هجوم مشابه نفذته نفس الحركة المرتبطة بداعش لكن هذه المرة في قرية واقعة بالكونغو الديمقراطية.

يشار إلى أن لأوغندا تاريخًا مع الحركات المسلحة والحرب الأهلية التي انطلقت نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من تفكك معظم أطراف الصراع في تلك الحرب، إلا أنّ بعضها ما يزال فاعلًا، ويعد تنظيم "القوات الديمقراطية المتحالفة" أبرز الحركات المناوئة للدولة والتي تتبنى العنف المسلّح ضدّ الدولة في أوغندا بذريعة "حربها على المسلمين"، ويتّخذ تنظيم "القوات الديمقراطية المتحالفة" من الكونغو الديمقراطية مقرًا له.

لأوغندا تاريخٌ مع الحركات المسلحة والحرب الأهلية التي انطلقت نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من تفكك معظم أطراف الصراع في تلك الحرب، إلا أنّ بعضها ما يزال فاعلًا.

ويعد الهجوم الذي استهدف مدرسة "لوبييريها"، أول هجوم من نوعه على مدرسة أوغندية منذ 25 عامًا، إذ تعرض 80 طالبًا في حزيران/يونيو 1998 بمعهد كشوامبا للحرق في مسكن طلابي على يد القوات الديمقراطية المتحالفة، وخُطف في ذات الهجوم أيضًا أكثر من 100 طالب.

ووقع الهجوم الجديد، الذي أثار امتعاضًا واسعًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، مساء الجمعة في حدود منتصف الليل، على مدرسة يوجد فيها أكثر من 60 طالبًا يقيم معظمهم في حي تابع للمدرسة.

وبحسب المتحدث باسم الشرطة الأوغندية فريد إينانغا فقد تعرض مسكن الطلاب للحرق، وأكّد الجنرال في الجيش الأوغندي ديك أولوم لوسائل الإعلام أن بعض "طلاب المدرسة أحرقوا أو قطعوا إربًا حتى الموت" على حدّ وصفه.

مضيفًا أن "آخرين، ومعظمهم من الفتيات، اختطفوا من قبل الجماعة".

وأردف المصدر الأوغندي أن "بعض الجثث تفحّمت بشكل سيء وستكون هناك حاجة لإجراء فحص الحمض النووي للتعرف عليها".

ونقلت وسائل إعلام غربية، بينها بي بي سي،  أن المهاجمين "أشعلوا النيران في مراتب النوم الخاصة بالطلاب ويعتقد أيضًا أنهم فجروا قنابل في المنطقة".

كما رجّحت مصادر أخرى، أن يكون من بين الضحايا، أشخاص من  المجتمع المحلي الأوسع.

ويشار إلى أن عددًا من طلاب المدرسة التي تعرضت للهجوم  ما يزالون في "عداد المفقودين"، في ظل تأكيدات رسمية أن المهاجمين اختطفوا عددًا من طلاب المدرسة.

وفي هذا السياق أكّد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوغندية فيليكس أن "قوات بلاده تلاحق العدو لإنقاذ المختطفين وتدمير الجماعة"، على حد تعبيره.

kjh
المهاجمون أحرقوا مسكنًا للطلاب تابعًا للمدرسة أُناء نومهم. (GETTY)

وكان المهاجمون قد اختفوا في حديقة "فيرونغا" الكبيرة التي تعد أقدم وأكبر حديقة وطنية في إفريقيا. مع الإشارة إلى أن الجماعة المهاجمة تتخذ من حديقة "فيرونغا" ذات المساحة الشاسعة "مقرًا ومخبئًا لها".

بعد الهجوم مباشرة نشر الجيش الأوغندي طائرات للمساعدة في تعقب الجماعة المتمردة.

يذكر أنّ أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية نفذتا قبل الهجوم عمليات عسكرية مشتركة في شرق الكونغو لمنع وقوع هجمات من قبل القوات الديمقراطية المتحالفة.

وفي ردود الفعل الدولية أدانت الهجوم مؤسسة التعليم فوق الجميع وهي إحدى أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات دولية لدعم الحق في التعليم الآمن والجيد.

أطراف الصراع الأوغندي

تشكلت القوات الديمقراطية المتحالفة، التي تعد حاليًا أحد أبرز أطراف الصراع في أوغندا، في التسعينيات وذلك في مناطق الشرق الأوغندي، ورفعت الحركة سلاحها في ضد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بذريعة "اضطهاد الحكومة للمسلمين".

kh
من آثار  الهجوم الأخير على المدرسة في مبوندوي. (GETTY)

وتعرضت الحركة لهزيمة كبيرة مطلع العام 2001، ما اضطرها إلى مغادرة الأراضي الأوغندية نحو مقاطعة "نورث كيفو" في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما تلقت الحركة ضربة قوية في عام 2015 لدى اعتقال قائدها ومؤسسها جمال ماكولو في تنزانيا، إذ ما يزال في السجن حتى اللحظة، ليتولى بعده قيادة الحركة موسى سيكو بالوكو الذي أعلن الولاء لداعش عام  2016، ولكن التنظيم لم يبارك أنشطته إلا في نيسان/إبريل من العام 2019.

وتوسعت أهداف الحركة في عام 2021، لتطال العاصمة الأوغندية كمبالا عندما نفذت تفجيرات انتحارية، كما طالت أعمالها مناطق أخرى في البلاد، في تحول وصف بالنوعي.