أقرّ المسؤولون في كييف في بطء وتيرة الهجوم المضاد، في وقت تتحدث فيه موسكو عن فشله مع حديث مسؤولين غربيين عن أن الهجوم المضاد الذي يقترب من استكمال شهره الأول لم "يرق إلى مستوى التوقعات". وفي المقابل أطلق مالك مجموعة فاغنر تصريحات نارية جديدة اتهم فيها وزارة الدفاع الروسية بمحاولة تضليل بوتين بتقديم معلومات مغلوطة متحدثًا عن استعادة القوات الأوكرانية مناطق شاسعة كانت تسيطر عليها القوات الروسية.
أقرّ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن الهجوم المضاد الذي يقترب من دخول شهره الأول يتقدم "بشكل بطيء"
وفي التفاصيل أقرّ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن الهجوم المضاد الذي يقترب من دخول شهره الأول يتقدم "بشكل بطيء"، و"أن التقدم في ساحة المعركة أبطأ مما كنا نرغب"، حسب تعبيره.
وقال زيلنسكي: "يعتقد البعض أن هذا فيلم هوليوودي ويتوقعون النتائج الآن. الأمر ليس كذلك".
وفي ذات السياق أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، أمس الخميس، أن الهجوم المضاد "سيستغرق وقتًا"، وكشف شميغال على هامش مؤتمر لإعادة إعمار أوكرانيا في لندن، أن قوات بلاده "ستقوم بعمليات هجومية ذكية للغاية"، مذكرًا بهدف الهجوم المضاد المتثمل بتحرير واستعادة كافة الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا.
ولفت شميغال الانتباه إلى أن الهجوم المضاد "عبارة عن عدد من العمليات العسكرية. أحيانا تكون هجومية ومرات أخرى دفاعية". مشيرًا إلى أن الروس استعدوا لهذا الهجوم جيدًا، ولذلك بدأ الهجوم بطيئًا نظرًا لكثرة الألغام التي تصعب الحركة.
وفي سياق متّصل قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس، إن مخابرات بلاده "تعتقد أن موسكو تخطط لهجوم في محطة زاباروجيا النووية سيترتب عليه خروج إشعاعات نووية من أكبر محطة نووية في أوروبا".
وأكّد زيلينسكي أن "المخابرات الأوكرانية تلقت معلومات تفيد بأن روسيا تدرس سيناريو القيام بعمل إرهابي في محطة زابوريجيا النووية، وسيترتب عليه خروج إشعاعات نووية… حضروا كل شيء لهذا العمل" وفق قوله.
ونفى الكريملن تلك المعلومات واصفًا تصريحات زيلينكسي بأنها "كذبة أخرى"، وأشار بيان الكرملين إلى أنّ فريقًا من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة زار المحطة ومنح كل شيء تصنيفًا عاليًا.
حذر روسي
أفادت المصادر الرسمية الروسية أن القوات الأوكرانية، قللت من عملياتها شرق أوكرانيا وجنوبها بشكل مؤقت، ضمن هجومها المضاد، وتقوم حاليا بإعادة تجميع القوات "بعدما تكبدته من خسائر" حسب وزارة الدفاع الروسية.
لكنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدا حذرًا في تصريحاته، حيث أقر بامتلاك كييف "قدرة هجومية" ما تزال تحتفظ بها على الرغم من وصفه للهجوم المضاد بالفاشل.
وقال بوتين: "يجب الافتراض أنّ الإمكانات الهجومية للخصم لم تُستنفد. لم يتمّ استخدام سلسلة من الاحتياطات الاستراتيجية، وأطلب أن يؤخذ هذا الواقع في الاعتبار عند توسيع العمل القتالي".
لكن في المقابل، وعلى الرغم من اعتراف كييف ببطء الهجوم المضاد، إلا أنّها تشدد على تحقيقه نتائج مهمة حيث تقول كييف إنها "استولت على ثماني مناطق محلية منذ مطلع حزيران/يونيو" مع أنها لم تدفع بعد بالجزء الأكبر من قواتها إلى المعركة.
مالك فاغنر يهاجم ويشكك في تقييم الدفاع الروسية
اتهم زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أمس الخميس وزارة الدفاع الروسية "بخداع الروس وإخفاء الحقيقة عنهم بشأن سير الهجوم الأوكراني المضاد"، مؤكدًا أن كييف تحقق انتصارات وتستعيد أراضي شاسعة من القوات الروسية.
وقال بريغوجين في رسالة صوتية عبر تطبيق تليغرام: "إن وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف يقدمان هراء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أمل أن تكون الأكاذيب مروعة بما يكفي للرئيس ليصدقها".
وأردف بريغوجين قائلًا: "لقد خسرنا مناطق شاسعة، فضلًا عن أن الخسائر في الصفوف الروسية ضخمة أيضا ويتم إخفاء مشاكل هائلة".
أفادت المصادر الرسمية الروسية أن القوات الأوكرانية، قللت من عملياتها شرق أوكرانيا وجنوبها بشكل مؤقت
ولتلافي تدهور الأوضاع على نحو أسوأ جدد بريغوجين الدعوة "إلى تعبئة ضرورية للحيلولة دون هزيمة روسيا في الحرب"، حسب قوله.
