الترا صوت – فريق التحرير
أصدر مجلس النواب الليبي الخميس قرارًا بتشكيل لجنة تضم عشرة من أعضائه لإعداد مقترح خارطة للطريق بعد التأكد من استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وأضاف المجلس أن اللجنة ستقدم تقريرها إلى مكتب هيئة الرئاسة خلال أسبوع لعرضه على مجلس النواب خلال جلسته القادمة.
أصدر مجلس النواب الليبي الخميس قرارًا بتشكيل لجنة تضم عشرة من أعضائه لإعداد مقترح خارطة للطريق بعد التأكد من استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها
والأربعاء اقترحت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا في بيان لها تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى كانون الثاني/يناير القادم. وقالت المفوضية إن تأجيل اقتراع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلى 24 كانون الثاني/يناير المقبل يتم بالتنسيق مع مجلس النواب الذي قالت إن عليه اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإزالة ما سمّته حالة القوة القاهرة التي منعتها من إعلان اللائحة النهائية للمترشحين. وأشارت المفوضية إلى أن مرحلة الطعون الانتخابية شكلت منعطفًا خطيرًا في مسار العملية بسبب قصور التشريعات فيما يتعلق بدور القضاء في مسألة الطعون والنزاعات الانتخابية.
اقرأ/ي أيضًا: توتر أمني في طرابلس ودعوات من أطراف ليبية لتأجيل الانتخابات الرئاسية
وتزامن اقتراح المفوضية العليا مع رسالة لرئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بمتابعة العملية الانتخابية الهادي الصغير الصغير إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يبلغه باستحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بسبب ظروف مرتبطة بتقارير أمنية وقضائية وأخرى فنية.
هذا وأكدت السلطات الليبية أن الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها اليوم الجمعة لن تجرى بعدما تقدمت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا الأربعاء باقتراح إلى مجلس النواب لتأجيلها إلى 24 كانون الثاني/يناير المقبل بدلًا من موعدها الأساسي، وأعلن مصدر حكومي ليبي ان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عاد لممارسة مهامه كرئيس للحكومة عقب الإعلان عن تأجيل الانتخابات. وأشار المصدر أن الدبيبة باشر مهامه الأربعاء الماضي، وأضاف اأنه من الناحية القانونية من حق الحكومة الاستمرار في أداء مهامها بسبب تأجيل الانتخابات، وعودة الدبيبة لعمله لا تخالف اتفاق ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي تم الاتفاق فيه على أن عمر حكومة الوحدة الوطنية هو 18 شهرًا قبل أن تسلم السلطة إلى حكومة منتخبة من الشعب.
خبر تأجيل الانتخابات أفرز عددًا من ردود الفعل الدولية، فقد طالبت السفارة الأمريكية في ليبيا الأطراف الفاعلة بالإسراع في معالجة العقبات التي تواجه العملية الانتخابية، وقالت في بيان لها إنه يتعين على القادة الليبيين ونيابة عن الشعب معالجة العقبات القانونية والسياسية لإجراء الانتخابات.
أما رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي فقد أعرب عن أمله بأن يتم استئناف عملية التشاور السياسي بين ما أطلق عليها مراكز القوى المختلفة في ليبيا وتحديد موعد جديد للانتخابات. من جانبه قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال إن فرنسا ما زالت متمسكة بحسن سير العملية الانتخابية حتى نهايتها، فيما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك أن بلادها تعمل بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة حتى تتم هذه الانتخابات لأنها ذات أهمية كبرى.
كما اعتبرت العضو السابقة في مجموعة الخبراء التابعة للأمم المتحدة أماندا كادليك أن الأمر يعد انتكاسة تعيد إغراق ليبيا التي عانت حربين أهليتين منذ عام 2011 في المجهول. هذا وأكدت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظروف مناسبة، وقالت المسؤولة الأممية في بيان لها الخميس إن ليبيا شهدت تحولًا من خطاب الصراع إلى خطاب الحوار السلمي. وأضافت وليامز حتى أولئك الذين حملوا السلاح ضد بعضهم البعض في العام الماضي استمروا في اللقاءات، ورأت أنه تم إحراز تقدم ملموس منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 واعتماد ملتقى الحوار السياسي الليبي لخارطة الطريق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 تحت أشراف الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار صامد مع حالة من الهدوء النسبي التي تسود جميع أنحاء البلاد.
وبخصوص الانتخابات التي كان مقررًا إجراؤها تحدثت المبعوثة الأممية عن الرغبة العارمة لليبيين في الذهاب إلى صناديق الاقتراع لتحديد مستقبلهم وإنهاء الفترة الانتقالية الطويلة من خلال إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة وذات مصداقية.
تحاول الأمم المتحدة إنقاذ خارطة الطريق المتفق عليها بين أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية
وتحاول الأمم المتحدة إنقاذ خارطة الطريق المتفق عليها بين أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي بشأن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، فقد اجتمعت وليامز مع عدد من الشخصيات والأطراف المحلية والمرشحين للانتخابات الرئاسية في شرق ليبيا وغربها. حيث تشير مصادر إلى أنها اقترحت إجراء الانتخابات في حزيران/ يونيو المقبل، إلا أن المبادرة لاقت معارضة من بعض الأطراف حتى المؤيدة لإجراء الانتخابات بسبب عدم انتفاء الأسباب التي دعت إلى تأجيل الانتخابات.