16-ديسمبر-2021

(Getty Images)

ألترا صوت-فريق التحرير

أكدت مصادر في العاصمة الليبية طرابلس نقل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى مكان آمن وذلك بعد حصار واقتحام مقر المجلس الرئاسي في طرابلس.

واقتحمت مجموعة مسلحة مقر المجلس في وقت متأخر من مساء الأربعاء فيما أشارت تلك المصادر إلى أن المسلحين يسيطرون الآن على المنطقة المحيطة بمقر المجلس ورئاسة الوزراء، فيما نقلت وسائل إعلام ليبية عن اندلاع اشتباكات بين القوات المكلفة بتأمين المجلس الرئاسي والمسلحين في طرابلس.

أوضحت المصادر أن مجموعات مسلحة موالية لعبد الباسط مروان هي التي حاصرت مقر المجلس الرئاسي

جاءت تلك التحركات بعد صدور قرار من المجلس الرئاسي بشأن إعفاء آمر المنطقة العسكرية في طرابلس عبد الباسط مروان و قرارًا بترقية العميد عبد القادر منصور سعد خليفة استثنائيًا من رتبة عميد إلى لواء وتعيينه آمراً لمنطقة طرابلس العسكرية، وأوضحت المصادر أن مجموعات مسلحة موالية لعبد الباسط مروان هي التي حاصرت مقر المجلس الرئاسي.

وجدير بالذكر أن اللواء عبد الباسط مروان سبق أن تعرض منزله لاقتحام من قبل عناصر مجموعة مسلحة أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي حيث تم تهديده، واتهم مروان حينها عناصر اللواء 444 بالوقوف وراء العملية.

هذا وتوعد قائد لواء الصمود صلاح بادي بأنه "لن تكون هناك انتخابات رئاسية ما دام الرجال موجودون"، كاشفًا عن اتفاق يقضي بإغلاق كل مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس. وفي تسجيل مصور تداولته مواقع التواصل الاجتماعي قال بادي في اجتماع في مصراته "نحن لسنا أصحاب ذمم رخيصة مثل الآخرين، ولا يمكن لأي أحد أن يشتري ذممنا، ولا نعمل لأي دولة من الخارج"، معلنًا رفضه للانتخابات بهذه الطريقة، وأضاف "ثورة 17 فبراير مستمرة ولن تنتهي"، وتابع " يكفينا أن كل الأحرار من كل المدن يتشرفون بالدفاع عن فبراير وعن كل المظلومين تحت رايتها "، مذكرًا أن "بنغازي تركت وحيدة تقاتل ودرنة تركت وحيدة لكن طرابلس ليست بنغازي"،  وشن بادي هجومًا لاذعًا على المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني ويليامز التي زارت أمس مصراته ووصفها بأبشع الألفاظ، واعتبرها "عميلة وشريكة للمجرمين" خلال الهجوم على طرابلس في نيسان/أبريل 2019  قائلًا "لن تبقى على أراضينا.

تصريحات بادي جاءت بالتزامن مع الأنباء القادمة من العاصمة طرابلس عن القوة العسكرية التي  دخلت إلى مقرات المجلس الرئاسي ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع.

التطورات الميدانية باتت تلقى بظلالها على المشهد السياسي، فقد بات خيار تأجيل الانتخابات في ليبيا يلوح في الأفق مع تواتر تصريحات مسؤولين ليبيين عن صعوبة الالتزام بموعد 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري لتنظيم الاقتراع الرئاسي. فقد طالب رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس النواب الليبي سليمان الحراري أمس الأربعاء أعضاء المجلس والمفوضية العليا للانتخابات بتحمل مسؤولياتهما والإعلان عن عدم القدرة على إجراء الانتخابات في الموعد المحدد، في حين صرح مصدر من مفوضية الانتخابات لقناة الجزيرة إن المفوضية سلمت تقريرًا إلى مجلس النواب تضمن العوائق والصعوبات القانونية والفنية التي تواجه إجراء الانتخابات الرئاسية، وأضاف المصدر أن المفوضية طالبت في تقريرها بتعديل القوانين الانتخابية وإصدار لائحة تنظيمية لعمل لجنة الطعون المتعلقة بالعملية الانتخابية.

عضو مجلس النواب علي التكبالي ذهب إلى القول إن الانتخابات "وهمية ومن يريدونها يريدون دخول ليبيا إلى حمام من الدم". مشيرًا إلى أن مجلس النواب الحالي "عاجز مثل الدولة ككل"، وأن ليبيا "لن تحل مشاكلها إلا بعد خمسين سنة".

بدوره قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن سبب حالة الانسداد التي وصلت إليها العملية الانتخابية هو القوانين الصادرة من رئاسة مجلس النواب والمجلس الأعلى للقضاء الذي أصدر لوائح مخالفة للتشريعات المنظمة لعمل المجلس، جاء ذلك خلال لقاء جمع المشري مع المستشارة الأممية الخاصة بليبيا ستيفاني وليامز أول أمس الثلاثاء وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس.

بالمقابل تبذل الأمم المتحدة مساعي مع الأطراف الليبية لإنقاذ العملية الانتخابية، فقد انتقلت المستشارة الخاصة الأمين العام للأمم في ليبيا ستيفاني ويليامز اليوم الخميس إلى سرت لحضور اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.

وبحثت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أمس الأربعاء في مدينة مصراتة مع مجموعة من القيادات العسكرية وأمراء الكتائب المسلحة بالمدينة العملية الانتخابية في ليبيا.

بحثت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أمس الأربعاء في مدينة مصراتة مع مجموعة من القيادات العسكرية وأمراء الكتائب المسلحة بالمدينة العملية الانتخابية في ليبيا

وبحسب ما نشر على حساب ويليامز على  تويتر فإن الاجتماع شهد مناقشة سبل تعزيز توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، بناءً على الاجتماع الأخير بين الفريق أول محمد الحداد والفريق أول عبدالرازق الناظوري، فضلًا عن مناقشة الجهود المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5+5، ووصفت ويليامز اللقاء بأنه "كان لافتًا إذ تميزت المداخلات بلُغة التهدئة وتغليب الحلول السياسية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الحكومة الليبية تتعقب الأموال التي نهبها القذافي وعائلته

المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يدعو إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية