25-أبريل-2016

من احتجاجات 25 أبريل (محمد الشاهد/أ.ف.ب)

مرَّت أحداث "25 أبريل" بالقاهرة، وسط تكثيف أمني على ميدان التحرير، والشوارع الجانبية للميدان. الأمن تصدى للمظاهرات وحاول محوها قبل أن تبدأ للسماح للمؤيدين للنظام بامتلاك الشارع، فقد نظّموا مظاهرات متوسطة الانتشار اقتصرت على ميدان "عابدين". رفعت المظاهرات المؤيدة صور عبد الفتاح السيسي، تأييدًا لقراره بالتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، واستمراره في الحكم، الأمر الذي ظلّ محل جدل منذ "جمعة الأرض". واستعدادًا للمواجهة، انتشرت قوات من الجيش المصريّ بالميادين بحجة تأمين المباني العامة والمصالح الحكومية، قبل يوم من المظاهرات.

تصدى الأمن المصري لمظاهرات "25 أبريل" وحاول محوها قبل أن تبدأ بينما سمح للمؤيدين للنظام بامتلاك الشارع

على الجانب الآخر، استعادت مظاهرات "جمعة الأرض" قوتها، واجتاحت منطقة وسط القاهرة مجددًا بمظاهرات بدا هدفها "رفض صفقة تيران وصنافير"، وانتهت إلى هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام". في ميدان "المساحة" بالدقي، دعا متظاهرون لانطلاق مسيرة تتجه إلى نقابة الصحفيين وتعرَّضت لهجوم من سيارة ترفع صورة السيسي، حيث قامت بدهس المتظاهرين. كذلك، في ميدان عبد المنعم رياض بوسط القاهرة، التقت مجموعات المتظاهرين لبدء مسيرة تتجه إلى دار القضاء العالي، المواجهة لنقابة الصحفيين، إلا أن الأمن اعترض الطريق على طريقة "لن تمرّوا"، مجهضًا مسيرة كانت على وشك أن تعيد إنتاج مشاهد الاحتجاجات أمام نقابة الصحفيين في "جمعة الأرض".

اقرأ/ي أيضًا: بسبب تيران وصنافير.. المصريون يكسرون قانون التظاهر

ووسط موجة الاعتقالات والحواجز الأمنية في طريق المظاهرات، المنددة بالتنازل عن تيران وصنافير، رفعت المظاهرات المؤيِّدة لـ"السيسي"، في طريقها إلى نقابة الصحفيين وميدان عابدين، أعلام المملكة السعودية، تأييدًا للقرار. كانت معلومات ترددت في الأوساط المصرية عن غضب رسمي سعودي من رد الفعل الشعبي على زيارة الملك سلمان إلى القاهرة، وتشير التوقعات إلى رفع أعلام المملكة في المظاهرات مصحوبة بصور "السيسي" لهذا السبب.

وشهد ميدان التحرير، الذي كان ساحة التجمع الرئيسية في ثورة 25 يناير عام 2011، إجراءات أمنية مشددة، وأغلقت محطة مترو أنفاق السادات، الواقعة في الميدان. وأغلقت قوات الأمن محيط مقر نقابة الصحفيين، وسط القاهرة، تحسبًا لتجمع المحتجين أمامها، بينما قالت نقابة الصحفيين المصرية إن قوات الشرطة احتجزت أربعة صحفيين لفترة قصيرة، بينما سمحت للمظاهرات المؤيِّدة للنظام بـ"كسر الحظر". وأشارت، في بيان، إلى أن القوات محت صورًا من كاميرا إحدى الصحفيات قبل إطلاق سراحها.

وتعليقًا على ذلك، قال خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إن "النقابة شهدت اليوم الإثنين، انتهاكات بالجملة من قِبل قوات الأمن، حيث أنهم سمحوا لبعض المؤيدين باقتحام النقابة أمام أعينهم، دون أن يردعوهم عن ذلك، فضلًا عن حملة الاعتقالات التي لحقت بالعديد من الصحفيين، بينما كانوا يؤدون عملهم". وأشار البلشي، في تصريحات صحفية، إلى أن "عدد الصحفيين الذين تم إلقاء القبض عليهم من محيط نقابة الصحفيين، وصل إلى 12 صحفيًا من مواقع وجرائد مختلفة"، لافتًا إلى أنه سلم قائمة بأسماء هؤلاء الصحفيين إلى مدير أمن الجيزة للنظر في الإفراج عنهم.

اقرأ/ي أيضًا: تيران وصنافير.. من المستفيد؟

على هامش احتجاجات "25 أبريل" قبض الأمن المصري على عدد كبير من الصحفيين 

فيما رفض محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إلقاء القبض على عدد كبير من الصحفيين اليوم من أمام النقابة وفي محيطها، قائلًا: "عدد المكالمات التي وصلت غرفة عمليات النقابة كان كبيرًأ جدًا اليوم وكلها كانت تبلغ عن صحفيين تم القبض عليهم". وتجاوزت أعداد المقبوض عليهم من غير الصحفيين 180 شخصًا، وذلك بعد إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، وحصار المسيرات، وفق رواية شهود عيان، بعدما حلَّقت طائرات حربية في سماء القاهرة للتحذير، والتهديد، وإشارة إلى فرض السيادة على المنطقة.

فيما ظهر الرئيس المخلوع حسني مبارك مجددًا، بعدما صدره أنصاره كتميمة للحفاظ على "تراب مصر". وزحف أنصار مبارك، اليوم، إلى مقر إقامته بمستشفى المعادي العسكري لتلقي العلاج، حاملين صوره وباقات الورود، ليظهر مجددًا، ويطلّ من شباك غرفته ملوِّحًا لهم. كان أنصار الرئيس المخلوع، المعروفون إعلاميًا بـ"آسف يا ريس"، هاجموا عبد الفتاح السيسي لتنازله عن "تيران وصنافير" باعتبارهما أراض مصرية، وحسب وصفهم، فقد كافح "مبارك" لاستعادة أرض سيناء.

اقرأ/ي أيضًا:

بعد "تيران وصنافير".. حلايب وشلاتين نحو الجنوب

تيران وصنافير.. الوقائع والخرائط والتاريخ!