11-نوفمبر-2023
دبابة إسرائيلية

لا يبدو القضاء على حماس هدفًا سهلًا (Getty)

رغم العدوان المستمر منذ أكثر من شهر على قطاع غزة، وإطلاق جيش الاحتلال لعمليته البرية أواخر الشهر المنصرم، إلا أن "حركة حماس" لا تزال تحتفظ بقوتها العسكرية، وبعيدة عن الانهيار، بحسب اعترافات ضباط جيش الاحتلال.

ونقل موقع "المونيتور" الأمريكي عن مصدر إسرائيلي كبير، رفض الكشف عن هويته، قوله إن مقاتلي "كتائب عز الدين القسّام" لا يزال بإمكانهم القتال والتحرك.  

قال خبراء عسكريون إن هدف "إسرائيل" القضاء على "حركة حماس" ليس بالأمر السهل عسكريًا

وأضاف: "إنهم يختبئون تحت الأرض، إنهم يتنقلون من الجنوب إلى الشمال عبر مترو الأنفاق"، في إشارة إلى شبكة الأنفاق الواسعة، التي حفرتها "حركة حماس" في قطاع غزة.

وأشار الضابط الإسرائيلي إلى أن هيكل القيادة والسيطرة لـ"حركة حماس" تحمّل العبء الأكبر من الأضرار حتى الآن، إلا أن معظم مقاتليها الذين يقدّر عددهم بـ 20 ألف مقاتل، لم يُصابوا بأذى.

ووصف ضابط آخر في جيش الاحتلال مدينة غزة بأنها: "مكتظة للغاية، وفيها مدينة تحت الأرض، بها مئات الكيلومترات من الأنفاق، تم بناؤها بحيث تكون قادرة على إيواء قوات كبيرة، وإمدادات وأوكسجين وأجهزة قيادة وسيطرة، وأعمدة لا نهاية لها يمكن أن تخرج من قلبها لضرب الجيش الإسرائيلي، وتعود على الفور إلى أعماق الأرض". وأضاف: "للتغلب على كل هذا، تحتاج إلى وقت".

وأشار خبراء عسكريون إلى أن هدف "إسرائيل" القضاء على "حركة حماس" ليس بالأمر السهل عسكريًا، وتوقعوا بأن تحقيق ذلك قد يتطلب أشهرًا وربما سنوات.

لكن من غير المرجح أن يكون لدى "إسرائيل" أشهر أو حتى أسابيع لتنفيذ خطتها، إذ تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القيام بإجراءات لكبح المشاعر القوية المؤيدة للفلسطينيين، ولمواجهة الضغوط السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، مما يزيد الضغط على حكومة الحرب الإسرائيلية.

وعلى الرغم من أن "إسرائيل" تواصل معارضتها الشديدة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية دون إطلاق سراح المحتجزين في غزة، والذين يقدر عددهم بنحو 240 رهينة، إلا أنها استجابت لطلب البيت الأبيض بـ"هدنة إنسانية" لعدة ساعات في اليوم، للسماح لسكان غزة بتخزين المواد الغذائية، وطلب الرعاية الطبية.

ويلفت "المونيتور" إلى أنه بغض النظر عن الكيفية التي تنتهي بها المرحلة الحالية من الحرب، فإن "إسرائيل" ستظل عازمة على إطلاق عمليات على غزة، تكون مماثلة للإستراتيجية المتبعة في الضفة الغربية، والتي تهدف لتفكيك البنية التحتية لـ"حماس"، وبالتالي إحباط جهودها، ودعم السلطة الفلسطينية في الوقت نفسه.

وتخطط "إسرائيل" أيضًا لإقامة منطقة عازلة بعرض لا يقل عن كيلومترين (1.3 ميل) على طول حدودها مع غزة لاستعادة الشعور بالأمن بين سكان مستوطنات غلاف غزة، الذين قد يفكرون بالعودة.

وبناءً على التصريحات الأخيرة لمسؤولي إدارة بايدن، يبدو أن "إسرائيل" لا تملك إجابة على السؤال الذي يصر عليه حلفاؤها، أي: من سيدير قطاع غزة ويحكم سكانه الذين يقدر عددهم بـ 2.3 مليون نسمة؟

وتميل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى تسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، التي هزمتها "حركة حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، ثم طردتها بعد ذلك من غزة. وسوف يحظى هذا الحل بدعم تحالف دولي، ربما يضم مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خلال الفترة الانتقالية.

لكن الموقع الأمريكي يعتبر أنه بالاستناد إلى التجارب السابقة، فمن غير المرجح أن تنجح هذه الخطط.