12-أبريل-2017

الرّوائي الكويتي طالب الرفاعي (1958)

يذكّرنا "الملتقى الثقافي" الذي يقيمه القاصّ والرّوائي الكويتي طالب الرفاعي (1958)، في بيته، بالكويت العاصمة، أمسية كلّ أربعاء منذ عام 2012، بالصّالونات الأدبية التي كان يقيمها بعض الكتّاب والمفكرين العرب في بيوتهم، خلال الثلثين الأولين من القرن العشرين، وقد صنعت من الوعي الفني والأدبي والفكري، لدى أجيال مختلفة، ما لم تصنعه مؤسسات حكومية بميزانيات ضخمة.

صنعت الصالونات الأدبية من الوعي الفني والأدبي، ما لم تصنعه مؤسسات حكومية بميزانيات ضخمة

صحيح أن موضة الصّالونات الأدبية المنزلية كانت موضة أثمرها سياق عرف بسلطة المثقف الفرد، كما يقول طالب الرّفاعي لـ"الترا صوت"، وتراجعت في ظلّ التحوّلات التي مسّت مفهوم التّواصل، وفي ظلّ جملة من التمزّقات التي طالت النسيج الثقافي العربي، لكنّها تبقى ضرورةً ملحة في الوقت الحالي أيضًا، خاصّة لردم الهوّة بين الجيل الجديد والجيل المؤسّس، باستثمار البعد الحميمي والعائلي الذي تتميّز به.

اقرأ/ي أيضًا: "جائزة الملتقى".. تختار "نكات المسلّحين"

من هنا، يقول الأديب طالب الرفاعي صاحب رواية "الثوب" ومدير الملتقى الثقافي إن النشاطات التي اقترحها "الملتقى الثقافي"، الذي يضمّ في عضويته كتّابًا كويتيين آخرين مثل فهد إسماعيل فهد وليلى العثمان، قد صبت في مسعى تجسير العلاقات بين المبدعين، على اختلاف وجوههم ووجهاتهم واتجاهاتهم، وبين الفنون نفسها، إذ لم يتمّ الانغلاق على الأسئلة الأدبية فقط، في تكامل مع نشاطات المنظمات الأهلية والرّسمية مثل "رابطة كتاب الكويت" و"المجلس الأعلى للآداب والفنون".

ووفاء لتقليده السّنوي منذ تأسيسه، خصّص "الملتقى الثقافي" الذي بات مشرفًا على أكبر مسابقة عربية في القصّة القصيرة، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الكويت، حفل اختتام دورته السّادسة لأمسية شبابية، توجهت إلى الاحتفاء بالإصدارات الجديدة لنخبة من الأقلام الكويتية الجديدة.

على الجيل الجديد ألا يهدر جهوده ووقته وأعصابه في البحث عن النقاد

اقرأ/ي أيضًا: في صالون العقاد

حيث تحدّثت الروائية زينب العنزي عن روايتها "روح وجسد" (دار الفراشة)، والروائية ريما إبراهيم عن روايتها "الهوية 2000" (دار الفراشة)، والقاصّة خالدة الثويني عن مجموعتها الأولى "وشوشة بحر" (دار نوفا بلس)، والكاتب حمد الشريعان عن نصوصه "مطلع الهجر" (دار بلاتنيوم)، والروائية هبة مندني عن روايتها "يكفي لا أريد سماع المزيد"، والقاصّة شمّة العنزي عن مجموعتها "أفواه وأمنيات" (دار مسارات)، والكاتب ناصر البراعصي عن روايته "يحسبه الظمآن ماء" (دار نوفا بلس)، والكاتبة المسرحية تغريد الداود عن نصوصها "مطلوب مهرجين"، والرّوائية فاطمة محمد بروايتها "ضلعي الأعوج" الصّادرة عن ذات السّلاسل.

واشتركت هذه الأعمال في الاشتغال على هواجس ذات صلة بالواقع الكويتي والخليجي والإنساني، خاصّة تلك المتعلّقة بسياقات العنف والإرهاب في المنطقة والعالم، بلغة جديدة تتمايز عن لغة الجيل القديم. من هنا، قال الكاتب محمد جواد إنه على الجيل الجديد ألا يهدر جهوده ووقته وأعصابه في البحث عن النقاد، ذلك أن العمل الجيد، بحسبه، يشقّ طريقه إلى القارئ بدون واسطة أو علاقات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب.. وداعًا للمألوف الثقافي؟

السنعوسي في مصيدة فئران كامو