14-يونيو-2018

أثارت الخطوة السعودية نقمة عند الجمهور المغربي (Getty)

منذ أن اقتربت ساعة الحسم في هوية الملف الذي سيستضيف كأس العالم سنة 2026، كانت مفردات من قبيل "الخيانة" و"الأشقاء" الأكثر تداولًا في مواقع التواصل الاجتماعي عند المغاربة الذين تجرعوا مجددًا مرارة الخيبة، وباءت محاولتهم الخامسة بالفشل في نيل شرف استضافة المونديال.

أقنعت السعودية ما يزيد عن خمس وأربعين دولة، تحديدًا في قارة آسيا، بالتصويت ضد الملف المغربي

غير أن الفريد هذه المرة سيما بعد اعتماد الفيفا لمبدأ "الشفافية" في الكشف عن المصوتين وما آلت إليه حسابات كل دولة في السباق حامي الوطيس من أجل الظفر بحق التنظيم "المأمول"، يكمن في الهجوم الكاسح و"الحرب الطاحنة" التي شهدتها وتشهدها ساحات السوشال ميديا، والتي استعرت حدتها منذ الإعلان عن النتيجة النهائية التي صبت لمصلحة الملف الثلاثي (أمريكا وكندا والمكسيك).

فتش عن السعودية

منذ فترة كشف رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ، عن عزم بلده دعم الملف الأمريكي مؤكدًا أن المغرب لم يطلب "المعونة" منهم، بل لجأ إلى قطر، وعليه فإن المملكة ستبحث عما أسماه "مصالحها" أولًا وأخيرًا .

وبالفعل لم يدخر السعوديون أدنى جهد في محاربة الملف المغربي في السر والعلن، حتى أن بعض الدول تراجعت عن موقفها الأول بالتصويت "للشقيق المغربي" بعد أن لوح الطرف السعودي بورقة "المعونات" و"المال"، وهي نفسها اللعبة التي لعبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الدول الأفريقية التي تراجع أغلبها عن وعدها الصريح والعلني بالوقوف مع الممثل الأفريقي، من أجل احتضان التظاهرة الأكبر للمرة الثانية بعد دورة جنوب أفريقيا 2010.

اقرأ/ي أيضًا: تركي آل الشيخ.. بلطجي ابن سلمان في الشارع المصري

ولعل تغريدات آل الشيخ وطلاته الإعلامية عبر إحدى القنوات الأمريكية مكررًا أنه مع الملف الأمريكي قلبًا وقالبًا خير دليل على "المجهود السعودي الخارق" في تجديد الولاء المطلق "للماما أمريكا"، بعيدًا عن "بلاد العرب أوطاني" وغيرها من المجازات التي لم تعد تستخدم حتى كشعارات حماسية.

كانت النتيجة "مثمرة" للغاية حيث نجح هؤلاء في إقناع ما يزيد عن خمسة وأربعين دولة، تحديدًا في قارة آسيا، بالتصويت ضد "الشقيق" الذي يستغرب الكثيرون تعامل مسؤوليه بالكثير من "التردد" مع هذا الموقف السلبي، ممن يسمونها "بالشقيقة الكبرى".

ماذا بعد الصفعة الجديدة؟

ماذا بعد الصفعة الجديدة؟ هكذا يتساءل الكثير من المغاربة لاسيما أن "الطعنات السعودية" أضحت لا تحتمل وعصية حتى على العد، والمؤكد أن جولة في الشارع المغربي اليوم ستجعلك تتوقف عند هذا الموضوع، الذي يكتسح المشهد ولسان حال هؤلاء يقول: إلى متى؟ ولماذا علينا تكبد كل هذه الإهانات؟ كما أن التنديد بالخطوة السعودية لم يقتصر على الشارع المغربي، وشارك به ناشطون وصحافيون عرب.

ومن الأمور المثيرة للاهتمام عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد كتابة آخر سطر في موضوع تنظيم المونديال وتحول الحلم المغربي إلى كابوس، هي الدعوات المكثفة لتشجيع ومؤازرة البلد المنظم روسيا في مباراة الافتتاح مع السعودية، التي ستعقد اليوم، مع تشديد الكثير من المغاربة على الوقوف إلى جانب منتخبي تونس ومصر كممثلين للكرة العربية.

فيما دعا آخرون للانسحاب من بطولة "كأس العرب" التي ينظمها الاتحاد العربي، ويرأسه تركي آل الشيخ نفسه، مع العلم أن الأخير تعرض لموقف محرج في إحدى ساحات العاصمة الروسية موسكو، حيث قوبل بهجوم واسع من الشباب المغربي الذين رددوا أمامه "السعودية خونة".

لتكون الخلاصة أن "نكسة" تنظيم المونديال أسقطت القناع وعرت الحقيقة السعودية التي ظل الكثير من المغاربة يرفضون الجهر بها، لكن ما يتساءل عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، هو هل من الممكن أن يتقاطع "الموقف الشعبي" اليوم مع الموقف الرسمي في هذا الملف بالذات؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا صوتت السعودية للمرة الثانية ضد استضافة المغرب لكأس العالم؟

المغرب تبكي حلم 2026.. ألم الطعنة في الظهر