13-يونيو-2018

من اجتماع الفيفا في موسكو (Getty)

فازت قارّة أمريكا الشمالية بشرف استضافة النسخة الثالثة والعشرين من كأس العالم 2026، متمثّلة بثلاث دول هي كندا وأمريكا والمكسيك، وذلك على حساب المغرب التي حاولت كثيراً أن تحظى بهذا الشرف في السابق ولم تنجح في كلّ مرّة، بينما استضافت المكسيك البطولة مرّتين أعوام 1970، و1986، والولايات المتحدة مرّة عام 1994.

اجتمعت الجمعية العمومية للفيفا في موسكو قبيل ساعات من الاحتفال بانطلاق كأس العالم، وخلافاً لما كان معتادًا عليه في السابق، صوّتت كافة الدول المنضوية تحت لواء الفيفا من أجل حسم مصير استضافة كأس العالم 2026، وهي قرابة 200 دولة، مع الأخذ بعين الاعتبار حرمان الدول المنافسة على الاستضافة من التصويت. وقبل البدء بالاقتراع منحت لجنة الفيفا للتقييم الملف المغربي 2.7 نقطة، بينما حاز الملف الأمريكي المشترك على 4 نقاط.

صوّت لصالح الملف الأمريكي الشمالي، على حساب المغرب، كلّاً من السعودية والعراق والإمارات والبحرين ولبنان والأردن!

وحقق الملف الأمريكي في التصويت 134 صوتاً مقابل 65 صوتاً للمغرب، وهنا بات الفارق شاسعاً جدّاً بين الملف العربي والملف الأمريكي المشترك، فالمغرب نافست في ملفّها على عدّة نقاط أبرزها موقعها الجغرافي الذي يعتبر صلة وصل بين قارّتين، كذلك عامل التوقيت الزمني المناسب لأغلب دول العالم، وعوّل المغاربة على حسن الضيافة وسماحة الشعب المغربي، وألمح الوفد المغربي إلى الجانب الأمني عندما صرّح بمنع حمل الأفراد للسلاح في المغرب، مشيراً بشكل غير مباشر إلى ما يراه الوفد انعداماً للأمن في أمريكا التي تسمح للمواطنين بحمل السلاح.

اقرأ/ي أيضًا: خيبة مرتضى منصور والتسلل السعودي.. #تركي_برا_الزمالك

بالمقابل تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برسائل أرسلها لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، أن بلاده ستعفي المشجعين من القيود التي وضعها على الدخول إلى بلاده، كما تعهّد رئيس الاتحاد الأمريكي لكرة القدم كارلوس كورديرو بتحقيق أرباح خياليّة تفوق 11 مليار دولارللفيفا. كذلك وعد ببيع قرابة 5.8 مليون تذكرة في مباريات هذه البطولة، والتي ستضمّ لأول مرّة 48 منتخباً، وستُلعب فيها 80 مباراة، 10 منها في المكسيك، ومثلها في كندا، و60 في أمريكا.

بذلك خسرت المغرب هذا السباق للمرة الخامسة في تاريخها، وكانت المرة الأولى في التصويت الخاص باستضافة مونديال 1994، وحينها غلبتها أمريكا بفارق 3 أصوات، وفي المرّة الثانية تفوّقت فرنسا عليها بفارق 5 أصوات في نسخة 1998، وخرجت المغرب من الجولة الأولى للتصويت عن مونديال 2006 الذي فازت باستضافته ألمانيا، قبل أن تفشل في المرّة الرابعة أمام جنوب أفريقيا بفارق 4 أصوات في مونديال 2010.

تميّز الملف الأمريكي المشترك عن المغربي بنواح عديدة أبرزها مالية وتنظيمية

استحق الملف الأمريكي المشترك عن جدارة الفوز بتنظيم كأس العالم 2026، فالولايات المتحدة تملك قدرة ماليّة وتنظيمية هائلة تجعلها قادرة على استضافة المونديال من الغد، والمكسيك لم تخيّب المتابعين في نسختي 1970 و1986، بينما تمتلك كندا بنية تحتية قوية وقدرات مالية هائلة تجعلها قادرة على إتمام الحدث. ورغم توقّع غالبية المتابعين المسبق بفوز الملف الأمريكي وخسارة المغاربة، إلا أن الشارع المغربي شعر بالحزن الشديد لخسارته هذه أكثر من أي مرّة سابقة، لأنّه طُعن هذه المرّة من الظهر، وعلى يد دول عربية عدة انساقت وراء التصويت السعودي.

اقرأ/ي أيضًا: 20 حقيقة مثيرة تميز بها مونديال 2002

قبل أشهر من التصويت لوّح المستشار في الديوان الملكي السعودي، ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم تركي آل الشيخ عبر تويتر، أن بلاده ستدعم الملف الأمريكي على حساب المغربي، وأثار آل الشيخ حفيظة العرب والمغاربة قبل أشهر، عندما برهن عدم وقوف بلاده مع الملف المغربي على تويتر بطريقة واضحة. فكان عدم انجرار المغرب لاستعداء قطر والمساهمة في حصارها سببًا أساسيًا في دعم السعودية للملف الأمريكي، حيث كتب آل الشيخ على تويتر" لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية، واللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا".

نيويورك تايمز: تركي آل الشيخ تعهّد لأمريكا بحشد أصوات الكثير من الدول ضد الملف المغربي

ومع الأخذ بعين الاعتبار حريّة كلّ دولة فيما تراه مناسبًا لها، فيحقّ لها التصويت بما ترغب، ولمن ترغب، سيكون الأمر هيّنًا على المغاربة، ولكن سياسات السعودية الضاغطة على الدول المقرّبة منها، من أجل أن تصوت لصالح الملف الأمريكي، أزعج المغربيين خصوصًا والعرب عمومًا، إذ أكّدت صحيفة نيويورك تايمز أن تركي آل الشيخ تعهّد للأمريكيين بحشد أصوات الكثير من الاتحادات لصالح الملف المشترك، بغية استحالة فوز الملف المغربي.

وجدير بالتنويه أن أغلب الدول العربيّة صوّتت لصالح الملف المغربي، ومنها قطر وسلطنة عُمان والجزائر ومصر وفلسطين واليمن وتونس، بينما صوّت لصالح الملف الأمريكي ضد الملف المغربي من العرب كل من السعودية والإمارات والبحرين ولبنان والأردن والعراق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فضائح التحكيم تعكّر أجواء مونديال 2002

تتضمّن أرقاماً قياسيّة.. 15 حقيقة مثيرة عن كأس العالم 1994