07-فبراير-2017

الشاب المغدور محمود بيومي (سوشيال ميديا)

هذه القضية شغلت مصر طوال الأربع وعشرين ساعة الماضية. حين انتهت مباراة مصر والكاميرون في نهائي كأس الأمم الأفريقية، أبدى شاب يدعى محمود بيومي حزنه من خسارة الفراعنة. كان يشاهد المباراة بصحبة خطيبته داخل كافيه بمنطقة النزهة بالقاهرة، وبدأت حالة هَرَج أشعرت مديري الكافيه بالخطر، ليس من الشغب، إنما من هروب الضيوف دون دفع "الحساب".

قتل محمود بيومي أمام خطيبته وزبائن المقهى وروج لمقطع مقتله على مواقع التواصل الاجتماعي

صرخ محمود: "اللي بتعملوه ده بلطجة"، فأصبح ما يجري بلطجة بكل معاني الكلمة. لم تكن حركة الشاب الذي يبلغ من العمر 25 عامًا محسوبة، بدت كأنه يحاول الخروج، فأغلقت الأبواب، وبدأت تهديدات العاملين تتوالى على أسماع الحضور. كانت الحالة النفسية للجميع سيئة، والنفوس مشحونة بأثر خسارة المنتخب الوطني، فبدأت مشاجرة لفتح الباب. ووفق إفادات شهود عيان، فإنه فور إغلاق الباب واحتجاز المشاهدين، إنهال أصحاب الـ"كافيه" بالأحزمة على الشاب محمود لأنه اعترض. إحدى الفتيات صوّرت المتهمين لحظة الاعتداء على محمود، فأسرع أحدهم إليها واختطف الموبايل، ومسح الفيديو. أوهم أصحاب المقهى محمود بانتهاء المشاجرة بالصلح، وأرشدوه إلى سلم خلفي للخروج منه، لكن "مصيدة" كانت في انتظاره.

اقرأ/ي أيضًا: ما هي أبرز أحداث مصر في العام 2016؟

فوجئ محمود لحظة نزوله بكمين منصوب له، كرسي رشق بظهره، وطعنتا سكين، الأولى وجدت طريقها إلى رئته والثانية في بطنه. انتقل إلى مستشفى قريب، ومات هناك. وحالة خطيبة محمود هي الأصعب، فقد شهدت مشاجرته ومقتله، ولن تنسى ذلك، هكذا تقول، سيترك الأمر في نفسها أذى للأبد. انتشر الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تصوير فيديو للحادث، الشهود أدلوا بما لديهم للأمن، الذي جاءت تحرياته قريبة من الروايات المنتشرة على فيسبوك، فنظّم النشطاء حملة مقاطعة ضد "كافيه كيف" بسبب البلطجة التي يتعامل بها مع زبائنه.

لطَّخت دماء المعركة ثوب بعض الفنانين حين بدأ التفتيش وراء مالك الكافيه، الذي يقوّي شوكة العاملين به لدرجة أنهم يعتدون على الزبائن، فكان رجل الأعمال أسامة النجار، وترتبط أسماء مصطفى قمر وعاصي الحلاني وراغب علامة بالكافيه (بعد إعلان المالك أن هناك شريك لبناني)، لأنه بين فترة وأخرى يدعو فنانين لمشاركته، لكن الثلاثة نفوا علاقتهم بـ"كيف"، وقال "قمر"، في تصريحات صحفية، إنه فضّ الشراكة قبل شهرين فقط. وأفاد الطب الشرعي بوجود طعنتين من سلاح أبيض وآثار اعتداء في أنحاء متفرّقة بجسد محمود بيومي، الذي توفي بعد نقل جثته لإحدى المستشفيات.

حملة مقاطعة على مواقع التواصل دعي إليها ضد أصحاب مقهى "كافيه كيف" المتورطين في قتل محمود بيومي

وتسرّب، قبل ساعات، تسجيل لاعترافات المتهم بقتل الشاب أمام محقق الشرطة بعد القبض عليه، حيث بدأ بتعريف نفسه: "اسمي عمرو مصطفى أحمد حسين، السن 30 سنة، حاصة على ثانوية عامة، باشتغل في كافيه (كيف) كابتن أوردر. كنت شغال في الدور الأول وبلغوني إن في مشكلة في الدور الثاني فطلعت أشوف. وجدت زبائن تتشاجر على الحساب".

تلقى المتهم سؤال.. ما الذي جرى؟، فقال: "الخناقة تطوَّرت بين الزبائن وعمال الكافيه ونزلوا الدور الأرضي، وحاولت أحجّز بين الطرفين، وأخذت واحدًا من الشباب للخارج فضربني بالبونية، واعتقد أني أتشاجر معه، فمسكت الحزام وبدأت أضربه". لم تنتهِ رواية القاتل، فالاعتراف هنا حين استوقفه المحقق، وسأله: كيف مات إذن؟.. فردّ: "واحد ضربني بالشنطة في وشي، والثاني بالقدم في بطني، كان في جيبي فتّاحة ضربت واحدًا منهم بها في بطنه، ودخلت المطعم". وفي اللحظة، التي دخل خلالها المطعم، كان الشاب، الذي تلقّى ضربة قاتلة بالفتّاحة.. مات.

اقرأ/ي أيضًا:

من طبَّق لأول مرة مجانية التعليم في مصر؟

هل تحاكم مصر من وصف المغتربات بـ"العاهرات"؟