14-ديسمبر-2016

امرأة مصرية تبكي أثناء نقل ضحايا التفجير في الكنيسة البطرسية (كريس ماغراش/ Getty)

حين سمى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي عام 2016 بعام الشباب فهل كان فعلًا عامًا للشباب؟، هذا أبرز سؤال يطرحه المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يحاولون الخروج بأجوبة شافية. لكن يتضح لهؤلاء، أن هذا العام كان الأسوأ على مصر وعلى شبابها. وهنا أبرز المحطات التي حصلت في العام 2016، والتي تردد ذكرها بالنقد على الـ"سوشيال ميديا".

شهد عام 2016 أحداثًا مؤلمة في مصر تميزت بخرقها للقوانين الدولية والحريات وبازدياد التعذيب

1 ـ عام التعذيب والإخفاء القسري

في تقرير منشور على صفحة "منظمة العفو الدولية" في 13تموز/يوليو 2016 عن حالات التعذيب والاختفاء القسري، عنوانه: "في مصر أنت رسميًا غير موجود". يتناول التقرير حالات الاختفاء القسري، التي شملت مئات من الشباب الجامعي والمتظاهرين والنشطاء ومنهم اليافعون، الذين لا تتعدى أعمارهم الـ14 عامًا. أما الأجهزة الرسمية للدولة فهي تنفي هذه الاتهامات تمامًا، على الرغم من وجود حالات ذاع صيتها في الرأي العام مثل حالة الطالب أحمد مدحت، الذي اختفى من منزله ثم عاد أهله ليتسلموا جثته من المشرحة.

اقرأ/ي أيضًا: 12 شخصية مصرية رحلت عن عالمنا في عام 2016

2 ـ قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني  

هي إحدى أهم قضايا الاختفاء القسري في مصر، وقد تعرض لها أجنبي وهو الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. اختفى ريجيني في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ديسمبر عام 2016 في ذكرى الثورة، ولم يتم العثور عليه إلا في الثالث من شباط/فبراير عام 2016 في أحد المجارير في الطريق الصحراوي. وقد تم العثور على جثته مشوهة وعليها آثار تعذيب رهيبة جعلت والدته تدلي بتصريحات حول مقتله تقول فيها: "عذبوه وقتلوه كما لو كان مصريًا".

وكالعادة فقد حاولت السلطات المصرية التنصل من مقتل ريجيني، إلا أن السلطات الإيطالية تدخلت لعمل تحقيقات موسعة حول الموضوع. وإلى الآن لم تنشر نتائج التحقيقات في العلن إلا أن قضية ريجيني أثارت غضبًا دوليًا وقام 4500 من الأكاديميين بالتوقيع على عريضة تدعو إلى "إجراء تحقيق" في ملابسات مقتله وفي العديد من حالات الاختفاء التي تحصل كل شهر في مصر. وفي 10 آذار/مارس 2016، أصدر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اقتراح قرار يدين تعذيب وقتل جوليو ريجيني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان من حكومة السيسي في مصر، وصدر القرار بأغلبية ساحقة.

3 ـ جزر تيران وصنافير 

نفت أجهزة الدولة الخارجية والدفاع والمخابرات بأرشيفها السري وجود أي وثائق تؤكد ملكية الجزيرتين التاريخية لمصر. وهو أمر جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، في إطار تعقيبه على مفاوضات حول إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية. إثر ذلك، تبين وجود وثائق تعود إلى ما قبل قيام الدولة السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي وهي وثائق قدمها الباحث تقادم الخطيب، كما عمل المحامي خالد علي أيضًا على استخراج وثائق لها علاقة بملكية مصر للجزيرتين.

خرج المصريون في ما يسمى إعلاميًا بـ"جمعة الأرض" في الخامس عشر من نيسان/أبريل، في محافظات مصرية عدة رفضًا للتوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تضمنت تسليم الجزيرتين للسعودية. وشهدت المظاهرات في بعض المناطق مواجهات مع الشرطة التي أقدمت على تفريق المحتجين. أما المحطة الأخيرة في هذه القضية في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، فكان رفض الطعن المقام من الحكومة لبطلان حكم محكمة القضاء الإداري، وتأييد الحكم الصادر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.

اقرأ/ي أيضًا: تيران وصنافير.. من المستفيد؟

4 ـ توتر العلاقات المصرية السعودية

لم يستطع النظام المصري الوفاء بالتزاماته للجانب السعودي. كما كان لتصويت مصر على قرارين متعارضين في الأمم المتحدة بخصوص حلب أثره الكبير على العلاقات المصرية السعودية. واتخذت العلاقات الثنائية على إثر ذلك منحنيات عدة، كان من أحد نتائجها توقف السعودية عن تزويد مصر بالنفط السعودي. واتجاه النظام إلى الآن نحو دعم بشار الأسد، وترتيب علاقاته بإيران والعراق للحصول على النفط بوصفهما مصادر بديلة للسعودية.

5 ـ قرض صندوق النقد الدولي لمصر

حصلت مصر بالفعل على الدفعة الأولى من القرض بقيمة 2.75 مليار دولار أمريكي، مع صرف باقي المبلغ خلال ثلاث سنوات بعد إجراء خمس مراجعات من الصندوق، ويُنتظر أن تتلقى مصر الشريحة الثانية، نحو 1.25 مليار دولار، في نيسان/أبريل أو أيار/مايو 2017. ولن تسدد مصر أي فوائد أو ترد أي أقساط قبل أربع سنوات ونصف سنة، على أن يسدد كامل القرض خلال عشرة سنوات من تاريخ الاقتراض وعبر 12 دفعة سداد متساوية.

6 ـ قرار تعويم الجنيه المصري

أصدر البنك المركزي قرارًا بتعويم الجنيه في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2016 وقد جاءت هذه الخطوة بحسب خبراء كأحد نتائج قرض صندوق النقد الدولي. قرار التعويم في مضمونه يعني رفع يد الدولة الممثلة في البنك المركزي عن تحديد سعر صرف الجنيه المصري مقابل العملات الأخرى وتركه يخضع للعرض والطلب. وكانت أولى نتائح هذه الخطوة تضرر قيمة مدخرات المصريين بالجنيه المصري في البنوك وبالتالي انخفاض القيمة الشرائية للجنيه في الأسواق وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية.

7 ـ إعلان السيسي دعمه لجيش بشار الأسد

يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2016، قال عبد الفتاح السيسي في حواره مع قناة "آر بي تي" التلفزيونية الرسمية في البرتغال، ردًا على سؤال حول إمكانية إشراك قوات مصرية في عمليات سلام خارج البلاد، إن "الأولى لمصر أن تدعم الجيش الوطني في ليبيا، وكذلك في سوريا، وأيضًا العراق، من أجل فرض الأمن في هذه البلدان"، فسأله المحاور: "هل تقصد بالجيش الوطني في سوريا، الجيش السوري؟"، فأجاب السيسي: "نعم".

ونشرت صحيفة "السفير" اللبنانية الخميس 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أن هناك 18 طيارًا من سلاح الجوي المصري متواجدين في قاعدة حماه العسكرية السورية. ويعد ذلك تحولًا كبيرًا في موقف النظام المصري منذ سقوط الرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو عام 2013، وهو ما عرّض النظام المصري لانتقادات عدة، بررت تغيير ميزان تحالفاته بحسب مصادر تمويله الجديدة، التي لم تعد تشمل السعودية والخليج.

8 ـ رفع الدعم جزئيًا عن الوقود

جاءت أيضًا في سياق ما وصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخفض عجز الموازنة وإنعاش الاقتصاد وقد أدت الخطوة إلى ارتفاع إضافي في الأسعار لثالث أو رابع مرة منذ قبول قرض صندوق النقد وتعويم الجنيه المصري.

9 ـ قانون الجمعيات الأهلية ومحاصرة المجتمع المدني

شملت التضييقات التي يمارسها النظام على جمعيات العمل المدني استصدار قوانين من شأنها أن تمنح الدولة مزيدًا من "التوغل" في هذه الجمعيات، كما شملت هذه المضايقات تضييقات على منظمات حقوقية وحقوقيات كان آخرها القبض على الناشطة الحقوقية عزة سليمان. وطالت المضايقات أيضًا مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف. ففي شباط/فبراير الماضي، أصدرت الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية التابع لوزارة الصحة، قرارًا بتشميع المركز وهو غير حكومي معني بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وعلاج ضحايا التعذيب.

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. 10 حلول للخروج من "هوس الدولار"

10 ـ تسريبات امتحانات الثانوية العامة

أثارت صفحة شاومينج بيغشش ثانوية عامة، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أدت إلى الكثير من الارتباك في امتحانات الثانوية، بسبب تسريبات أسئلة الامتحانات، مما أدى إلى اضطرار الوزارة إلى إعادة بعض الامتحانات للطلاب بعد تسريبها. بعض المراقبين رأوا أن هذه التسريبات دليل على هشاشة الدولة من الداخل وعمق الفساد الضارب في أعماقها وعدم قدرتها على السيطرة على أحد أهم القطاعات الـ"سرية" فيها.

11 ـ مشروع قانون الحضانة الجديد

أثار مشروع الحضانة الجديد غضبًا حقوقيًا في مصر، خصوصًا في إحدى مواده التي تنص على أن يؤول حق الحضانة مباشرة إلى الأب، في حال زواج الأم. من دون أن يؤول أولًا إلى الجد أو الجدة. لا سيما أن كثيرات من الحقوقيات يرون أن هذا تعديل جائرًا تمامًا، فى ظل معرفة الجميع أن الأب لا يربي أطفاله وهم في أسرة واحدة، فكيف يتحمل مسؤولية الطفل بعد طلاق أمه، وتصبح زوجة الأب هي المسؤولة عن تربية ابن زوجها. ولا يزال البرلمان يعد قانونًا شاملًا للأحوال الشخصية وتتوالى عليه ردود الأفعال.

12 ـ تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة

فوجئ الجميع مع الاحتفالات بالمولد النبوي بتفجير داخل الكنيسة البطرسية، أودى بحياة 25 شخصًا، وأوقع إصابات، وصلت إلى 52 شخصًا بينهم حالات حرجة. التفجير أعاد لأذهان المصريين ذكرى تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية التي سبقت ثورة 25 يناير.

اقرأ/ي أيضًا:

مصر..حقيقة براءة الطالب أحمد مدحت

سجون مصر.. إهمال وتكديس وتقتيل