حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء، من خطر تسجيل وفيات بين المئات من مرضى السرطان والأمراض المزمنة والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في مستشفيات قطاع غزة، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، وقطع الإمدادات الإنسانية.
جاء ذلك في بيان للمرصد قال فيه إن آلاف المرضى في قطاع غزة معرّضون لخطر الموت، ببطء، في ظل غياب أدنى حد من الرعاية الطبية، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع للشهر الثاني على التوالي.
يتزامن تفاقم تدهور الأوضاع الصحية للمرضى في غزة مع تجاوز نسبة إشغال المستشفيات أكثر من 200 بالمئة
وأشار إلى المخاطر الجسيمة التي تترتب على افتقاد مستشفيات غزة المتزايد لخدمات الرعاية الصحية، علمًا أن القطاع يعاني من نقص حاد في الموارد الطبية حتى من قبل بداية العدوان الحالي.
كما وثّق فريق المرصد الأورومتوسطي وفاة ما لا يقل عن 12 مريضًا بالسرطان في قطاع غزة في ظل توقف مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني عن العمل بسبب نفاد الوقود منذ الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ويُعد مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني المستشفى الوحيد في القطاع لعلاج مرضى السرطان الذين يبلغ عددهم نحو ألفي مريض يعيشون في ظروف صحية كارثية جراء العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبسبب نفاد الوقود ومنع وصول المستلزمات الطبية إليه، إضافةً إلى تكرار استهدافه من قِبل الاحتلال، جرى إخلاء المستشفى من المرضى ونقلهم إلى منازلهم أو إلى مراكز الإيواء بلا خدمات طبية.
ولفت إلى أن الانشغال بتداعيات الهجمات الإسرائيلية وما تخلّفه من ضحايا بأرقام قياسية: "يدفع بأوضاع مرضى غزة إلى الاختفاء في قائمة الأولويات المسلّط الضوء عليها رغم مخاطر فقدانهم الحياة ببطء".
وأكد أن الآلاف من المرضى بحاجة ماسة إلى الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والعاجلة في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية، ونقص الوقود والمياه والغذاء. لافتًا إلى وجود أكثر من ألفي مريض سرطان، وما يزيد عن ألف مريض بحاجة لغسل الكلى للبقاء على قيد الحياة، إضافةً إلى نحو 50 ألف من مرضى القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.
ونبّه المرصد إلى وجود أكثر من 55 ألف امرأة حامل، بينهن 5،500 على وشك الولادة إما في منازلهن، أو في مراكز الإيواء، أو في مرافق الرعاية الصحية المكتظة، الأمر الذي يعرضهن لمخاطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية في حال تمكنّ من الولادة، إذ إن نسبة الإجهاض لدى النساء الحوامل في غرة: "ارتفعت بأكثر من 4 أضعاف".
وقال إن تفاقم تدهور الأوضاع الصحية للمرضى في غزة يتزامن مع تجاوز نسبة إشغال المستشفيات أكثر من 200 بالمئة ناهيك عن استمرار استهداف الاحتلال محيط المستشفيات التي تأوي آلاف النازحين.
وأكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت هو حملة عقاب جماعي تُعد الأشد دموية في التاريخ الحديث.
