01-مارس-2019

هنري كارتييه بريسون/ فرنسا

كالعادة

قبل منتصف الليل

أزور قلبي

لأتأكد من ان كل شيء يخصك كما هو

مرتب

وأنيق

ولا يكسوه الغبار

وأنك موجودة في الغرفة

تغنين أغنية عن وصولي قريبًا.

 

هذه المرة

وجدت الباب مفتوحًا

خفتُ

كمن وجد خزانة عمره مفتوحة

دفعت الباب برفق كما يفعل اللصوص

ومشيت على مهل

كأن شيئًا قاسيًا سوف يحدث.

 

المكان هادئ ليس كالمعتاد

صورتك وأنت متمسكة بي على الأرضية

وقد تشظى زجاجها

حذاؤك الذي تحبين ارتداءه في السفر الطويل ليس في الخزانة

ملاءات بيضاء

تغطي الأريكة الوحيدة التي نجلس عليها دائمًا

صوت اهتزاز قدر قادم من المطبخ

ورائحة طيبة جدًا

قدر النسيان الجديد دائمًا،

هذه المرة على النار

وفيه الكثير من الذكريات

التي احتفظنا بها في الثلاجة كيلا تفسد

يبدو أنها طبخت جيدًا.

 

أنين قادم من الحمام

البانيو مشع وبريء ويملؤه الخجل

وعلى جانبيه - على الأرضية - قُبل السنين التي مضت

المنزل مخيف

كصوت قادم من غابة

على السلم

آثار اقدام مسرعة

على الممر المؤدي إلى غرفتنا، قرب حافة السلم الأخيرة

حمّالة صدر كأنها سقطت سهوًا من حقيبة

الساعة الجدارية فوق الباب

مهشمة من الخارج

كأن الباب قد صُفع بقوة

اقتربت على مهل كمن شم رائحة خيانة بالقرب

فتحت الباب

كل شيء

كان يدل على الوداع؟

 

صففتُ شرشف الليلة البارحة

وعدلتُ الوسائد البيض

علقت حمالة الصدر على الشماعة

أطفأتُ النار تحت القدر

كنست زجاج صورتك ومسحت القبل

أغلقت الباب الرئيسي

قفلت قلبي جيدًا ورميت نسختي من المفتاح

بعيدًا حيث لن يعثر عليها أحد.

 

وعدت

لأكتب تفاصيل الزيارة

كارهًا

كل الأبواب المفتوحة

ناسيًا

أن لي منزلًا هناك في الأعلى

لامرأة أخرى سوف تأتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا تترك شيئًا للريح

هو وهي