10-يونيو-2021

من المعرض

ألترا صوت – فريق التحرير

شغلت مدينة القدس المحتلة الرأي العام العربي والعالمي خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، حيث تحوَّل بعض أحياء العاصمة الفلسطينية، إضافةً إلى باحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إلى ساحات مواجهاتٍ مفتوحة بين قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين من جهة، والمقدسيين من جهةٍ أخرى.

يضم المعرض نحو 40 عملًا فنيًا يصور مدينة القدس ويسعى إلى استكشاف وتوثيق تراثها الفني والمعماري

وخلال هذه المدة، استطاع المقدسيون مقاومة العربدة الصهيونية، والوقوف في وجه محاولات تهجيرهم ومصادرة ممتلكاتهم، عبر تسليطهم الضوء على ما يجري في المدينة من انتهاكاتٍ وممارساتٍ عنصرية وجرائم ومحاولات تهويدٍ مستمرة، أثارت تضامنًا عربيًا وعالميًا واسعًا، لجأ الناس إلى التعبير عنه من خلال وسائل مختلفة، حسمت مسألة الحضور الفلسطيني في الوجدان العربي والإسلامي والعالمي أيضًا.

اقرأ/ي أيضًا: من أعلام الفن التشكيلي الحديث في فلسطين

امتدادًا لحالة التضامن هذه، وتأكيدًا على هوية القدس ومكانتها، افتُتِح قبل أيامٍ قليلة في "غاليري 32 للفنون" في العاصمة الأردنية عمّان، معرض "القدس بوابة الأرض إلى السماء"، بمشاركة أربعة عشر فنانًا أردنيًا هم: إبراهيم الخطيب، آية أبو غزالة، مها العامري، حسن أبو كريِّم، داليا علي، رائد قطناني، رفيق اللحام، سلام كنعان، عبد الحي مسلم، عماد أبو شتية، غازي انعيم، محمود صادق، هاني حوراني، وياسر دويك.

يضم المعرض المستمر حتى الثامن من تموز/ يوليو القادم، نحو 40 عملًا فنيًا يصور مدينة القدس ويسعى إلى استكشاف وتوثيق تراثها الفني والمعماري، إلى جانب الاشتغال على إبراز طبيعة الحياة فيها، وأنماط عيش سكانها وأنشطتهم اليومية، لا سيما النساء منهم، على امتداد مراحل تاريخية مختلفة.

ومن بين الأعمال المشاركة في المعرض، نرى لوحة اعتمدت فيها آية أبو غزالة على الكثافة اللونية في تصويرها لجزءٍ من قبة الصخرة، خصوصًا اللونين البني والأخضر، وذلك لدلالاتهما المختلفة التي تشير إلى السياقات التاريخية والاجتماعية للمدينة المحتلة. بينما نرى في لوحة رفيق اللحام، أبرز المعالم التاريخية في المدينة، لا سيما مساجدها وكنائسها المرسومة بخطوطٍ هندسية دقيقة، وبشكلٍ يبرز أصالة هويتها.

يربط منظمو المعرض توقيت إقامته، بالأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس وعموم فلسطين، إذ يشيرون في بيانهم إلى الجهود الصهيونية التي تسعى إلى تقويض: "مقدسات المسلمين والمسيحيين وتغيير خصائها الديموغرافية والثقافية تمهيدًا لتهويدها (...) من خلال الاستيلاء على الأحياء العربية مثل حي الشيخ جراح وسلوان وغيرها".

تُبرِز الأعمال المشاركة في المعرض طبيعة الحياة في مدينة القدس، وأنماط عيش سكانها وأنشطتهم اليومية على امتداد مراحل تاريخية مختلفة

ويشير البيان إلى أن: "القدس كانت وما زالت تشغل الضمير العربي والإسلامي قبل وبعد احتلالها من قبل العصابات الإرهابية الصهيونية، فقد كانت مثار اهتمام الفنانين التشكيليين في الداخل والخارج على حدٍّ سواء، إذ راح هؤلاء الفنانون يرسمون تلك المدينة كلٌ وفق رؤيته وتقنياته ومذهبه الفني".

اقرأ/ي أيضًا: "متاحف المستقبل".. دعوة لإعادة تخيل المتحف الفلسطيني

ويلفت البيان إلى أن هناك من اشتغل على: "رسم وديانها وهضابها وجبالها ومعالمها الأثرية، وحاراتها وأدراجها وتكاياها العتيقة، ومآذنها وقبابها وأبراج كنائسها"، إلى جانب من: "ربط النضال الوطني لأهل هذه المدينة الباسلة بعمارتها"، فيما قدَّم البعض الآخر: "أعمالًا تروي حكايتها بشكلٍ يوثق تراثها ويحافظ عليه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

شوقي شمعون.. سماءٌ مزهرة

"وتستمر الأشجار في التصويت للفأس".. أرشفة اللحظات الزائلة