22-يوليو-2017

لقطة من الفيلم

أن تكون ابنًا غير شرعي وفقيرًا معدمًا في المجتمع المغربي، إذن أنت شخص منبوذ، وتستحق المعاملة السيئة، هذا تفكير أغلب أفراد المجتمع. وهذا ما حاول المخرج المغربي محمد رائد المفتاحي، أن يسلط الضوء عليه من خلال فيلمه الجديد "المليار"، والذي يعرض في قاعات السينما طيلة هذا الشهر.

أن تكون ابنًا غير شرعي وفقيرًا معدمًا في المجتمع المغربي، فأنت شخص منبوذ، هذا ما حاول المخرج  محمد المفتاحي حكيه بفيلم المليار

فيلم المليار من بطولة الممثل ربيع القاطي، وعبد الله شيشا وزهور السليماني وزهيرة صادق، وآخرون.

حاول المخرج أن يتطرق إلى موضوع الفقر والنفاق الاجتماعي، وكيف يلعب المال دورًا في حياة الأشخاص، من خلال قصة شاب يدعى علي بن صفية، أو "علي ولد صفية"، كما تسميه قرية "الكدية"، التي تقع في بني مسكين نواحي مدينتي سطات والرباط، وسط المغرب.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "آخر أيام المدينة".. القاهرة الأم والبطلة المتعبة

الشاب "علي" والذي يلعب دوره الممثل ربيع القاطي، يعيش معزولًا، باعتباره لقيطًا، ففي نظر ساكنة "دوار" أو "القرية"، لا يستحق الاهتمام، بل إن البعض يبالغ في التبرؤ منه ويعامله معاملة سيئة، خصوصًا وأنه يشتغل في جمع القمامة.

لكن، كل هذا الاحتقار سيتغير بمجرد سماع أهل القرية أن "علي" سيتقاضى مساعدة مادية، من طرف لجنة تابعة لمؤسسة دولية، تعنى بمحاربة مظاهر الفقر، هذه المساعدة قدرها مليار سنتيم، المبلغ يبدو ضخم، أسال لعاب ساكنة القرية؛ فبمجرد شيوع الخبر لم يترددوا من التقرب إلى علي، الكل يأمل في الحصول على حصة الأسد من "المليار".

سيجد "علي ولد صفية" نفسه يعيش أحلامًا لم تكن تراوده من قبل، فهو تحول من شاب منبوذ إلى المطلوب رقم واحد في القرية.

أهل الدوار أظهروا له العطف الذي أدهشه، لاحظ علي أن ساكنة القرية طامعون في ما سيتلقى من مال من برنامج محاربة الفقر، استغل الأمر، وأطلق العنان لرغباته من دون أن يُرفض له طلب.

وقبل حلول اللجنة بأسبوع، لحظت اللجنة بأن الشاب علي تغير، لم يعد ذلك الفقير المعدم، وهذا ما أزعج اللجنة.

حاول المخرج المغربي محمد المفتاحي في فيلمه المليار التطرق لموضوع الفقر والنفاق الاجتماعي، وكيف يلعب المال دورًا في حياة الأشخاص

وحين حل اليوم الموعود، الذي تحول فجأة إلى عيد من طرف أهل القرية، استقبل بالأهازيج والأعلام. لكن المفاجأة عند استلام علي الشيك الذي عبارة عن مبلغ زهيد، فانصرف أهل الدوار وهم يهزأون من بعضهم البعض، فيما كانت الريح تطير الشيك المالي المتبرع به من طرف اللجنة. الفيلم عمومًا، حظي باهتمام الصحافة المكتوبة والإعلام المغربي.

يذكر أن المخرج رائد المفتاحي، عمل مساعد مخرج في عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية، ويعد هذا الفيلم الأول من نوعه، قبل أن يقوم بإخراج عدد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، منها السلسلة الوثائقية "العودة" للقناة الأولى المغربية، وفيلم قصير بعنوان "خفقة قلب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Kedi".. لقاء ممتع في عشق القطط وإسطنبول

فيلم "Quiet Passion".. الاحتفاء سينمائيًا بقصائد إيميلي ديكنسون