06-يناير-2023
gettyimages

(Getty) عادت هجمات تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة إلى العراق

كشفت السلطات العراقية عن استراتيجية جديدة هي لمواجهة تنظيم "داعش"، ذلك على إثر عودة الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي ضد قوات أمنية ومدنيين في البلاد. هذا وقامت الحكومة، بقرار من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتغييرات في القيادة الميدانية لأجهزتها الأمنية والعسكرية، شملت تكليف الفريق الركن قاسم نزال بمهام مساعد رئيس أركان الجيش العراقي للعمليات.

كشفت السلطات العراقية عن استراتيجية جديدة هي لمواجهة تنظيم "داعش"

في الوقت الذي قاد فيه رئيس الوزراء العراقي اجتماعًا للهيئة الوطنية للتنسيق الاستخباري، طالب خلاله بإجراء تقييم شامل لأداء قيادات جهاز الاستخبارات، مشيرًا إلى توفير الدعم اللازم لتنشيط عمل الجهاز. كما ناقش الاجتماع واقع أجهزة الاستخبارات للعام الماضي والقدرات المطلوبة لتطويرها وتحديد أولويات العمل الاستخباري. فيما أعلنت قيادة الجيش العراقي عن مقتل أكثر من 300 عنصر من تنظيم "داعش" خلال عام 2022.

عودة داعش المتوقّعة

وبعد توقف نشاط تنظيم داعش  لعدة أشهر، مما دفع بعض المتفائلين إلى الحديث عن نهاية خطر "داعش" في العراق، عاد التنظيم، منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلى استأنف عملياته  ضد القوات العسكرية والمدنيين على حد سواء. 

وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نفذ التنظيم هجومًا على نقطة عسكرية شرقي كركوك، وقع على إثره 3 قتلى من الجنود العراقيين، وتمكّنت عناصره من الاستيلاء على "معدات وأسلحة الموقع العسكري الذي قاموا بمهاجمته". فيما يأتي هذا الهجوم على بعد أقل من شهر من آخر مماثل في نفس المحافظة، تم تنفيذه بعبوة ناسفة استهدفت مدرعة للشرطة الاتحادية مما أدى إلى سقوط ضابط برتبة رائد وثمانية جنود آخرين.

ونقلاً عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية، ضابطًا برتبة رائد وعددًا من المنتسبين قتلوا في الهجوم الذي نفذ باستخدام عبوة ناسفة ضد دورية تابعة لقوات الشرطة الاتحادية اللواء الآلي الثاني في قرية علي السلطان بناحية الرياض في كركوك.  

كما أشارت أصابع الاتهام إلى "داعش" أيضاً في الهجوم الذي وقع في قرية البوبالي التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى، والذي تسبب في مقتل 8 مدنيين بالإضافة إلى 3 إصابات.

وأظهرت هجمات "داعش" الأخيرة عن قدرة التنظيم في العراق على تنفيذ هجمات نوعية، ما يعني توفره على إمكانات للقيام بعمليات جديدة مشابهة، الأمر الذي تسببت في إرباك سياسي وأمني للسلطات العراقية، التي اتُّهمت أجهزتها بالضعف الاستخباراتي، وغياب التعاون بينها. مما يكشف عن واحدة من أهداف رئيس الوزراء بإعادة تقييم عمل جهاز الاستخبارات. 

وتحدثت تقارير إعلامية عراقية عن ضعف استخباري ساهم في عدم السيطرة على المعلومات واستباق وقوع الهجمات، خاصةً وأن التفجيرين وقعا في منطقة تصنف بكونها "مثلث الموت" نظرًا لتركز هجمات "داعش" ولكثافة الوجود العسكري والأمني فيها. 

استراتيجية جديدة لمواجهة شبح الإرهاب

وأدّت الهجمات الأخيرة لداعش إلى استنفار واسع للأجهزة الأمنية العراقية من أجل التباحث حول الأسباب التي أدّت إلى هذا الاختراق وتداعياته على المشهد في العراق بشكلٍ عام، كما لوضع استراتيجية دفاعية وهجومية جديدة تكون ناجعة لتحييد خطر التنظيم الإرهابي. 

فضلا عن التغييرات في صفوف القيادات الأمنية، فقد أكّدت المصادر العسكرية العراقية أن مواجهة "داعش" سترتكز في المرحلة المقبلة على "الملاحقة مستمرة"، فقد أكّد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول توجيه تعليمات وصفها بالعليا بملاحقة بقايا "داعش" و"الثأر لضحايا قوات الشرطة الاتحادية في كركوك"، على حدّ قوله.

وقال رسول، في بيانه، إن القائد العام للقوات المسلحة "وجه بملاحقة العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي الجبان والقصاص العادل والعاجل منهم"، مضيفًا أن "العناصر الإرهابية لجأت إلى أساليب خبيثة بعد أن تلقت ضربات موجعة على يد قواتنا الأمنية البطلة". وإضافة إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني "وصول لجنة تحقيقية عليا للتقصي في جميع تفاصيل اعتداء ناحية الرياض بكركوك وأسباب الخرق الأمني".

يرى متابعون للشأن الأمني العراقي أن استراتيجية الملاحقة تتطلب خطة لقطع إمدادات التنظيم

ويرى متابعون للشأن الأمني العراقي أن استراتيجية الملاحقة تتطلب خطة لقطع إمدادات التنظيم، وهو ما يقتضي "وجود تنسيق أمني في المناطق المشتركة مع البيشمركة"، إذ يؤدى وقف هذا التنسيق، كما هو الوضع الآن، إلى اتساع هجمات تنظيم داعش الذي يستفيد أيضا من طبيعة المنطقة الجغرافية حيث تنتشر فيها الجبال والكهوف والوديان.