22-ديسمبر-2022
gettyimages

من موقع الانفجار في كركوك (Getty)

خيّم التوتر الأمني من جديد على العراق وذلك بعد عدة أشهر من الاستقرار النسبي، وجاء التوتر الحالي على خلفية هجومين في محافظتي ديالى وكركوك أدّيا إلى مقتل وإصابة "عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنيين". وأدت هذه الهجمات إلى استنفار الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية العراقية على أعلى المستويات للتباحث حول الأسباب التي أدّت إلى هذا الاختراق وتداعياته على المشهد في العراق بشكلٍ عام، خاصةً أن تنظيم "داعش" هو من تبنى هجوم كركوك، وأشارت إليه الجهات الرسمية باعتباره متهمًا في الهجوم الثاني الذي وقع في ديالى شمالي شرق العراق. 

خيّم التوتر الأمني من جديد على العراق وذلك بعد عدة أشهر من الاستقرار النسبي

وأسفر التفجيران في ديالى وكركوك عن سقوط 17 قتيلًا بينهم 8 مدنيين في أقل من 48 ساعة بين يومي الاثنين والثلاثاء الماضي، ففي هجوم كركوك الذي نفّذ بعبوة ناسفة واستهدف دورية شرطة في قرية علي السلطان التابعة لناحية الرياض جنوب غربي كركوك، سقط 9 عناصر أمنية بينهم ضابط برتبة رائد، بالإضافة إلى إصابة شرطيين آخرين. ووقع الهجوم الثاني في قرية البوبالي التابعة لقضاء الخالص بمحافظة ديالى، من قبل مجموعة مسحلة، مما أوقع 8 مدنيين قتلى بالإضافة إلى 3 إصابات.

وتفاعلًا مع هذا التطور الأمني الأخير، عقد رئيس مجلس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022، اجتماعًا أمنيًا، ضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعددًا من كبار القادة الأمنيين والعسكريين.

وخُصص الاجتماع بحسب بيان لمكتب السوداني تلقى "الترا عراق" نسخةً منه، "لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في محافظتي كركوك وديالى، اللتين شهدتا هجومين إرهابيين أدّيا إلى استشهاد وإصابة عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنيين". واستمع السوداني إلى "إيجاز مفصل عن الحادثين الإرهابيين، والخطط العسكرية الموضوعة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الخروقات"، بحسب البيان.

getty

وشدّد القائد العام للقوات المسلحة على أن "ما حدث لن يمر من دون أن ينال المرتكبون القصاص، ووجه القادة العسكريين بإعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة، وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش الإرهابية، وتحدّ من حركتهم"، كما جاء في البيان. كما وجه السوداني "جميع القادة والآمرين بالتواجد الميداني في قواطع العمليات، وأن يكونوا قريبين من الضباط ومنتسبيهم، والعمل على رفع معنوياتهم العسكرية، والوقوف بشكلٍ مباشر على الخطط والتنفيذ الميداني لها". وطالب القائد العام للقوات المسلحة أيضًا "بضرورة التنسيق العالي بين الأجهزة الاستخبارية، والتأهب العالي، والقيام بعمليات نوعية واستباقية ضد العدو أينما تواجد".

تراخٍ أمني وضعف استخباراتي

أعاد المتابعون للشأن العراقي عودة هجمات داعش إلى ما وصفوه بالخروقات الأمنية وضعف الجهد الاستخباراتي، علمًا أن التفجيرين وقعا في منطقة تصنف بكونها "مثلث الموت" نظرًا لتركز هجمات "داعش" فيها.

أعاد المتابعون للشأن العراقي عودة هجمات داعش إلى ما وصفوه بالخروقات الأمنية وضعف الجهد الاستخباراتي

وتحدثت تقارير إعلامية عن ضعف استخباري ساهم في عدم السيطرة على المعلومات، واستباق الأحداث الأمنية، بالإضافة إلى الحديث عن الطبيعة الجغرافية الصعبة للمناطق التي وقعت فيها التفجيرات. بالإضافة إلى تعدد الأجهزة الأمنية المتواجدة على الأرض.