10-ديسمبر-2016

تحصل حالة طلاق كل أربع دقائق في مصر (سعيد خطيب/أ.ف.ب)

يعد الطلاق في مصر، أزمة متنامية يومًا بعد يوم، إذ تؤكد إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، أن "حالة طلاق في مصر تحصل كل أربع دقائق". ووفق المركز فإن "250 حالة طلاق تقع يوميًا في مصر، تتراوح ما بين عدّة ساعات بعد حفل الزفاف وثلاث سنوات لا أكثر، ثم تنتهي العلاقة بالانفصال، أو "الخلع" بحكم محكمة".

حالة طلاق تحصل كل أربع دقائق في مصر

"التعبئة والإحصاء" أكد ارتفاع معدلات الطلاق في عام 2016 إلى 2.2 في الألف بزيادة 83% عن المعدل في 1996، مشيرًا إلى "حصول 200 ألف حالة طلاق خلال العام ما يعادل 22.6 حالة طلاق كل ساعة تقريبًا وهو ما يعني حالة طلاق كل 3.8 دقيقة". وتأرجح معدل الطلاق بين الثبات والانخفاض والارتفاع خلال العشرين سنة الأخيرة حيث استقر المعدل عند 1.2 في الألف خلال السنوات من 1996 إلى 1999، ثم انخفض مستقرًا عند 1,1 خلال الفترة من 2000 إلى 2002.

اقرأ/ي أيضًا: تعددية الأحوال الشخصية.. درب السلامة يا مصر

وسجّلت 2016 زيادة في حالات الطلاق عن العام الماضي، 2015، حالات انفصال بنسبة 40% من أصل عدد الزيجات، وهو الرقم الذي كان قبل نصف قرن مضى 7% فقط، ليصل إجمالي المطلقات في مصر، عبر السنوات الماضية، إلى أربعة ملايين مطلقة.

وشهدت المحاكم المصرية تداول 14 مليون قضية طلاق عام 2015، يمثل أطرافها 28 مليون مصري، أي أكثر من ربع تعداد المصريين. ومن مفاجآت حالات الطلاق، التي كشفتها إحصائية خرجت من مكاتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة في مصر، التي تستقبل طوابير من السيدات الراغبات في "الخلع" يوميًا، أنّ سبعة آلاف طلب كانت بسبب الألعاب الحديثة، وعلى رأسها "كاندي كراش"، وبسبب "فيسبوك" و"واتساب" أيضًا.

فيما رفع الرجال 2100 دعوى طالبوا خلالها بالتفريق بسبب التعلق المرضي للسيدات بالكمبيوتر وتقصريهن داخل الحياة الزوجية، وقضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف النقالة قد يصل لأكثر من 14 ساعة في اليوم. دراسة "المركزي للتعبئة والإحصاء" أكدت، أيضًا، أن أسباب الطلاق تتجاوز ذلك إلى العنف والخيانة، والاغتصاب الزوجي، والإيذاء البدني، وتدخل الأهل والأقارب وقلة الخبرة، وعامل السن. وفقًا لفئات النوع، والسن، سجَّلت الدراسة أعلى نسبة طلاق بين الذكور في الفئة العمرية من 20 إلى 34 عامًا حيث بلغت 49.7%.

250 حالة طلاق تقع يوميًا في مصر وأبرز الأسباب تعود لفيسبوك وواتساب

وذكرت الدراسة أن أعلى نسبة طلاق بين الإناث سجلت في الفئة العمرية من 20 إلى 34 عامًا، حيث بلغت 60.7%، بينما كانت أقل نسبة طلاق بين الإناث في الفئة العمرية 65 فأكثر، حيث بلغت 0.6%.

وترتفع نسبة الطلاق بين الزوجين غير المتعلمين وتقل بين المتعلمين، كما تقل في القرى والريف وتزيد في الحضر والمدن. ووفقًا للحالة التعليمية، ارتفعت نسبة الطلاق بين الذكور ذوي المستوى التعليمي المتدني مسجِّلة 40% بينما ارتفعت نسب حالات الطلاق بين الإناث اللاتي لم يحصلن على أي قدر من التعليم 34%، وتقل نسبة حالات الطلاق لكل من الذكور والإناث الحاصلين على مؤهل فوق الجامعي، وهي الماجستير والدكتوراه.

وفسَّر محللون وأساتذة علم نفس، في تصريحات صحفية، حالة "الطلاق" المتزايد في مصر، بأنّ المرأة المصرية، بسبب تكوينها النفسي، حين تشعر بالاضطهاد تسكت، وتخزّن الوجع داخلها، حتى تصل لمرحلة الكبت ويحدث ذلك للزوج أيضًا فتبدأ المعارك الزوجية، ويتدخل الوسطاء، الذين لا يفهمون طبيعة العلاقة، ويحاولون إجبارهما على الوضع الراهن، فيتطوّر الخلاف، وتصل المسألة إلى طريق مسدود ينتهي بالطلاق.

اقرأ/ي أيضًا:

هل مصر مكان يصلح لتعيش فيه امرأة؟

سرديات الاغتصاب والتحرش.. فتيات عربيات يكسرن الصمت