30-نوفمبر-2015

من فعالية مناصرة للزواج المدني، بيروت 2010 (إنترنت)

قصة ذبح مروة أحمد بواسطة أهلها بسبب علاقتها بشاب مسيحي لن تكون الأخيرة، فما زالت قصة الشاب المسيحي الذي قتل في ديروط عام 2009 لعلاقته بفتاة مسلمة حاضرة بكل مأساويتها، على الجانب الآخر مئات القصص لفتيات مسيحيات ارتبطن بشبان مسلمين تمت مطاردتهن واختطافهن بواسطة أسرهن.

ليس من المعقول أن يكون الإنسان مهددًا بالقتل أو الاختطاف والمطاردة لمجرد ممارسة إرادته الشخصية

قصص عديدة كانت نهايتها وحشية تعود بنا إلى عصور الهمجية، لحالات عنف وثأر طائفي لا يمكن تجاهلها، ليس من المعقول أن يكون الإنسان مهددًا بالقتل أو الاختطاف والمطاردة لمجرد ممارسة إرادته الشخصية. جزء من إيقاف هذه الحوادث البحث عن "تعددية مدنية" لقوانين الأحوال الشخصية المصرية، تسمح بوجود زواج مدني كبديل متاح لمن يريده.

أعلم أن هذه الأطروحات مرفوضة من الأغلبية الشعبية والسلطوية، ولا يتناسب مع العقلية الشرقية، وقد تُفهم أنها دعوة للتغريب والانسلاخ من "الهوية" الإسلامية والعربية، لذلك أوضح إيماني أن الدين يشكل جزءًا هامًا من وجودية الإنسان، وأن القيم الروحانية التي يمثلها تكوين أساسي في النفس البشرية، لكنها خطوة لمنع كثير من المصائب والحوادث قبل الوقوع في فخها، وليس كل ما يطرح يجب أن يحصد دعمًا متكاملًا، هل عند موافقة جزء كبير من الأغلبية على القتل والاستبداد وكل القيم غير النزيهة يجب الصمت عنهم وعدم إدانة الموقف الفاشي؟ ما الذي يمنع فتاة مسيحية من الارتباط بشاب مسلم، والعكس بالعكس، دون تعرضهم لتهديدات؟ أو أن يتم الطلاق بين المسيحية والمسيحي دون تسلط كنسي؟ 

وجود الزواج المدني وتقبله سيمنع قاعدة أن الممنوع مرغوب، بمعنى أن الكثير من تلك القصص تحدث كنوع من التحدي للمجتمع وأعرافه وقوانينه، وعندما يضمن القانون حقهم الشخصي سيكون الأمر مختلفًا لوجود فرصة بينهم للتقارب والتعارف الحقيقي، الذي سينتج وجود فرصة للعلاقة أو اكتشاف أن كلًا منهما غير مناسب للآخر.

ما لم نتقبله الآن ونوافق عليه بإرادتنا سيفرض مستقبلًا مهما حاولنا منعه، مثال لذلك حاول دعاة العلمانية الفوقية بتركيا حظر الحجاب ومنعه بكل الطرق، ورغم كل خططهم فشلوا، وفي إيران الإسلاميون جعلوا الحجاب إجباريًا لتنتظر الفتيات الإيرانيات الفرصة لخلعه ولو لبرهة يسيرة، فحرية الإرادة الشخصية لا يمكن منعها أو التحكم بها.

اقرأ/ي أيضًا:

حفلة الدم المقدسة

قال العجوز.. اقتلوه!