05-أغسطس-2023
gettyimages

البحرية الأمريكية تدخلت الشهر الماضي لمنع إيران من الاستيلاء على ناقلتين تجاريتين في مضيق هرمز (Getty)

أمام تزايد عمليات الاحتجاز التي تقوم بها القوات البحرية الإيرانية للسفن التجارية في مياه الخليج العربي، تعكف وزارة الدفاع الأمريكي على دراسة خطة، يتم بموجبها على إرسال عناصر من مشاة البحرية الأمريكية، لمرافقة السفن التجارية التي تعبر مضيق هرمز،  للحد من عمليات المضايقة والاحتجاز للسفن من قبل البحرية الإيرانية.  

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن مصادر أمريكية، أن هذه الخطوة لم تقدم عليها الولايات المتحدة، حتى في ذروة حرب الناقلات، التي كانت الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

صرح مسؤول أمريكي لوكالة "فرانس برس"، أن "هناك مساعٍ لنشر حراسة أمنية مكونة من عناصر من مشاة البحرية والبحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه، لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرضة للخطر"

وأقرت مصادر أمريكية، بطرح الخطة، وأن المناقشات مستمرة بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن "البحارة من مشاة البحرية  لن يوفروا الأمن إلا بناءً على طلب السفن المعنية".

إذا كان هناك هجوم فسيكون هناك رد

يترافق الحديث عن الخطة مع وجود الآلاف من مشاة البحرية والبحارة على كل من السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان"، وسفينة الإنزال" يو إس إس كارتر هول".

كما صرح مسؤول أمريكي لوكالة "فرانس برس"، أن "هناك مساعٍ لنشر حراسة أمنية مكونة من عناصر من مشاة البحرية والبحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه، لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرضة للخطر"، وفق تعبيره.

بودكاست مسموعة

وشدد المسؤول الأمريكي على "ضرورة تلقي طلب لفعل ذلك، لأن السفن خاصة"، مضيفًا "نجري الاستعدادات للتنفيذ في حال وجود اتفاقات نهائية للقيام بذلك".

وردًا على سؤال عما إذا كانت هناك مخاوف من أن يؤدي نشر العناصر الأمريكية إلى مواجهة بين القوات الأمريكية والإيرانية، اعتبر المسؤول أن "ذلك يعتمد على طهران"، قائلًا: "ينبغي ألا يكون هناك أي مواجهة إطلاقًا إذا التزمت إيران القواعد واتبعت القانون الدولي"، مردفًا "إذا هاجموا وكانت لدينا قوات على متن السفن، فسنرد  كما ينبغي".

البنتاغون يعزز قواته

ويمكن لمشاة البحرية توفير العمود الفقري لأي مهمة حراسة مسلحة للسفن التي تمر في مضيق هرمز، والذي يمر عبره 20%  من إجمالي النفط الخام في العالم.

وكان البنتاغون، قد أرسل الشهر الماضي طائرات مقاتلة إضافية من طراز "إف -35" و"إف -16" إلى جانب سفينة حربية إلى المنطقة، ووحدة استطلاعية بحرية تتألف من حوالى 3000 عنصر، في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد احتجاز إيران لسفن الشحن التجارية.

وامتنع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي،  تأكيد التقارير عن الانتشار المزمع لأفراد البحرية ومشاة البحرية الأمريكية في مياه الخليج، لكنه شدد على أهمية المنطقة، قائلًا: إن "مضيق هرمز ممر بحري حيوي له تأثير كبير على التجارة البحرية حول العالم".

getty

مناورات عسكرية إيرانية مفاجئة 

في المقابل، قال الحرس الثوري الإيراني، إن لديه أمرًا من محكمة إيرانية بالاستيلاء على ناقلة نفط في مياه الخليج، بعد الاستيلاء على ناقلة تجارية الشهر الماضي. 

والأسبوع الماضي، أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية مفاجئة في الجزر الثلاث المتنازع عليها بالخليج العربي، بمشاركة أسراب من الزوارق السريعة الصغيرة، والمظليين ووحدات الصواريخ جوًا وبحرًا، والمُسيّرات بمساندة سلاح الجو في الحرس الثوري،  كما أعلن التلفزيون الإيراني أن البحرية الإيرانية أزاحت الستار عن صاروخي "غدير" و"فتح" البالستيين المزودين بالذكاء الاصطناعي خلال المناورات. 

وتهدف المناورات بحسب إعلام الحرس الثوري  إلى "الدفاع عن الجزر الإيرانية في الخليج،  وأمن هذه المنطقة المائية".

زكي وزكية الصناعي

احتجاز متبادل

وكانت البحرية الأمريكية، تدخلت الشهر الماضي لمنع إيران من الاستيلاء على ناقلتين تجاريتين في مضيق هرمز، لكن في اليوم الموالي احتجزت طهران سفينة تجارية تمر في مياه الخليج العربي.

 كما صادر  الحرس الثوري في شهر أيار/مايو ناقلتين في غضون أسبوع بالمياه الإقليمية. وجاء رد الفعل الإيراني، بعد مصادرة الولايات المتحدة لشحنة نفط إيرانية بالقرب من جنوب أفريقيا، وذلك في محاولة أمريكية لفرض عقوبات على شحنات النفط الإيرانية.

امتنع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي،  تأكيد التقارير عن الانتشار المزمع لأفراد البحرية ومشاة البحرية الأمريكية في مياه الخليج

وتقول واشنطن إن طهران احتجزت أو حاولت السيطرة على ما يقرب من 20 سفينة تجارية في المنطقة خلال العامين الماضيين.

وتقع حوادث مماثلة منذ عام 2019، عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران، وتقول واشنطن إن طهران نجحت في الالتفاف عليها.