24-يوليو-2022
US-HEALTH-VIRUS-MONKEYPOX-VACCINES

تخشى المنظمة من التفشي المجتمع الواسع للمرض (Getty)

أعلنت منظمة الصحة العالمية  أن تفشي مرض جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عامة في العالم. فقد قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "لقد قررنا في المنظمة اعتبار تفشي مرض جدري القرود في العالم حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا". وقال تيدروس إن تفشي المرض ينتشر بسرعة وهناك "خطر واضح لمزيد من الانتشار الدولي". 

يعني إصدار منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة بشأن جدري القرود أن الوضع يستدعي اهتمامًا دوليًا بشأنه

ويعني إصدار منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة بشأن جدري القرود أن الوضع يستدعي اهتمامًا دوليًا بشأنه، على مستوى التنسيق وتبادل الموارد والمعلومات بين الدول، من أجل تفادي تفشي المرض على نحو واسع وخارج عن السيطرة. 

 

ويأتي هذا الإعلان على الرغم من أن لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية التي تنظر في مثل هذه القضايا، قد أخفقت في التوصل إلى توافق في الآراء بين أعضائها، وهو ما يوحي بشيء من الضبابية في المعلومات الطبية المتعلقة بمدى التهديد الذي يمثله جدري القرود، والمعروف أيضًا طبيًا باسم "جدري النسناس". 

الاتصال الجنسي بين الرجال مسبب أساسي لتفشي العدوى 

يتفشى مرض جدري القرود بشكل كبير بين الرجال الذين يمارسون الجنس المثلي ولديهم تعدد في الشركاء الجنسيين الرجال. فقد تم تسجيل أكثر من 16 ألف حالة عالميًا، معظمها في القارة الأوروبية، إضافة إلى أكثر من 3000 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب دراسة نشرت في مجلة "نيو إنجلند" الطبية، فإن 98% من الإصابات كانت بين رجال مثليين أو ثنائيي الجنس، ويعتقد أن التواصل الجنسي كان مسؤولًا عن 95% من حالات العدوى الحاصلة. كما يحدث انتقال عدوى فيروس جدري القرود عبر التعرض لقطرات كبيرة من الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للمريض، أو التلامس الجسدي القريب معه، أو التعامل مع أدوات أو أقمشة خاصة به ملوثة. ولا يتوفر دليل لدى الباحثين حول احتمال انتقال العدوى عبر السوائل المهبلية أو المنوية.

receives a vaccination dose against monkeypox on July 23, 2022 in London, England
بدأت دول عديدة حملة تطعيم بلقاحات الجدري بين المواطنين (Getty)

وبحسب الدراسة نفسها، فإن التفشي الواسع الحالي لعدوى فيروس جدري القرود بين البشر يعني حدوث تحور في الجوانب البيولوجية للفيروس نفسه، أو تغييرات في السلوك البشري، أو الأمرين معًا. فهذه التغيرات المؤدية لهذا التفشي النادر للعدوى قد تكون مرتبطة بتراجع المناعة البشرية ضد مرض الجدري، إضافة إلى تخفيف القيود المتعلقة بجائحة كوفيد-19، واستئناف حركة السفر الدولي النشطة، والتواصل الجنسي المتعدد والجماعي، ولاسيما في التجمعات الكبيرة. ومن المؤكّد إحصائيًا حتى الآن أن الانتشار الحاصل يكاد ينحصر بين الرجال المثليين أو ثنائيي الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، مما يشير إلى تضخم احتمال انتقال العدوى عبر التواصل الجنسي. 

98% من الإصابات كانت بين رجال مثليين أو ثنائيي الجنس، ويعتقد أن التواصل الجنسي كان مسؤولًا عن 95% من حالات العدوى الحاصلة

من جهة أخرى، فإن مرض جدري القرود لا يعد فتّاكًا، ولا يؤدي بشكل عام إلى دخول المستشفى، كما أنه لا ينتشر في الغالب عبر الهواء. إلا أنه وبحسب توصيات الدراسة الجديدة، فإن الوضع يستدعي تطبيق المزيد من الإجراءات العاجلة في عدد من الدول من أجل تفادي سيناريو التفشي المجتمعي السريع لهذا المرض. 

 

للمزيد من المعلومات حول جدري القرود وكيفية الوقاية منه وعلاجه يمكن الاطلاع على موقع منظمة الصحة العالمية باللغة العربية. ولقراءة المزيد حول المرض على "التراصوت" يمكن العودة إلى هذا التبويب الخاص على الموقع.