04-أبريل-2017

تتويج الشيف عمر بجائزة شخصية السنة الأكثر تأثيرًا في الويب المغربي (فيسبوك)

استطاع "الشيف عمر"، أصغر طباخ بالمغرب، أن يكون شخصية السنة الأكثر تأثيرًا في الويب المغربي، بعد حصوله على جائزة "مغرب ويب أواردس"، وهي عبارة عن مسابقة تشمل شبكة الإنترنت بالمغرب، يتنافس رواد الإنترنت فيما بينهم، وهدفها الأساسي هو تشجيع الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية في السوق المغربية، وقد نجح الصغير "الشيف عمر" بالفوز بإحدى الجوائز في هذه المسابقة.

اختير "الشيف عمر"، أصغر طباخ بالمغرب، شخصية السنة الأكثر تأثيرًا في الويب المغربي، بعد حصوله على جائزة "مغرب ويب أواردس"

و"الشيف عمر" ليس مجرد طفل يبلغ 11 سنة ويهوى ممارسة الطبخ، فهو أيضًا يتحدى المرض بشجاعة بشكل يومي. فقد تسببت إصابته بمرض يدعى "ميوباتي" أو "التلف العضلي" بمنعه من الحركة إلا بواسطة كرسي متحرك، وأمام الألم الذي يصعب على طفل صغير تحمله، يحاول بمساندة عائلته تجاوزه.

اقرأ/ي أيضًا: طارق نادري.. مصوّر الابتسامات المحرومة

الشيف عمر يذهب برفقة أمه أينما حل، فهذه المرأة قد نجحت في أن تربي فيه قوة خفية، عبارة عن مزيج من الإرادة والإصرار على عدم الاستسلام أمام مجتمع ينظر لذوي الاحتياجات الخاصة نظرة أخرى. وبهذه الجائزة التي حصل عليها الشيف عمر، استطاع أن يؤكد أنه قادر على أن يحقق ما لا يستطيع الكثيرون تحقيقه، فهو بالإضافة إلى حصوله على لقب أصغر طباخ مغربي حصل الآن على لقب شخصية السنة في الويب المغربي.

لا يحل عمر بمكان إلا وتحس بطاقة إيجابية تسيطر على ذلك المكان، بفضل ابتسامته ووجهه البشوش، وكلامه الذي لا يعرف اليأس أبدًا، تحس أنك أمام طفل ذكي وواثق من نفسه ومن أحلامه أيضًا. دائمًا ما يحافظ الشيف عمر على ابتسامته، ويحاول إقناع الآخرين أنه لا يختلف عن باقي الناس، سواء عبر فيديو أو من خلال حديثه لوسائل الإعلام، وعبر ترديد مقولته المفضلة: "أنا لست مختلفًا عنكم بل أنا مختلف مثلكم".

ويتمتع الشيف عمر بخفة دم واضحة، يطل على متابعيه في صفحته على موقع "فيسبوك"، والتي يُقدر متابعوها بأزيد من 75 ألف متابع، أو عبر قناته في "يوتيوب" ليحكي لهم عن التحدي والنجاح، ويقدم وصفات الطبخ التي يعدها ببراعة، ويتقاسم مع معجبيه مقتطفات من يومياته.

يتحدى الشيف عمر، 11 سنة، إعاقته ليدرس ويمارس هواية الطبخ ويلفت انتباه العالم نحوه وهدفه تقديم برنامج تلفزيوني خاص بالطبخ

اكتشف الشيف عمر كما يحكي لـ"ألترا صوت" ميوله للطبخ في سن الخامسة، خصوصًا مع تشجيع والدته الدائم له عبر تحضير وصفات شهية. لم تتفاجأ والدته بتحقيق طفلها كل هذه النجاحات، فهي التي تشجعه بالإصرار على تحقيق طموحه في أن يصبح "شيف" ذا صيت عالمي، هي التي شجعته على إنشاء قناة على موقع يوتيوب تحت تسمية "شيف عمر"، وهو يطمح أن يكون له برنامج خاص به، عن الأكل، يطل به على معجبيه.

اقرأ/ي أيضًا: حليم آش. تي. آم.. الفن لإسعاد الإنسان

تقول والدة الشيف عمر لـ"ألترا صوت" إن "أسرتها في كل يوم تتحدى المصاعب، فالمجتمع ينظر إلى "المعاق" نظرة شفقة، هذه النظرة التي تزعج عمر كثيرًا، لكن في المدرسة الأمريكية، وهي الوحيدة التي قبلت عمر، يجد الصغير التشجيع، مع العلم أن المدرسة المغربية لا تقبل تلاميذ يعانون من إعاقة جسدية، بالرغم من أن التعليم حق من حقوقهم يكفله القانون".

أن تحكم عليك الأقدار وتولد بإعاقة جسدية، لا يعني بالضرورة أن يكون هذا مانعًا أمام النجاح، هذه خلاصة رسالة الطفل، الشيف عمر، فبدعم من والديه، استطاع أن يلفت انتباه نجوم الطبخ بالمغرب وشارك في برامج الطبخ عبر قنوات تلفزية مغربية، والكل اليوم تقريبًا سمع عن مهارات "الشيف عمر" في الطبخ، ولا يزال، كما يقول، يسعى خلف حلمه الأبرز وهو تقديم برنامج تلفزيوني خاص بالطبخ، والشيف عمر مُصر على تحقيق هذا الحلم في يوم من الأيام.

اقرأ/ي أيضًا: 

فيلم "قدمي اليسرى".. الإبداع لا يقف عند حد الإعاقة

ذوو الاحتياجات الخاصة.. الأكثر اضطهادًا في الجزائر