27-يونيو-2021

من فيلم الدفتر الكبير (imbd)

ألترا صوت – فريق التحرير

تمثِّل الرواية مصدر إلهامٍ لكثيرٍ من المخرجين، إن كان ذلك في عالم السينما أو المسرح، وخاصةً حين يتعلق الأمر برواياتٍ شهيرة حازت إعجاب النقاد والقراء معًا. ومما لا شك فيه أن عملية تحويل عملٍ أدبي إلى مادة سينمائية، ليست بالأمر اليسير، ففي الوقت الذي ينجح فيه البعض في تحويلها إلى فيلمٍ يترك بصمته في عالم السينما، وبشكلٍ لا يمسُّ العمل الأصلي، يفشل آخرون في ذلك.

نستعرض لكم في هذه المقالة أربعة أفلامٍ مبنية على رواياتٍ عالمية، لكتَّابٍ من أجيال مختلفة.


1. قطارات تحت الحراسة المشددة

صدرت "قطارات تحت الحراسة المشددة" للكاتب التشيكي الراحل بوهوميل هرابال للمرة الأولى عام 1965. وفي العام التالي، 1966، حوَّل المخرج التشيكي جيري مينزل الرواية إلى فيلمٍ سينمائي حصد جائزة "أفضل فيلمٍ ناطقٍ بلغةٍ أجنبية"، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأربعين.

تدور أحداث الفيلم في محطة قطاراتٍ في العاصمة التشيكية براغ أواخر الحرب العالمية الثانية، حيث سنتعرف إلى شابٍ يفكر بالانتحار بعد فشله في إقامة علاقةٍ جنسية مع فتاةٍ تعمل في المحطة ذاتها، وشعوره بأنه لا يصلح لفعل أمرٍ كهذا أيضًا.

ولكن الشاب المدعو ميلوش هرما، سيتخلى عن فكرة الانتحار بعد تدخل طبيبٍ أرشده إلى خطواتٍ ستساعده في تجاوز عقدته، حيث سيتمكن في نهاية المطاف من ممارسة الجنس مع فتاةٍ تعمل في صفوف المقاومة التشيكية ضد الألمان، الأمر الذي غيَّر حياته ودفعه إلى الالتحاق بصفوف المقاومة، وتفجير قطارٍ ألماني محمل بالذخائر.


2. الجوع

في عام 1890، صدرت رواية "الجوع" للكاتب النرويجي كنوت هامسون، وهي الرواية التي صنعت شهرته في مختلف أنحاء العالم، ومهدت طريقه نحو جائزة نوبل للآداب التي نالها في عام 1920، بوصفه العبقري الذي قدَّم روايةً اعتُبرت أولى روايات القرن العشرين.

وبعد نحو سبعة عقودٍ ونصف من صدورها، حوَّل المخرج الدنماركي هينينج كارلسن الرواية إلى فيلمٍ عُرض للمرة الأولى في أيار/ مايو عام 1966، ولعب دور البطولة فيه الممثل السويدي بير أوسكارسون الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في الدورة التاسعة عشرة من "مهرجان كان السينمائي"، عن دوره في الفيلم ذاته.

يمتد الفيلم على نحو 112 دقيقة نتعرف فيها إلى بطله بونتوس، الذي يعيش حياةً يعنونها الفقر والجوع الذي لا يوفر جهدًا للخلاص منه، ولكن دون فائدة، ذلك أن الطعام الذي يحصل عليه، لا يكفيه إلا للاستعداد لخوض جولةٍ جديدة ضده.


3. الدفتر الكبير

"الدفتر الكبير"، هو عنوان رواية الكاتبة المجرية أغوتا كريستوف التي صدرت عام 1986، والتي تُعتبر أشد رواياتها قسوةً، وإحدى أكثر الروايات قدرةً على التعبير عن آثار الحرب والعنف وتداعياتهما على الفرد البشري، لا سيما على الأطفال الذين نشأوا في ظلها.

وبسبب الحفاوة النقدية والشعبية التي قوبلت بها الرواية، قرر المخرج الهنغاري جانوس ساز تحويلها إلى فيلمٍ حمل العنوان ذاته "الدفتر الكبير"، وعُرض لأول مرة في أيلول/ سبتمبر عام 2013، كما وتم اختياره أيضًا في العام التالي لتمثيل المجر في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانين.

يحكي الفيلم قصة تؤامين أودعتهما والدتهما عند والدتها بسبب ظروف الحرب. ولكن، بدلًا من رعايتهما، يصارع التوأمان للبقاء في ظل العنف والقسوة التي سيتدرَّبان على اعتيادها، عبر الامتناع عن تناول الطعام للتأقلم مع الجوع، ووضع جثث حشراتٍ صغيرة في دفترهما المشترك للاعتياد على رؤية الدم.


4. بقايا اليوم

أنجز الكاتب الياباني كازو إيشيغورو روايته الأكثر شهرةً "بقايا اليوم"، خلال أربعة أسابيع لم يفعل فيها شيئًا سوى الكتابة فقط، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوامٍ على صدور روايته الثانية "فنان من العالم الطليق". وعلى عكس الأخيرة، لاقت "بقايا اليوم" احتفاءً واسعًا منذ صدورها عام 1989.

وبعد مرور أربع سنواتٍ تقريبًا على صدورها، حوَّل المخرج الأمريكي جيمس أيفوري "بقايا اليوم"، إلى فيلمٍ سينمائي عُرض للمرة الأولى في كانون الثاني/ يناير عام 1993، بطولة أنتوني هوبكنز، وإيما تومسون، وكريتسوفر ريف، وهيو غرانت.

تدور أحداث الفيلم في قصرٍ ضخم نتعرف فيه إلى السيد ستيفنس، الذي يعيش فيه منذ سنواتٍ طويلة باعتباره رئيس الخدم. وعلى عكس جميع العاملين في القصر، ستيفنس هو الأكثر تفانيًا في عمله، والأشد ولاءً لمالكه أيضًا، لدرجة أنه تجرد من مشاعره ورغباته ليتمكن من أداء عمله دون الانشغال بأمور أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Ride or Die"... قصة حب في نمط أفلام الطريق

"مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة" في دورته الخامسة.. على ضفاف النيل