01-أكتوبر-2022
السنغال

"Getty" بطلة أفريقيا تملك جيلًا استثنائيّا من النجوم

تحتفظ الجماهير السنغالية بذكريات جميلة من أول مشاركة لمنتخب بلادها في كأس العالم، وما قدمه أمام منتخبات عريقة ووازنة مثل فرنسا والسويد قبل 20 عامًا في كوريا الجنوبية واليابان 2002.

وتعقد هذه الجماهير آمالا كبيرة بتكرار هذا الإنجاز في مونديال "قطر 2022" ، والذي بلغت السنغال المشهد الختامي له بتشكيلة وصفت بالأقوى في تاريخ البلد الأفريقي.

السنغال

منتخب السنغال يبحث عن ظهور آخر مُبهر بعد مشاركة أخيرة في 2018 لم تكن كسابقتها، والطموح لدى "أسود التيرانغا" كبير جدا خصوصًا بعد التتويج بكأس الأمم الإفريقية لأول مرة بالتاريخ، عقب الفوز على منتخب مصر بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي انتهت في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.  

طريق الوصول إلى قطر 

قدمت السنغال أداءً مثاليًا خلال مشوارها لمونديال قطر، حيث خاضت التصفيات في المجموعة الثامنة إلى جانب توغو وناميبيا وجمهورية الكونغو، وحسمت الصدارة بـ 5 انتصارات وتعادل، مسجلةً 15 هدفًا وتلقت شباكها 4 أهداف فقط، وجمعت 16 نقطة.

السنغال تغلبت في الافتتاحية على توغو بهدفين نظيفين، ثم على الكونغو بثلاثة أهداف لواحد، وفي الجولة الثالثة ضربت شباك ضيفتها ناميبيا بأربعة أهداف لواحد، قبل أن تعود وتهزمها إيابا بثلاثة أهداف لهدف. وجاء التعادل الوحيد للسنغال في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أمام توغو بهدفٍ لمثله، ليتبعه انتصار آخر على الكونغو بهدفين دون رد. 

السنغال

وأجريت في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي قرعة الدور الثالث، وكانت منتخبات السنغال، وتونس، والمغرب، والجزائر، ونيجيريا، ومصر، ومالي، وغانا، وجمهورية الكونغو، والكاميرون، هي المتأهلة عن مجموعتها.

السنغال

ولعبت السنغال ضد مصر في مباراتين ذهابا وإيابا، انتهت مباراة القاهرة بانتصار "الفراعنة" بهدفٍ دون مقابل، قبل أن يعود "أسود التيرانغا" لتحقيق انتصار بهدف نظيف في داكار، لتتجه المباراة لضربات الترجيح التي منحت السنغال التأهل إلى مونديال قطر.

المشاركات السابقة في المونديال

تركت السنغال بصمة خالدة في نهائيات كأس العالم الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان صيف عام 2002 ، حين وصلت في أول مونديال لها إلى الدور ربع النهائي بعد أداء قوي أبهرت به جميع المتابعين للعرس الكروي العالمي حينها. 

السنغال

وفي مونديال روسيا 2018، شاركت السنغال بعد انقطاع عن النهائيات العالمية دام 16 عامًا، واجهت في النسخة الماضية لكأس العالم كل من، كولومبيا، اليابان، وبولندا، في المجموعة الثامنة، وودعت البطولة من الدور الأول بعدما تساوت في عدد النقاط والأهداف وفارق التهديف مع اليابان التي تأهلت ثانية بفضل اللعب النظيف (السنغال نالت بطاقات صفراء أكثر).

الذهاب بعيدا في المونديال

يتوقع أغلب المحللين والمتابعين للساحرة المستديرة أن يذهب المنتخب السنغالي بعيدا في مونديال قطر، ويتجاوز دور المجموعات ربما رفقة منتخب هولندا على حساب الإكوادور والبلد المستضيف للبطولة (قطر).

السنغال

هذا التوقع لم يأت من فراغ، فالمنتخب السنغالي يضم حاليًا كوكبة من اللاعبين المميزين الذين ينشطون في أكبر أندية العالم، يتقدمهم ساديو ماني لاعب ليفربول الإنجليزي السابق، المنتقل حديثا إلى بايرن ميونخ الألماني، والمتوج مؤخرا بجائزة أفضل لاعب إفريقي في العالم.

وهناك أيضا في حراسة المرمى إدوارد مندي وفي الدفاع كاليودو كوليبالي لاعبا تشيلسي الإنجليزي، وعبدو ديالو مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، وبوناسار لاعب بايرن ميونخ، وفي خط الوسط نابلس ميندي لاعب ليستر سيتي، وكوياتي لاعب كريستال بالاس، وفي الهجوم إسماعيلا سار موهبة واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالو ديا مهاجم فياريال الإسباني.

وتمثل هذه الأسماء وغيرها جيلًا ذهبيًا استطاع التتويج بلقب أمم إفريقيا للمرة الأولى بعد 13 مشاركة وصلت السنغال خلالها إلى النهائي في ثلاث مناسبات، إذ خسرت في 2002 أمام الكاميرون، وفي 2019 أمام الجزائر.

تخوض السنغال أول مباراة لها في النهائيات ضد هولندا ثم تواجه قطر وأخيرا الإكوادور، وسيتحدد مصير "الأسود" في المونديال حتما بأول مواجهتين، حيث التصادم سيكون قويًا أمام "الطواحين"، وصعبًا أمام "العنابي" الذي سيُقاتل لخطف إحدى بطاقات التأهل، وتجنب دخول التاريخ كثاني منتخب مضيف يخرج من البطولة في دورها الأول بعد المنتخب الجنوب أفريقي في 2010.

السنغال

ويرى كثيرون أن نقطة ضعف السنغال تتمثل في المدير الفني أليو سيسيه، المدرب الذي يُشرف على المنتخب الأول منذ عام 2015، وتحت قيادته بلغت السنغال المونديال الثاني لها تواليا وحصدت كأس الأمم الإفريقية قبل أشهر (إنجازات غير مسبوقة).

ويُنظر إلى سيسيه، الحائز على جائزة أفضل مدرب إفريقي لعام 2022، على أنه محدود الأفكار وغير قادر على إظهار كامل إمكانيات لاعبي المنتخب وقيادتهم إلى تحقيق شيء قد يكون أقرب مع مدرب أجنبي، بأفكار احترافية أوسع تناسب قيمة نجوم مثل ماني وزملائه.

سيسيه يمتلك في نهائيات كأس العالم القادمة فرصة أن يكون بطلًا قوميًا بامتياز، في حال نجح في تكرار إنجاز مونديال 2002، حين كان أحد أبطاله وحامل شارة القيادة كلاعب على أرض الملعب في تشكيلة برونو ميتسو الذهبية، فهل يستطيع تحقيق ذلك؟